قسم الرياضيات والفيزيقا الهندسية.. الجسر الذى يربط بين النظرية والتطبيقات
تقرير: أحمد جمعة
«جسر بين العلوم الهندسية التي يلزم تعلم نظرياتها وحقائقها وقوانينها لتحويل طالب كلية الهندسة إلى مهندس قادر على حل المشكلات الهندسية الحالية وتطوير المنظومات الهندسية المستقبلية في مصر والعالم».. هكذا تتلخص رؤية قسم هندسة الرياضيات والفيزيقا الهندسية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، فهو مهد تعلم الطلاب القادمين في أيامهم الأولى لدراسة الهندسة، حيث يُعد القسم أولى خطوات إمداد الطلاب بكل أساسيات علوم الهندسة.
وتعد العلوم الرياضية والطبيعية أساساً للدراسة بكلية الهندسة. وفي أوائل الخمسينيات تم ضم هيئة تدريس المواد الأساسية في قسم واحد سمى «قسم العلوم الرياضية والطبيعية»، ثم أضيف في أوائل الستينيات شرط الحصول على الدكتوراه للانضمام إلى هيئة التدريس، وبدأت تتبلور هوية هيئة التدريس من مهندسين ذوى إعداد أكاديمي، رياضى أو فيزيائى بالإضافة إلى ما اكتسبوه في كلية الهندسة من خبرة بالعلوم الهندسية ومكنهم هذا من أن يكونوا الجسر الذى يربط طلبة الهندسة بالأسس النظرية، الرياضية والفيزيائية للعلوم الهندسية المختلفة.
تقول الدكتورة سلوى كمال، رئيسة قسم الرياضيات والفيزيقا الهندسية: إن هيئة التدريس ذات الإعداد الأكاديمى المزدوج انطلقت لتساهم في بحوث كونت جسرا بين التطبيقات الهندسية والأسس النظرية القادرة على تفسيرها والإشارة إلى سبل تطويرها ونمت الدراسات العليا بالقسم نموا كبيرا في السبعينيات، فاستدعى ذلك تطويرا في الإعداد لها فاستعيض عن بكالوريوس العلوم بعدة مقررات تدرس في سنة تمهيدية فى الفيزياء أو الرياضيات أو الميكانيكا لمعيدى القسم وذلك قبل إكمال دراساتهم العليا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، وفى سنة ١٩٧٨ تم تغيير اسم القسم إلى قسم «الرياضيات والفيزيقا الهندسية».
وتوضح «د. سلوى كمال» أن أعضاء هيئة تدريس القسم يقومون بتدريس مواد العلوم الأساسية لطلاب السنة الإعدادية والسنوات الأولى بالكلية وهي تطوير المعرفة العلمية فى مقررات الرياضيات (بما فيها علوم الحاسب) والفيزيقا والميكانيكا وتوصيلها للطلاب بحيث تنمى قدراتهم التحليلية النظرية والعملية، إضافة إلى تدعيم رسائل الماجستير والدكتوراه التى تبحث عن حلول جذرية للمشكلات الهندسية تعتمد على القدرات المحلية وتساهم فى جهود التعاون العلمى بين أقسام الكلية ومراكز البحوث بالوزارات والهيئات الصناعية والشركات الإنتاجية وذلك لدعم التنمية المستدامة فى مصر، وذلك من خلال ٣ تخصصات علمية أساسية بالقسم: الفيزياء – الميكانيكا – الرياضيات.
وتُضيف: «كلية الهندسة بها مواد تطبيقية كثيرة موزعة على أقسام الكلية الـ١٤، لكن كل هذه الأقسام تحتاج إلى فكرة عن العلوم الأساسية مثل الرياضة والفيزياء والميكانيكا الهندسية، وهناك أعضاء هيئة تدريس في القسم أصبحوا الجسر للربط بين الأسس النظرية والتطبيقات، وفي الماضي كان الأمر يتطلب لأن نصبح أعضاء هيئة تدريس الحصول على بكالوريوس علوم إضافة إلى بكالوريوس هندسة، وكنا بعد ما ناخد الهندسة ويتم التعيين، كانت يُطلب الحصول على بكالوريوس علوم رياضة أو فيزياء لتدريس العلوم الأساسية وظل هكذا حتى السبعينيات، ثم أصبح لدينا أعضاء هيئة تدريس بشكل يكفي الاحتياج، ومن ثم تم استحداث سنة تأهيلية بعد التخرج من كلية الهندسة من أقسام مختلفة سواء مدنيا أو اتصالات أو ميكانيكا، وبعد التخرج والتعيين كمعيدين يتم الحصول على سنة تأهيلية في واحد من بين ٣ فروع: رياضيات هندسة أو فيزياء هندسية أو ميكانيكا هندسية، ويتم الحصول على العلوم النظرية، ثم يقوم المعيد في الدراسات العليا ماجستير أو دكتوراه».
