د . هانى هلال: مشروع ضخم الآن لإحياء المهندسخانة القديمة بالقلعة
«لدينا مشروع ضخم لإعادة المهندسخانة القديمة بالقلعة وانتهينا الآن من إعداد الدراسة المتكاملة حول هذا المشروع».. هكذا تحدث د. هانى هلال، وزير التعليم العالى الأسبق والأستاذ الآن بكلية الهندسة، والأهم أنه العضو المؤسس لمركز هندسة التراث بالكلية منذ منتصف الثمانينيات بعد عودته من بعثته إلى فرنسا وقبل أن يشغل منصف المستشار الثقافى المصرى فى باريس ثم اليونسكو فعلاقته بالآثار والحفاظ عليها قديمة، وكانت أيضا عبر رسالته للدكتوراه من فرنسا.
لذلك اشترك المركز فى ترميم معبد السرابيوم وقلعة حلب ودمشق بسوريا وهضبة الأهرام وغيرها من المشروعات الكبيرة.
لذلك كان الحديث مع د. هانى هلال ليس عن التعليم الجامعى فقط، وإنما عن المشروعات الكبرى وختم حديثه بقوله: إذا كانت هندسة القاهرة بخير فستكون الهندسة فى مصر بخير، لأنها منبع الهندسة فى الوطن والمنطقة كلها.
ويحكى د. هانى هلال وزير التعليم العالى الأسبق أن مركز الآثار بالكلية وهو مركز فريد فى مصر والمنطقة كلها، تأسس فى النصف الأول من الثمانينيات بواسطة ثلاثة رواد هم د. حسن فهمى ود. طه عبدالله وأنا، وكنت قد حصلت على رسالة الدكتوراه من فرنسا عن تطبيقات ميكانيكا الصخور وتحديداً كنت أدرس استقرار “الفتحات تحت الأرض” حول مدن باريس وليل وفالنسيا، فإن مدينة باريس كانت تحيط بها محاجر تحت الأرض وهى التى استخدمت بعد ذلك، ودرسها الفتحات تحت الأرض بهدف استقرار واتزان ما هو فوق سطح الأرض.
وعندما عدت إلى مصر عام ١٩٨٣ حدثت مشاكل فى التربة فى معبد السرابيوم فى سقارة وقد قامت هيئة الآثار وقتها باللجوء لنا والتعاون معنا فى دراسة استقرار «المعبد»، ووجدنا أن معبد السرابيوم عبارة عن فتحات فى الأرض كانت تستخدم لدفن العجل “ابيس” وهناك تماثل فى المنهج العلمى الذى يتم فى فرنسا وأن الفرق العلمية يمكن أن تكون واحدة ويمكن تطبيقها والفارق الوحيد هو أنه فى فرنسا يحافظ على ما هو تحت الأرض ونحن نحافظ على ما هو فوق الأرض وبدأنا عام ١٩٨٤ فى تكون فريق علمى للعمل وهكذا تم إنقاذ معبد السرابيوم.
ومن خلال فريق العمل استطعنا الدخول فى مشروع جديد وتخريج كوادر جديدة ونقل المعرفة من جيل إلى آخر، وفى عام ١٩٩٢ كان لدينا جيلان كاملان فى كيفية تطبيق العلوم والتكنولوجيا، وبعد ذلك تأسست وحدة هندسة الآثار والبيئة، والهدف منها هو تدريب الكوادر على استخدام التكنولوجيا فى الآثار للحافظ على التراث وتقديم خدمات الأبحاث، د. حسن فهمى كان أول مدير للمعهد، وعندما ذهبت لليونسكو كمستشار ثقافى استطعنا توثيق الصلة أكثر مع اليونسكو ودخلنا فى مشروعات مشتركة معه ومنها ترميم قلعة حلب فى سوريا وكذلك قلعة دمشق، وأذكر أنه تم إنشاء أول معمل لهندسة الصخور وميكانيكا الصخور، وأهمية المعمل أنه ندرس به ونحلل اختبار العينات وكذلك درسنا استقرار هضبة المقطم وما هى الأسباب التى تؤدى إلى الانهيار ووضعنا تقريرا متكاملا عن ذلك.
والآن هناك حديث دائم عن مناجم الذهب فى مصر هل مصر بالفعل مليئة بالذهب؟
د. هانى هلال: مصر بالفعل بها ذهب منذ القدم وبها مناجم وكان قدماء المصريين يستغلون تلك المناجم فى صنع تماثيلهم وأدواتهم والحلى وغيرها ويوجد مناجم للذهب فى مصر، ولكن ما يحكم استخراج الذهب هو التكلفة المادية لاستخراجه وتحويله إلى سبائك ونحن أيضا لدينا النحاس، والفوسفات والآن يوجد مع التقدم التكنولوجى أجهزة لاستخراج الذهب، لذلك أصبح استخراجه اقتصاديا بمعنى أن له عائدا اقتصاديا والأهم فى هذه المناجم هو اقتصاديات التشغيل.
هى يمكن لدراسة التربة وغيرها التنبؤ بما يمكن أن يحدث مستقبلا وبالذات لمستقبل الآثار؟
د. هانى هلال: هندسة القاهرة كانت سباقة فى هذا المجال وأنشئ بها أول معهد علمى فى العالم، فمثلا عن طريق الاتزان والمياه الجوفية وغيرهما ندرس الآثار المترتبة مثلا على تآكل الأحجار وبالذات فى الفتحات الموجودة تحت الأرض، ومن خلال هذا يمكن الحفاظ على الآثار وما حدث فى معبد السرابيوم دليل على ذلك، لأننا وجدنا فيه أن الطبقة الطفيلية عندما تشربت بالمياه أثرت على استقرار المعبد، وبالتالى تم اتخاذ الترتيبات اللازمة للحفاظ على الآثار وأيضاً كان هناك مشروع تطوير هضبة الأهرام، والمنطقة المحيطة بها .
نحن أول كلية فى مصر كلها تعمل فى مجال هندسة الآثار لذلك هناك مقولة شهيرة فى الهندسة اذا كانت هندسة القاهرة بخير فالهندسة فى مصر بخير واذا كانت جامعة القاهرة بخير فأحوال مصر بخير .