د. حسام الدين أحمد عبد الفتاح.. مدير وحدة ضمان الجودة والاعتماد: «العمل المؤسسى» سر نجاحنا..
«الاستبيان».. ثقافة جديدة تحتاج تغييرا للمفاهيم القديمة لتحسين الأداء، حيث كانت جامعة القاهرة رائدة فى تطبيق وتصدير هذا المفهوم للمجتمع وهو «ضمان الجودة»، لمواكبة متطلبات ضمان جودة التعليم على المستوى العالمى، والعمل على إنتاج خريج ذى قدرة تنافسية عالية وخدمة قضايا البحث العلمى والمجتمع المدنى.
من جهته قال د. حسام الدين أحمد عبد الفتاح، مدير وحدة ضمان الجودة والاعتماد، بكلية الهندسة: عام ٢٠٠٣ تم إنشاء وحدة مستحدثة بكلية الهندسة باسم «وحدة التقييم الذاتى وتطوير الأداء»، كأحد الفروع الداخلية التابعة لمركز «تقويم وتطوير الأداء الجامعى والاعتماد» بجامعة القاهرة، على أن تكون وحدة مستقلة تتبع عميد الكلية إداريًا والمركز فنيا، مع الأخذ فى الاعتبار أن فكرة إنشاء مركز لتقويم وتطوير الأداء الجامعى والاعتماد بجامعة القاهرة بزغت خلال عام ١٩٩٩ وذلك لمواكبة متطلبات ضمان جودة التعليم وتزايد أهميتها عالميًا واعتبارها عنصرًا فاعلًا فى تقديم خدمة تعليمية متميزة وإنتاج خريج ذى قدرة تنافسية عالية وخدمة قضايا البحث العلمى والمجتمع المدنى.
وأكمل: أنشئت الوحدة قبل إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بثلاث سنوات، وتم تعديل اسمى المركز والوحدة بعد إنشاء الهيئة إلى «مركز ضمان الجودة والاعتماد» و»وحدة ضمان الجودة والاعتماد» على التوالى تماشيا مع اسم الهيئة، وتوافقًا مع المتغيرات على المستوى القومى.
وعن رؤية وحدة ضمان الجودة والاعتما، قال: تكمن فى إدخال وإرساء ثقافة التقويم الذاتى المنتظم والتحسين المستمر، وتأكيد الجودة الشاملة عن طريق خلق لغة مشتركة لمفهوم الجودة، ونشر الوعى بين المجتمع الأكاديمى والإدارى والطلابى فى الكلية، وصولا إلى ضمان الجودة والاعتماد، ويتم ذلك من خلال تطوير البرامج الدراسية لمرحلة البكالوريوس وبرامج الدراسات العليا والبحوث فى كل أقسام الكلية، إضافة إلى تطوير وتطبيق نظام لتقييم الطالب والمقررات والبرامج التعليمية ككل، وكذلك تبنى التقويم الذاتى للأداء الجامعى كمدخل للمراجعة الداخلية والخارجية وتطبيق نظم ضمان الجودة، وصولا إلى الاعتماد، والمشاركة فى خدمة البيئة ومواجهة تحديات المجتمع وكسب ثقة المجتمع فى جميع مخرجات منظومة التعليم من خريجين وبحوث وخدمات مهنية ومجتمعية تتفق مع المعايير القومية والإقليمية والدولية.
«د.حسام الدين» واصل حديثه قائلا: تتميز الوحدة بالعمل المؤسسى، حيث إن رؤية ورسالة وأهداف الوحدة كلها محددة منذ إنشائها، كما أن تتابع القائمين على إدارتها لا يؤثر فى أدائها، حيث يعمل الجميع على تضافر الجهود للوصول إلى الأهداف المنشودة، وذلك دون التقليل من قيمة الإبداع الشخصى والتفانى فى تنفيذ مهمات الوحدة، ولذلك فإن الإنجازات التى حققتها الوحدة مشرفة، ويمكن ذكر أهمها على سبيل المثل وليس الحصر : المساهمة فى انتشار الوعى العام داخل الكلية بمتطلبات أنظمة ضمان جودة التعليم، وإعداد استمارات استبيان يستخدمها الطلاب لتقييم المقررات الدراسية، وتحليل نتائجه لقياس أوجه القصور التى قد تكون موجودة بطريقة تتميز بالشفافية والصدق فى محاسبة الذات، وذلك لمعالجتها بغية الوصول إلى التحسين المستمر فى جودة تعليم كل مقرر على حدة، إضافة إلى إعداد استمارات استبيان يستخدمها الطلاب المقبلون على التخرج لتقييم البرامج التعليمية والمؤسسة التعليمية ككل مع تحليلها لاستنباط توصيات وخطط عمل لتطوير البرامج والكلية.
