رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قصر "عائشة فهمى" اطلالة تاريخية على ضفاف الحضارة المصرية

2-11-2020 | 17:50


يقع القصر على شاطئ النيل مباشرة عند كوبري أبو العلا القديم شيده المصمم الإيطالي أنطونيو لاشياك ويتكون من ثلاثة طوابق ويضم 48 غرفة وقاعة.

حيث تم بناؤه بتصميم الغرف بالدور الأرضي والأول بأشكال وزخارف مختلفة كما صممت النوافذ الخارجية من الزجاج المعشق بالرصاص

أما الأرضيات فمعظمها من الباركيه المشغول

من هى عائشة فهمى صاحبة القصر؟

هى عاشة بنت على باشا فهمى كبير ياوران الملك فؤاد الأول، وكان القصر ملكًا لـ على باشا حتى وفاته فانتقلت ملكيته لابنته عائشة، والتى حرصت على شراء نصيب إخوتها ليصبح القصر كله من نصيبها.

تم بناء القصر فى عام 1907، على النيل بجزيرة الزمالك، صمّمه المهندس الإيطالى أنطونيو لاشاك على الطراز الكلاسيكى وكان هدية من "علي باشا فهمي"لزوجته الفرنسية "مارجريت فهمي" التى قامت بقتلته في لندن في حادثة شهيرة .

مكونات القصر:

يتكون القصر من طابقين، الطابق الأول به العديد من الغرف تحتوى لوحات فنية تشكيلية مختلفة، أما الطابق الثانى به العديد من الغرف الأثرية الطابع، منها الغرفة اليابانية التى أهديت لعائشة فهمى وصممت من أجلها، حيث نقش على حوائط الغرفة بعض الكلمات، إضافة على وجود تمثالين ذهبيين، كما توجد بالطابق الثانى غرفة الملابس الخاصة بعائشة فهمى.

يعد قصر “عائشة فهمي” تحفة فنية نادرة لما يتميز به من إطلالة ساحرة ومباني جاذبية ,تجعلك تشعر وكأنك في زمن مختلف, ولكن من يدري أن لهذا القصر قصص وأحداث درامية ,جعلت أشهر فنان عاشها وهو “يوسف بك وهبي” يجسدها بفيلم ,فالقصر الواقع على كورنيش النيل فى حى الزمالك شهد مأساة لأصحابه التى تحولت لأول فيلم ناطق شاهده المصريون عام 1932، وكانت قصتهم مادة دسمة للصحف فى مصر وأوروبا منذ حوالى مئة عام.

وتبدأ القصة “بأمير الشباب” علي بك فهمي الشاب الصغير الذي لم يتجاوز العشرين وأصبح من أثرى الأثرياء بعد أن ورث أموال والده العصامى، كان على الولد الذى رزق به أباه بعد أربعة بنات، لهذا لم يكن غريبًا أن يكون مدللًا ويظهر للمجتمع فى صورة الشاب المدلل مرتاد الملاهي الليلية الذى ينفق الأموال ببذخ شديد، عاش حياة لاهية وأصبحت أخباره تملأ المجتمع، لم يكن غريبًا أيضًا أن ترفض العائلات الأرستقراطية مصاهرته بسبب سوء سمعته ومجونه.

"على" هو من بنى هذا القصر وأنفق عليه أموالًا طائلة ليبدو كتحفة معمارية، وجلب له أغلى الأثاث من أوروبا، انتهى الحال بالمليونير المصرى الشاب الذي لقبته الصحافة بأمير الشباب للوقوع في غرام إمرأة فرنسية سيئة السمعة تدعى مارجريت تكبره بعشرة سنوات.

ويقول صلاح عيسى في كتابه عن فهمي: “كان لا بد بعد أن تسقط أقنعة اللهفة والحب والشوق، أن تكشف الحقيقة عن نفسها. كانت مارجريت نموذجًا للمرأة المجربة ذات التجارب المتنوعة، تعرف هدفها بسهولة وتسعى إليه، ومن المؤكد أنها رغم سيرتها الشائنة في باريس لم تكن قد فكرت بعد في أن تخون (البرنس) علي كامل فهمي الذي سد عليها كل الذرائع بثروته، ولكنه كان شديد الغيرة عليها”.

 

ويتابع “عيسى”: “بعد الزواج نتيجة اختلاف الثقافات والحضارات تصاعدت الاختلافات بينهما وأصبحت الهوة كبيرة بين الزوجين، وحدث ذلك الصراع بين السيدة الفرنسية التى ترغب في الرقص والسهر بعد انتقالها إلى الحياة في مصر حيث الحرملك الذي وضعها فيه زوجها فلم تكن قادرة على الخروج بكامل حريتها كما كانت تفعل في السابق، فازدادت المشاكل بينهما التي كانت تصل إلى ضرب علي فهمى لمارجريت أمام الخدم، ثم يعود مره أخرى ليعتذر لها، واستمرت الأحوال هكذا بينهما”.

وبعد ستة أشهر فقط من الزواج فى صيف عام 1923 أثناء رحلة للزوجان فى لندن ,تنشب بينهما مشاجرة، خلال المشاجرة قامت مارجريت بإطلاق ثلاثة رصاصات على زوجها المصري فأردته قتيلًا.

الزوجة حصلت على البراءة فى المحاكمة التى جرت فى لندن، بفضل محاميها السير مارشال هول الذى حصل حسب رواية «الأهرام» على 3 آلاف جنيه، إضافة إلى 2000 جنيه لمساعد المحامي، و500 جنيه أخرى لمساعده الثاني، ودفعت إلى الصحف البريطانية والفرنسية 4500 جنيه لجذب إستعطاف المواطنين لها ، كانت محاكمة غريبة فحجة المحامى لطلب البراءة لموكلته أن الزوج شرقى همجى كباقي الشرقيين وكان هذا سببًا كافيًا للمحكمة لإصدار الحكم ببراءة مارجريت التي بلغت بها الجرأة أنها سعت للحصول على ميراثها من ثروة ضحيتها لكنها فشلت فى هذا.

أصبح القصر الجميل ملكًا لعائشة فهمى أخت على وكانت أيضًا وقتها زوجة الفنان العظيم يوسف بك وهبى الذى استلهم من قصة نسيبه مادة فيلمه “أولاد الذوات” أول فيلم مصرى ناطق شاهده المصريين عام 1932، الفيلم أثار إستياء الأوروبيين فى مصر وفى أوروبا فقد دافع فيه يوسف وهبى عن الشرقيين وأظهر المرأة الأوروبية فى صورة أغضبتهم، فهاجمته الصحف الأوروبية وطالبت بمنع عرضه، وكان الفيلم سببًا فى طلاق يوسف وعائشة.

في عام 1958 صدر قرار جمهوري بنزع ملكية القصر وضمه لممتلكات الدولة .