الشعراوي.. ومعارك الفكر والدين
خاض الشيخ الشعراوي مواجهات ومعارك فكرية عديدة كان أهمها وأكثرها ضراوة تلك التى دارت سجالا بينه وبين ثلاثة من قمم الفكر والثقافة انتقلوا إلى رحمة الله هم: توفيق الحكيم ـ يوسف إدريس ـ د. زكى نجيب محمود.
وكانت المعركة مع الحكيم بسبب المقالات التى كتبها توفيق الحكيم وهو على مشارف التسعين تحت عنوان "حديث مع الله" ونشرتها "الأهرام" على مدى أربعة أسابيع بدأت فى أول مارس 1983 وكانت المقالات فى صورة حوارات مع الله وأثارت ردود فعل غاضبة لدى الكثيرين من رجال الدين والمفكرين الإسلاميين.
وسارع بالتعقيب عليها الدكتور محمد الطيب النجار الذى كان رئيساً لجامعة الأزهر، وقال متعجبا من قول الكاتب الكبير أنه سمع أو خيّل إليه أنه سمع رداً من الله، واعتقد أن الله سمح له أن يدخل معه فى حديث.
وقال الدكتور محمد الطيب النجار مستشهداً بالأية الكريمة "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً" وقد انقطع الوحى ونزوله منذ ختمت الرسالات بمحمد عليه الصلاة والسلام.
وتصدى الشيخ الشعراوى بعد ذلك لما كتبه توفيق الحكيم وهاجمه بعنف وقال "عجبت من رجل يعتبرونه شيخ الكتاب يعلن بنفسه أنه لم يعد صالحاً لأن يكتب لا مسرحيات ولا روايات أى أنه لا يصلح لكتابة بشر لبشر ثم يتسامى إلى أن يتكلم مع الإله أو يستقبل كلاماً من الإله". ووصف الشيخ الشعراوى الحكيم بأنه يمثل شيخوخة الفكر وطفولة العقيدة، واشتدت المعركة وتدخل إلى جانب توفيق الحكيم كل من يوسف إدريس ودكتور زكى نجيب محمود، وطالب الشعراوى بعقد ندوة لهم جميعا وتذاع فى وسائل الإعلام المختلفة وتراجع الحكيم وغيّر عنوان مقالاته إلى "حديث إلى الله" ثم إلى "حديث مع النفس".
واعتذر يوسف إدريس عما بدر منه، وأكد أنه من عشاق فضيلة الشيخ الشعراوى واعتبره فلتة عبقرية مصرية عربية إسلامية
نقلا عن مجلة المصور