رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جبرتى الهندسة .. د. سعد الراجحى ٥٠ ٪ من طلاب الهندسة يدفعون المصروفات الدراسية

26-4-2017 | 12:23


حوار : إيمان رسملان

رغم أن التعليم الهندسى الآن ليس بخير لأن ٥٠٪ من الخريجين من المعاهد الخاصة إلا أن وجود هندسة القاهرة وعمرها الذى تتم فيه ٢٠٠ عاما بعض الأمر فى جودة وتحسين العلم الهندسى فالكلية منذ منتصف الخمسينيات ومع بداية حركة التصنيع والبناء والنهضة فى المشروعات الكبرى أصبحت كلية الهندسة - جامعة القاهرة - هى أحد كليات القمة بل وصلت فى أوائل الستينات إلى احتلال الرقم الأول فى رغبات الطلاب بعد أن كان مستبعد الطب والصيدلة الذى كان يحتكر المتفوقين على مدار السنوات السابقة ويروي د. سعد الراجحى أستاذ هندسة الفلزات بالكلية أو كما يطلق عليه “جبرتى الكلية والتعليم الهندسى” أنه كان أول دفعة من الطلاب يطبق عليها نظام مكتب التنسيق لتوزيع الطلاب على الكليات وكان قبل ذلك يذهب كل طالب بملفه إلى الكلية التى يرى أنها ستناسب مجموعه، ويحكى لنا عن واقع اليوم الهندسى فى حياة طلاب الخمسينيات وإعلام الخريجين وأعمالهم

 

متى دخلت إلى كلية الهندسة جامعة القاهرة؟

د . سعد الراجحى كنا أول دفعة يطبق عليها نظام مكتب التنسيق الذى مازال معمول به حتي الآن أي دفعة ١٩٥٦ - ١٩٥٧ وكان عدد الطلاب قليل في ذلك (لأن المجانبة الكاملة لم تكن قد طبقت في الجامعات في ذلك الوقت وحتي صدر بها قرار من الرئيس عبدالناصر عام ١٩٦٢م مما فتح الأبواب أمام زيادة الأعداد المقبولة بالكلية ولكن هناك نظام للمجانية يطبق يتقدم إليه الطالب ولأن الخمسينيات والستينيات شهدت نهضة صناعية وعمرانية وبناء للمشروعات فقد قفزت كلية الهندسة لتصبح كلية فخر لأن في السابق كان يسبقها الطب والصيدلة والحقوق.

وكان عدد الأساتذة أيضاً قليل وكانوا متفرغتين تماماً للعمل التدريسى والأكاديمي داخل الكلية، وبالتالي كان هناك متسع من الوقت للطلاب ليقضوا الوقت داخل الكلية وأنه كان هناك رغبة في التعلم والمعرفة وللحقيقة تعلمت في السنوات الأولي بالكلية للاحتلال الأجنبي ولحرب ١٩٥٦ حتي أن تدريس اللغة الفرنسية بالمدارس تم ايقافه أيضاً.

ونحن أيضاً الدفعة التي طبق عليها نظام الترم الدراسي لأن قبل ذلك كان العام ادراسي ممتد بمواده طوال العام ولكن نظراً للظروف السياسية التي مرت بها مصر ورغبة نظام عبدالناصر في عدم تفرغ الطلاب والأساتذة بعيداً عن السياسة.

ليس هذا فقط بل نحن أول دفعة أيضاً يطبق عليها وجود امتحان للشهادة الإعدادية قبل الالتحاق بالمرحلة الثانوية والغيت شهادة الثقافة وأصبح من ذلك الوقت هناك شهادة التوجيهية أو ما يطلق عليها الآن الثانوية.

هل هذا كان له تأثير علي المستوي العلمي للطلاب؟

د. سعد الراجحي لا لم يكن له تأثير سييء علي مستوي الطلاب ولكن دفعتنا تميزت بأنها كانت دفعة التغيرات الشاملة التي طبقت علي نظام التعليم في ذلك الوقت ولكن بالعكس حدث نهوض إلي حد كبير في الاهتمام بالهندسة حيث افتتحت في تلك الفترة هندسة أسيوط بجانب عدد ٦ معاهد عليا صناعية وتكنولوجية وذلك لكي تغطي الصناعة والتطوير والنهضة احتياجاتها من الخريجين ولكن هذه التجربة الفريدة بتخريج المتخصصين للأسف بدأت تنحصر حينما تم تحويلها بعد ذلك إل يكليات جامعية عقب مظاهرات لطلابها عام ١٩٦٨ ومطالبتهم بالمساواة مع خريجي كليات الهندسة، فالضغوط الاجتماعية التي حدثت في ذلك الوقت أثرت علي مستقبل نمو التعليم التكنولوجيا والمتخصص.

