تقرير : أحمد جمعة

فى المعمل الخاص بقسم هندسة القوى الميكانيكية بجامعة القاهرة، التف الطلاب حول أحد أساتذتهم لشرح بعض المقررات الدراسية، وقتها اصطحبنا د. سيد كاسب رئيس القسم لمشاهدة الوضع على الطبيعة، موضحا أن الجامعة تهتم بالشق العملى لإدماج الطلاب فى سوق العمل، ومحاولة ربط المحتوى النظرى بالجانب التطبيقى.

بين هؤلاء الطلاب تحدث المهندس شريف أحمد، الطالب بالفرقة الثالثة، قائلًا: كلية الهندسة جامعة القاهرة، تُعد أفضل الكليات على مستوى الجمهورية، نظرًا لقدمها ووجود أعضاء هيئة تدريس لهم إسهامات كبيرة فى مجال البحث العلمى فى مصر، فضلًا عن عدد المشاريع الطلابية التى ينتجها الطلاب سنويًا، بخلاف عدد الأقسام بها بما يصل إلى ١٤ قسمًا يختار الطالب بينها للالتحاق به.

تاريخيا.. أشار الدكتور سيد كاسب إلى أن كلية الهندسة منشأة منذ ٢٠٠ سنة قبل جامعة القاهرة نفسها، وهى أول كلية هندسة فى مصر أنشأها محمد على، حتى أصبحت جزءًا من جامعة القاهرة، وبها أكثر من ١٤ قسما علميا، من بيها هندسة القوى الميكانيكية.

وأضاف: أول رئيس قسم فى الخمسينيات الأستاذ الدكتور جينيف، ثم أصبح بعد ذلك كل رؤساء الأقسام من مصر، مثل الدكتور كامل إسكندر، والدكتور يعقوب جيد، ونسعد فى هذه اللحظة أن لدينا ٧ رؤساء أقسام سابقين على قيد الحياة ويأتون إلى الكلية، ولهم مساهمة عملية سواء على مستوى الدراسات العليا أو طلاب مرحلة البكالوريوس، أولهم الدكتور أمين مبارك والدكتور مصطفى كامل، والدكتور محمود فؤاد، والدكتور سامح شكرى، والدكتور محمد على حسن، والدكتور أشرف صبرى، فضلا عن تولى سيدة منصب رئاسة القسم وهى الدكتورة زينب صفرة فى الفترة بين ٢٠٠٣ وحتى ٢٠٠٩، رغم أنه من الممكن أن يؤخذ على القسم صعوبته والتى تلزم وجود رجل.

«لدينا معامل متنوعة تخدم الطلاب».. هذا ما أكد عليه «كاسب»، رغم تسليمه بوجود عدة مشكلات تواجه العملية التعليمية، تتبلور فى انخفاض الميزانية المخصصة للبحث العلمى، لكنه رغم ذلك يتمسك بأنه «لا مشكلة بدون حل»، يقول: «دائمًا فيه تحديات كثيرة نواجهها، وكل تحد نستطيع التغلب عليه، ونتعاون بشكل مشترك لاستخدام أمثل للإمكانيات المحدودة وتوجيهها بشكل أكثر دقة لأغراض البحث، ولدينا أحد الماجستيرات المهمة فى جامعة القاهرة، هو ماجستير الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، وهذا ماجستير مشترك بين جامعة القاهرة وجامعة كاسل فى ألمانيا».

فى سياق حديثه، تحدث الدكتور سيد كاسب عن عدد الطلاب الملتحقين بهندسة القوى الميكانيكية، مشيرًا لوجود نحو ألفين إلى ٣ آلاف طالب فى المرحلة الإعدادية بالكلية، يتفرعون إلى أقسام متنوعة من ضمنها قسم الميكانيكا، والذى يضم ٢٠٠ طالب، وفى السنة الثالثة يتم تخصصه إلى عدة أقسام من بينها هندسة القوى الميكانيكية ويدخله نحو ١٥٠ طالبا، والباقى فى هندسة الإنتاج والتصنيع، ولدينا ٢٠٠ طالب مسجل ماجستير ودكتوراه.

البحث العلمى أحد أهداف كلية الهندسة -بحسب كاسب- وإلى جانب مجالى تعليم الطلاب، والدراسات العليا، يأتى دور لا يقل أهمية عن سابقيه، وهو خدمة المجتمع سواء التدريب أو خلافه، وقسم هندسة القوى الميكانيكية يقوم بتلك الأدوار، ونحن متقدمون فى البحث العلمى، ونحتاج إلى جهد كبير لتطبيق البحث العلمى لإخراج منتج يحل مشكلة المجتمع، ونأمل أن نحل تلك المشكلة قريبًا، ففى التصنيف العالمى يحتل القسم مرتبة متقدمة ضمن أفضل ٢٥٠ قسم هندسة قوى ميكانيكية فى العالم كله، وهذا تصنيف جيد للغاية.

«الاستخدام الأمثل للطاقة المتجددة تحد يواجه مصر كلها»، حسبما ذكر رئيس قسم القوى الميكانيكية، والذى أضاف: مصر لو استخدمت طاقة الرياح والطاقة الشمسية بشكل أفضل بالمقارنة باستخدام الدول المجاورة والأوربية، ستحقق زيادة فى معدلات الإنتاج ووفرا فى استخدام الطاقة غير النظيفة، وبالنسبة لنا نشارك فى مشروعات متعددة لعمل توعية بكيفية الاستغلال الأمثل للطاقة المتجددة فى مصر ومشروعات كثيفة على المستوى الدولى والمحلى بالتعاون مع الشركاء، ولدينا طلاب مشاركون فى مشروعات متنوعة لتصميم سيارات أقل استخدامًا للطاقة، بجانب دراجات بخارية، وهم يقومون بأنشطة ريادية ويدخلون مسابقات عالمية، وهناك طلاب من ٢٠ جنسية التحقوا بماجستير الطاقة المتجددة بجامعة القاهرة، والذى يهدف لرفع العلم والمعرفة بالطاقة المتجددة.

يعود الطالب شريف أحمد، للمطالبة بمراجعة أساليب التدريس خلال الفترة المقبلة، لتواكب التغيرات التى طرأت بالعالم فى مجال الهندسة الميكانيكية، حيث قال: «المعامل قديمة وأدينا بنحاول الاستفادة من كل الموجود، وياريت لو يتم التركيز على التدريب بشكل أكبر فى المستقبل».