وأشار إلى أن الهدف الأساسى من استبيان تقييم المقررات الدراسية تحسين الخدمة العلمية المقدمة للطالب لأنه المستفيد الأول، حيث إنه بعد أن يقوم الطالب بالاستبيان ويكون هناك نسخة فى وحدة ضمان الجودة، ويتم اطلاع عضو هيئة التدريس على النتائج لوضع خطة واضحة لمعالجة أية أوجه للقصور قد تظهر من الاستبيان بغية تحسين الأداء فى العام المقبل. ومسئولية القسم التابع له عضو هيئة التدريس متابعة الخطة لتحسين الأداء، موضحا أن الاستبيان يضم بعض الأسئلة تدور حول مدى التزام الأستاذ بالمواعيد وعن جودة الشرح، ومقدار تشجيعه على التفاعل مع المحاضرة، وغيرها، ومن ضمن شروط الاستبيان للحصول على الاعتماد الدولى أن يقوم الطالب فى سنة التخرج بتسجيل تجربته الكاملة خلال سنوات الدراسة.
وأضاف: الوحدة تسهم فى استحداث مواقع إلكترونية لكافة أقسام الكلية ومتابعة تحديث بياناتها، وكذا تحديث الخطة الاستراتيجية للكلية مع كتابة الخطة التنفيذية المرفقة بها، إلى جانب استحداث نماذج لتوصيف وتجميع المقررات، والانتهاء من توصيف مقررات (٢١) برنامجا لمرحلة البكالوريوس و(٦٢) برنامجا للدراسات العليا، وكتابة خطة تدريب للإداريين حتى ٢٠٢٠ وتسليمها لإدارة التدريب بالكلية للعمل على تنفيذها، وإصدار ميثاق الشرف لأخلاقيات المهنة لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، ومتابعة وضع معايير لقياس مدى التزام كل من عضو هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وتحديث نماذج الاستبيانات الخاصة بإجراء استبيانات لكافة أطراف الكلية وتحليلها وتقديم توصيات للإدارة لاتخاذ اللازم، وأيضا تفعيل نشاط لجنة الأزمات والكوارث وتنظيم دورة الإخلاء والمخاطر، وغيرها.
مدير وحدة ضمان الجودة والاعتماد، واصل الحديث ذاته قائلا: تقدمت الكلية للاعتماد القومى فى ديسمبر ٢٠١٤وتم تنسيق زيارة محاكاة لممثلى الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد فى التعليم (National Authority for Quality Assurance and Accreditation of Education -NAQAAE) فى الفترة من ٢٣ إلى ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥ حيث أثبتت تلك الزيارة جاهزية الكلية لاستقبال الزيارة الرسمية للجنة الهيئة التى تمت فى الفترة من ٧ إلى ١٠ديسمبر ٢٠١٥، وقد كُللت مجهودات الوحدة بإشراف مديرها السابق الدكتور محمود محمد عبد ربه، وعميد الكلية السابق الدكتور شريف أحمد مراد، بحصول الكلية على الاعتماد القومى من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد فى التعليم طبقا للمعايير الأكاديمية القياسية القومية (National Accreditation Reference Standards -NARS) الموضوعة للتعليم الهندسى من قبل الهيئة فى ٢١ مارس ٢٠١٦. وبالتالى فإن الاعتماد الذى حصلت عليه الكلية هو بمثابة شهادة أن مجهودات الوحدة والكلية قد بلغت الهدف المرجو منها، وأن منظومة العمل بكلية الهندسة تسير على الطريق الصحيح.
كما شدد على أن الاعتماد القومى ليس منتهى غاية الوحدة، وبالأخص مع وضع الكلية والجامعة الرائد فى مجال التعليم فى مصر، موضحا «أن العمل بدأ على قدم وساق لتقدم عدة برامج بالكلية للاعتماد الدولى من خلال مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا الأمريكى- الإيبت (Accreditation Board for Engineering and Technology -ABET) وهو من أهم جهات الاعتماد الدولى المتمتعة بالمصداقية عالميا، بإذن الله برامج كلية الهندسة جامعة القاهرة ستحصل على اعتماد» الإيبت» الدولى بمجهودات أبنائها، لتكون أول كلية هندسة تحقق هذا الاعتماد ضاربة مثلا يحتذى به لكليات الهندسة فى مصر، حيث إن الاعتماد الدولى يكون على البرامج وليس المؤسسات مثل الاعتماد المحلى، وبالتالى العمل أصعب، كما أن جودة التعليم تعد جزءا من ترتيب الجامعات دوليا، وهناك جهات كثيرة تقوم بهذا الترتيب، ولكل منظمة دولية معايير.
«د.حسام الدين» اختتم حديثه بقوله: من ضمن أعمال الوحدة متابعة وتنفيذ خطة الكلية طبقا لخطة الجامعة المعتمدة على استراتيجية الدولة ٢٠٣٠، حتى تواكب الجامعة تطلعات الدولة، وبالتالى نتبع ذلك فى كلية الهندسة، ومن ضمن وظائف الوحدة متابعة الخطط الاستراتيجية بعد عمل الخطط التنفيذية على فترات محددة قصيرة، كما أن الوحدة مسئولة عن تطوير المناهج، وطريقة التعليم الحديثة تحتاج مواصفات محددة للخريج، بحيث يكون لديه مجموعة من المهارات لابد أن يكتسبها من خلال الدراسة، بناء على مواصفات الخريج نستطيع تحديد مخرجات التعليم.