«عدد أعضاء القسم هو ١٨٣ عضو هيئة تدريس، وهذا الرقم ليس كبيرًا كما يتصور البعض بالمقارنة بما يقدمه القسم لطلاب كلية الهندسة».. حسبما ذكرت الدكتورة سلوى كمال، موضحة أن هذا العدد يأتي لأنهم يقدمون المواد العلمية لجميع طلاب السنة الإعدادية البالغ عددهم بين ٢٢٠٠ إلى ٢٤٠٠ طالب، فضلًا عن تدريس بعض المواد الأخرى لطلاب الأقسام المختلفة، وهذا إلى جانب أن لدينا ٣٠ معيدًا يحصلون على الدراسات العليا، بخلاف ١٠٠ طالب آخرين يقدمون لدراسات الماجستير والدكتوراه.
وتؤكد د. سلوى كمال أن مراجعة المناهج العلمية للقسم في مراحلها النهائية حالياً، مضيفة: «نحتاج إلى مراجعة المناهج، وفي العلوم الأساسية فالأساسيات واحدة، والأمور تتطور بشكل كبير والمهم من ١٠ سنين قد يكون غير مهم الآن، إلى جانب تنمية إبداع الطلاب ارتكانًا إلى وجود أساس جيد للطلاب، لدينا ما يزيد على ألفي طالب وسنزيد من المعامل ونغير اللوائح لتتماشى مع العصر الموجودة فيه ولابد أن تتطور مع الأمور الحديثة، ونحن حالياً في المرحلة الأخيرة من مراجعة المناهج كافة»، وتوضح أن الكلية زادت من جرعة العلمي للطلاب، وأضفنا مادة جديدة تطبيقات هندسية ومعملية للسنة الإعدادية، لأن هذا يزيد من قدرة الطالب على الاستيعاب، وتعلمه كيف أن للنظريات تطبيقات وتجعله يُجرب أن يطبقها بنفسه، إضافة إلى كورس جديد عن التوازن البيئي، حتى نمكن الطلاب أن يكون لديهم حس مراعاة التأثير البيئي لما يقدمونه، وتفيد البلد وتجعلنا نواكب العصر.
«الفارق كبير بين هندسة القاهرة وباقي الكليات في مصر، بخلاف أننا متقدمون في الترتيب العالمي كذلك»، بحسب رئيسة قسم الرياضيات والفيزيقا الهندسية، وتقول: الميزة أن النظري والأساسي لدينا جيدان للغاية، إضافة إلى أن الطلاب عندما يسافرون إلى الخارج يؤدون بشكل ممتاز، قد نكون أقل من الخارج في الأمور العملية، لكننا أفضل حالا من ذي قبل، والأمور أصبحت أفضل من الماضي، ولهذا يسافرون إلى الخارج بسرعة وعندما يجدون الإمكانيات والمعامل يكونون أفضل من الطلاب هناك، وتخرجت من قسم اتصالات وأتيت إلى مجموعة الرياضات، وتم قبولي بسرعة للسفر إلى الخارج لأنهم ينظرون إلى الخلفية العلوم الأساسية تكون ميزة كبيرة جدا، لأنهم لا يحصلون في الخارج على تلك الجرعة الكبيرة من العلوم الأساسية التي نقدمها لطلاب هندسة القاهرة، النشر العلمي في القسم لدينا والقسم له نسبة كبيرة فيه، لأن الأبحاث العلمية مجرد الجمع بين النظري والتطبيق يعطي نتائج جيدة.
وعن اختلاف هندسة القاهرة عن باقي الكليات في الجامعات المصرية، تُضيف: «التصنيفات العالمية تؤكد أفضيلة هندسة القاهرة عن باقي الكليات الأخرى وهيّ أمور لا تخفى على أحد، ولدينا أقسام لها تصنيفات عالمية مثل قسم عمارة وميكانيكا». البعض قد يتحدث عن صعوبة الدراسة في كلية الهندسة، لكن د. سلوى كمال تؤكد أنها ليست كالصعوبة في الدراسة خارج مصر، والطلاب بصفة عامة لا يحبون الدراسات النظرية ولذلك نريد تقريب الأمور النظرية بتطبيقات، والطلاب في الخارج لديهم صعوبة أكبر في العلوم النظرية عنا، والسنة الإعدادية نعتبرها سنة انتقالية بالنسبة للطلاب لإدماجهم في الكلية، وبالنسبة للوافدين يكون الامتحان مناسبًا للغتهم.