رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إرهاب وكورونا وسترات صفراء.. أزمات ماكرون قبل انتخابات الرئاسة

1-11-2020 | 20:58


يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أزمتين متزامنتين بتصديه لموجة تفشٍ ثانية لفيروس كورونا، والحوادث الإرهابية؛ ما يدخل عهده مرحلة مفصلية ستحدد معايير نجاح ولايته الرئاسية أو فشلها، وحظوظ إعادة انتخابه.

 

وصل ماكرون إلى الرئاسة الفرنسية عام 2017 مستفيدًا من موجة تفاؤل رأت فيه قائدًا قادرًا على إحداث تحوّل في البلاد وعلى تحقيق إصلاحات تحتاج إليها فرنسا بشدة واستعادة مكانة البلاد على الساحة العالمية.

 

أفادت فرانس 24، بأن الرئيس الشاب يواجه منذ سنتين سلسلة أزمات بدأت في العام 2018 مع حركة السترات الصفراء الاحتجاجية التي استمر زخمها عامًا وأكثر، تلتها إضرابات عامة في فصل الشتاء الماضي على خلفية تعديل نظام التقاعد في البلاد.

 

وحين خف زخم الإضرابات وبدأ ماكرون طرح مشاريع النصف الثاني من ولايته، تفشى فيروس كورونا المستجد عالميًّا؛ ما دفع فرنسا إلى فرض إغلاق تام لاحتوائه.

 

وعندما بدأ الاقتصاد الفرنسي بالتعافي من تداعيات الإغلاق، بدأت الموجة الثانية من كورونا؛ ما أجبر ماكرون الأسبوع الماضي على فرض إغلاق ثانٍ.

 

وفرنسا حاليًّا تحت وقع الصدمة بعد قطع رأس مدرس ومقتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة في اعتداءين نُسبا إلى متطرفين، وضعا معركة مكافحة الإرهاب على رأس أولويات الحكومة.

 

والسبت استُهدف كاهن بطلقين ناريين في مدينة ليون في اعتداء لم تتّضح بعد دوافعه.

 

ويقول برونو كوتر، الباحث السياسي في مركز دراسات الحياة السياسية الفرنسية، إن المرحلة الحالية هي الأصعب بالنسبة لماكرون منذ وصوله إلى السلطة.

 

ويقول مستشار للرئاسة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته إن "هذا الضغط المستمر لا يمنحنا أي متنفّس"، ويضيف: "لقد فقدنا السيطرة على جدول الأعمال".

 

لا يمكن تحميل ماكرون مسؤولية ظهور كورونا، لكن معارضين يتّهمون الحكومة بأنها فشلت في الاستعداد للموجة الثانية.

 

وقال ماكرون في خطاب إلى الأمة أعلن فيه فرض إغلاق جديد في البلاد أن الفيروس يتفشى في فرنسا بسرعة تخطّت أكثر التوقعات تشاؤما؛ ما أثار استياء خبراء صحيين كانوا قد حذّروا بالفعل من هذا السيناريو.

 

وفي حين يوحّد الغضب من الاعتداءات الدامية الفرنسيين، تُطرح تساؤلات عن أسباب فشل قوات الأمن في مراقبة منفذيها، وسط جدل قائم حول ما إذا كانت الاستراتيجية المعتمدة في التصدي للتطرف بالغة الحزم أم شديدة الليونة.

 

ويقول كوتر إن ماكرون يحاول منذ نحو سنتين فرض جدول المشاريع التي ينوي تنفيذها، لكنّه يواجه تغيّرات متسارعة.

 

ويضيف الباحث: "لدى الفرنسيين انطباع بأنهم يمرون بسلسلة أزمات لا تنتهي".