في مثل هذا اليوم منذ 70 عامًا.. رحل برنارد شو وهو يكتب مسرحيته الأخيرة التي لم تكتمل أبدًا
ولد الكاتب جورج برنارد شو أحد أشهر كتاب المسرح في العالم، في دبلن، أيرلندا،
في 26 يوليو عام 1856. كان الإبن الثالث
وأصغر إخوته، تلقى تعليمه المبكر عبر جلسات تعليمية على يد عمه الكاهن، وبفضل توجيهات والدته وزياراته المنتظمة إلى المعرض
الوطني في موطنه، واكتشف في عمر مبكر جدا عالم الفنون، اكتشف الموسيقى والأدب، ومن
الطريف أنه كان يكره اسمه الأول "جورج" ويحب أن يُنادى بـ"برنارد
شو".
انتقل شو إلى لندن ليلحق بوالدته، وفي سن الرابعة
والعشرين من عمره قرر أن يصبح كاتبا، بعد وفاة شقيقته الوسطى، ورغم
المتاعب الإقتصادية التي واجهها وقفت والدته إلى جواره بشكل كبير حين كان يقضي
معظم وقته في قاعة المطالعة التابعة للمتحف البريطاني ليكتب روايته الأولى.
حين رفض الناشرون نشر روايته بشكل قاطع واعتبروها عملًا فاشلًا، اتجه شو للسياسة، وانضم لنشاطات النخبة البريطانية
المثقفة، ليصبح أحد مؤسسي الاشتراكية الفابية، والتي كان هدفها الأساسي هو تحويل
إنجلترا إلى قاعدة سياسية، فكرية وحيوية، ثم بدأ في كتابة مراجعات للكتب، النقد
المسرحي والموسيقي، وفي عام 1895، أصبح عضوا كناقد مسرحي في مجلس مجلة "مراجعة السبت"، وعند هذه النقطة بدأ شو
كتابة مسرحياته الخاصة.
نشر برنارد شو أولى مسرحياته بأجزاء تحمل عنوان
"مسرحيات غير سعيدة" و "مسرحيات سعيدة" وهي نصوص مسرحية مفعمة
بالنقد الإجتماعي، ورغم أن تلك المسرحيات لم تكن أفضل كتاباته ولم تلق التقدير
الكبير إلا إنها وضعته على أول الطريق الذي سيكتب فيه أشهر المسرحيات وأعمقها.
بدأت إبداعات شو للمسرح في نهاية القرن التاسع
عشر، حين كتب مسرحية "قيصر وكليوباترا" عام 1898، والتي لاقت إقبالا
كبيرا، وأظهرت نضجه في الكتابة، ثم كتب "الرجل والرجل الخارق" عام 1903،
والتي تم تقديم الفصل الثالث منها كثيرًا كعمل منفصل تحمل عنوان "دون جوان في
الجحيم" حيث لاقت نجاحا أكبر من المسرحية كاملة.
وتعد من أشهر مسرحياته "بيجماليون"
التي عرُضت لأول مرة عام 1913، والتي تدور أحداثها حول أستاذ علم الصوتيات
البروفيسور هنري هيجينز، الذي يراهن على تدريب فتاة فقيرة لأن تؤدي دور دوقة في
حفل يقام في حديقة السفير، وذلك من خلال تعليمها أصول الأرستقراطية. وهيمستوحاة من
شخصية أسطورية يونانية، نُقلت "بيجماليون" إلى الشاشة الكبيرة عام 1938،
ونال عنها شو جائزة الأكاديمية لكتابة السيناريو، وقُدمت في عروض موسيقية وأصبح
لها أغنية، وتم تقديمها لأول مرة على مسرح برودواي عام 1956، ثم تم تحويلها لفيلم
سينمائي بعنوان "سيدتي الجميلة" عام 1964، وبنفس العنوان تم تقديمها على
المسرح المصري عام 1969 بطولة فؤاد المهندس وشويكار.
استمر برنارد شو
على مدار الـ 50 عاما يكتب النصوص المسرحية، وقد تم منحه جائزة نوبل للآداب ككاتب
مسرحي رائد في عصره عام 1925، إلا إنه رفض تسلم الجائزة في بداية الأمر وفي مقولته
الشهيرة قال "أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكننى لا أغفر له أنه أنشأ
جائزة نوبل، إننى أكتب لمن يقرأ، لا لأنال جائزة" لكنه عاد بعد عام بعد أن
أقنعته زوجته، وقبل التكريم، ثم طلب أن يستخدم مال الجائزة فى ترجمة أعمال زميله
الكاتب المسرحي أوجست ستريندبرج من السويدية إلى الإنجليزية.
وفي 2 نوفمبر
عام 1950، أثناء كتابته مسرحية جديدة لم تكتمل أبدًا، توفي برنارد شو وهو في
الثامنة والتسعين من عمره، بسبب فشل في الكلى.