فرقة "المفتحين" المسرحية للمكفوفين،
تلك الحكاية التى تؤكد من خلف الظلام، قد يخلق البعض طريقاً للنور، وإن الإعاقة
ليست عائقاً لدى البعض فى صنع المستحيل، فالفرقة التى تأسست فى يناير 2013، ظلت
تحارب من باب إلى باب، ومن مسئول إلى مسئول حتى استطاعات الحصول على المخصصات
المالية لتبدء عملها فى مايو 2015، مؤسس الفرقة ورئيسها - سيد مجاهد يقول «للمصور»: إن عدد الفرقة 15 عضواً .. بواقع 10 رجال و5 سيدات، تتراوح
أعمارهم مابين 7 سنوات إلى 45 سنة بينهم 10من
فاقدى البصر، وحينما التقيت بهم للمرة الأولى، كنت أعرف أن الطريق طويل، حتى تظهر
الفرقة للنور وللحقيقة كل مسئول فى الدولة، كان يحاول تسهيل خروجنا للنور، وظلت الأموال
التى نحتاجها من وزارة الثقافة 3سنوات حتى حصلنا على شيك مالى لدعم الأنشطة وبداية
العمل وشراء الديكورات والملابس، وكانت تلك الفترة هى الأصعب فقد كنا نفقد الأمل أحياناً
فى الفرقة فى أنها سوف ترى النور.
وأكد أسامة شفيق، مخرج المسرحية، إن تجربة فرقة
المفتحين رائدة من نوعها بشكل عام، فيوجد إصرار بشكل كبير من قبل أعضاء الفرقة،
لدرجة أنك تشعر بأنهم أفراد ليس ذوى احتياجات خاصة، وهذا الإصرار يفوق الأشخاص الأسوياء
والأصحاء .لافتاً إلى أنه تعلم منهم
معنى الإصرار على تحقيق الحلم المشروع، وأن الإعاقة ليست إعاقة بدنية أو بصرية،
بقدر ما تكون إعاقة اليأس، وأيضاً تطبيق مبدأ العمل والجدية أكثر من الأصحاء، "قائلا":
التجربة واجهتها بعض الصعوبات، وكنا نتغلب عليها من خلال الرغبة الشديدة لأعضاء
الفرقة فى النجاح، وأيضاً الذكاء الشديد الذى يتمتعون به فى حفظ أدوارهم بشكل جيد" وأضاف جمعة محمود، مدير العام للفرقة وعضو بها،
إن التحرك على المسرح وتنفيذ الأدوار يأتى من خلال القدرة على الاستيعاب والتركيز
الكبير لأعضاء الفرقة، وهذا ليس مقتصراً فقط عليهم وإنما يتمتع به ذوو الاحتياجات
الخاصة، والمخرج قام بدور كبير أثناء البروفات للمسرحية، وبعد أن يطمأن على الأداء
الصوتى يقوم بتدريب الفريق على الأداء الحركى من خلال التركيز معه فى الصوت، وهذا
استغرق فترة ليست قصيرة وكان يتواجد معهم بشكل دائم حتى تمكن أعضاء الفرقة من حفظ
جميع أجزاء المسرح، وساعده فى ذلك الرغبة القوية لدى الفرقة فى النجاح، "قائلا":
أنا رغم أنى اتصطدمت مرتين فى أحد أعمدة المسرح خلال دقيقتين أثناء إحدى البروفات،
لكن لم أترك المسرح رغم الألم الشديد، وبعد انتهاء البروفة توجهت للمستشفى لتلقى
العلاج .يذكر أن فرقة
"المفتحين" هى أول فرقة فى مصر والوطن العربى كل أعضائها من المكفوفين
حيث رفعوا شعاراً "متقولش علينا مكفوفين.. إحنا اسمنا المفتحين"
إنجى البحراوى إحدى بطلات الفرقة طالبة بالصف
الثانى الثانوى الأزهرى قالت "للمصور" حقيقة أنا بدأت أبصر النور فى
الوقت التى بدءت الفرقة فى الوقوف على خشبة المسرح، فأنا بدأت أشعر أنى جزء من
المجتمع بل ونجمة أيضاً تشاهدها الجماهير، ولم أعد أشعر أنى فاقدة للبصر فأنا أتحرك
على المسرح دون خوفاً من الاصطدام بأى شىء.
فداء
شلبى .. طالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة طنطا .. تقدم دور نبوية -
فايزة – فلاحة- أكدت أنها لم تشعر
منذ بداية العرض، أن الجمهور يعاملهم على أنهم فريق من المكفوفين فبعد كل عرض يقوم
الجمهور بالتقاط الصور معنا، ويتواصلون معنا ونجد منهم تشجيعاً يؤكد لنا أننا
ماضون فى النجاح وأننا أقدر ناس على تقديم حلول لمشاكل المعاقين.
نقلا عن مجلة المصور