أصدرت كتاب عن تاريخ التعليم الهندسي لماذا؟

د. سعد الراجحي للحقيقة عندما كنت عضواً بلجنة التعليم الهندسي باليونيسكو تعرفت علي الوضع الهندسي في مصر وفكرت أن ذلك لابد وأن يوثق ليصبح مادة متاحة أمام الدارسين.

فمثلاً لابد وأن لجمع أسماء وأعلام الهندسة المصرية الذين ساهموا في نهضة الوطن ليس فقط في القرن الماضي الذي أعقب تأسيس المهندسخانة بقرار محمد علي والمشاريع الكبري التي شاركت فيها وأدوار الأوائل في تنمية مصر والمنطقة وحتي أفريقيا.

بل توثيق ما ساهموا في التهنئة خلال القرن العشرين ومنهم عزيز صدقي ود.الساوي أول عميد مصري للكلية وإنشاءه للمصانع الحربية ثم مساهمته في الفنية العسكرية كذلك دور باهي زكي خريج الهندسة الذي التحق بالجيش واستطاع بفكره السابق التوصل لفكرة كيفية تحطيم خط بارليف.

ود. محمد إسماعيل الذي بني مجمع التحرير ود.رأفت ومشاريعه العظيمة وبناء المحلة الكبري وكفر الدوار وغيرهم من المشاريع التي ساهمت فيها كلية الهندسة جامعة القاهرة في الذراع الأول للبناء في مصر سواء المدني والعسكري أيضاً.

ولا ننسي دور المرأة حينما افتتحت مجال الهندسة لأول مرة ليس في مصر فقط بل في المنطقة بأكملها حتي أن المعدل المصري الالتحاق بالطالبات بالهندسة يبلغ الآن ٣٠٪ وهو ضعف المعدل العالمي الآن الذي يدور في حدود ١٥٪ إذن المرأة المهندسة لها الريادة في اقتحام هذا المجال ويعكس تطور للمجتمع المصري نفسه الذي أصبح يقبل بفكره الست المهندسة في كل التخصصات بما فيها البترول والتعدين حتي والميكانيكا الفلزات والمناجم بعدما كان هناك قرار غير مكتوب لعدم قبول الطالبات لهذه الأقسام وأذكر أن أول طالبة دخلت قسم تعدين كان ذلك في أوائل الستينيات وأعتقد أن هناك فيلم سينمائي بطولة نادية لطفي عكس هذه القضية حينما تنكرت هي وسعاد حسن في زي رجال مهندسين ليحصلوا علي الوظيفة فهذا بالفعل كان واقعاً وعكي رغبة المرأة المصرية في قبول التحدي وأثبت نجاحاً باهراً فاق الآن المعدلات العالمية للضعف.

إذا كنا في مرحلة رصد الواقع والتأريخ هل التعليم الهندسي بخير الآن في مصر؟

د.سعد الراجحي الإجابة التي قد تغضب البعض هي لا ليس بالجودة المطلوبة وإن كانت هناك بؤر مضيئة مازالت للهندسة في مصر وعلي رأسها بالتأكيد هندسة القاهرة ثم عدد من كليات الهندسة الحكومية.

وذلك يعود إلي أن التعليم الهندسي أصبح ٥٠٪ من الذين التحقوا به في السنوات الأخيرة تعليم ليس مجاني أو متساو للكل والجامعات الحكومية أصبحت هي التي تخرج الأعداد الأقل الآن من المهندسين في سوق العمل وهذا ليس كلام مرسل دائماً طبقا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء مؤخراً

ومعني أن ٥٠٪ من الخريجين من (طلاب المعاهد الهندسية) يعني بجانب انهم تعلموا بالأموال إن المستوي العلمي لهؤلاء الطلاب أقل من أمثالهم في كليات الهندسة الحكومية لأن هؤلاء الطلاب مجموعة أقل بكثير من طلاب كليات الهندسة الحكومية، يضاف إلي ذلك أن هذه المعاهد تعاني أزمة مزمنة في كلة أعضاء هيئات التدريس التي تدرس للطلاب فإذا كان المتوسط العام في كلية الهندسة جامعة القاهرة والجامعات الحكومية ٢٥ طالب لكل عضو هيئة تدريس فإنه هذهالنسبة وصلت في المعاهد إلي ١٥٠ طالب لكل عضو هيئة تدريس.

وبالتالي مازالت كلياتنا بخير وهذا ينعكس علي التصنيف العالمي والذي تحتكره جامعة القاهرة بلامنازع وذلك نظراً لكفاءة أعضاء هيئات التدريس بها والنشر العلمي له ومستوي الطلاب.

وهناك مثل إنجليزي يقول أبدأ باختيار الأجور ستحصل علي الأجود سواء في مستوي الخريج أو عضو هيئة التدريس وهي الفريضة الغائبة في مستوي التعليم الهندسي الآن بالمعاهد الخاصة.