رغم المخاوف من العنف.. الانتخابات الأمريكية تمرّ بهدوء
أدلى ملايين الأمريكيين بأصواتهم، في استعراض هادئ إلى حد كبير للإرادة السياسية والواجب الوطني وسط تفشّي فيروس كورونا، والتوتر الشديد الذي خيّم على أحد أكثر السباقات الرئاسية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة.
وكانت الكمامات التي حرص كثير من الناخبين على وضعها، والمتاجر التي غطّت واجهاتها بألواح خشبية في بعض مراكز المدن، بمثابة مؤشر واضح على قضيتين رئيسيتين في انتخابات 2020، مع استمرار تفشّي كورونا، والقلق من اندلاع اضطرابات بسبب نتيجة الانتخابات بعد صيف من الاحتجاجات على الظلم العنصري.
وشابت بعض الحوادث يوم الانتخابات الهادئ في أغلبه، إذ خاض الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، معركة للفوز بولاية ثانية ضد المنافس الديمقراطي جو بايدن.
وفتح مكتب التحقيقات الاتحادي "إف.بي.أي"، ومكتب المدعي العام في نيويورك، تحقيقات في سلسلة من المكالمات الآلية المجهولة التي حثت الناخبين في عدة ولايات على البقاء في منازلهم.
ورفع مرشح جمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في بنسلفانيا دعوى قضائية ضد مسئولي الانتخابات في إحدى ضواحي فيلادلفيا، واتهمهم بفرز بطاقات الاقتراع بالبريد بشكل غير قانوني وإعطاء الناخبين الذين قدموا أوراق اقتراع معيبة، فرصة لإعادة التصويت.
وأمر قاض اتحادي هيئة البريد الأمريكية بتفتيش مرافق في مختلف أنحاء البلاد بحثاً عن أي بطاقات اقتراع بالبريد لم تُسلم، وشحنها على الفور إلى مراكز الانتخابات لفرزها.
وكانت جماعات الحريات المدنية وأجهزة إنفاذ القانون في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي تدخل للتأثير على الناخبين في مراكز الاقتراع، لكن لم يبلغ عن مشاكل تذكر خلال اليوم.
وتعني القيود التي فرضتها بعض الولايات على الفرز المبكر لأصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكراً في ميتشيجان، وويسكونسن، وبنسلفانيا أن النتيجة الواضحة في تلك الولايات الثلاث الحاسمة قد تكون غير محددة قبل اليوم أو بعده، ويمكن لهذه الولايات أن تقرر الفائز بالبيت الأبيض.
وأدت بعض الحوادث أثناء الاقتراع في جورجيا إلى تأخير النتائج هناك.
وفي مدينة نيويورك امتدت بعض طوابير الناخبين حول البنايات، لكن في أماكن كثيرة من لوس أنجليس إلى ديترويت، وأتلانتا كانت الطوابير قصيرة أو انعدمت أصلاً، وهو ما تكهن به موظفو الانتخابات بسبب موجة غير مسبوقة من التصويت المبكر، إذ أدلى أكثر من 100 مليون ناخب بأصواتهم قبل يوم الانتخابات، وهو رقم قياسي جديد.
وقالت إدارة الحقوق المدنية في وزارة العدل الأمريكية إنها نشرت موظفين في 18 ولاية، لمنع ترويع الناخبين أو التأثير عليهم.
وقال مسؤول كبير في وزارة الأمن الداخلي للصحافيين إنه لا يوجد دليل على عنف في مراكز الاقتراع خلال اليوم.
وثبت أصحاب المتاجر في بعض المدن ألواحاً خشبية على واجهاتها، خشية العنف خاصةً إذا تأجل إعلان نتيجة الانتخابات.
وكانت هناك مشاكل متفرقة، أهمها في مقاطعة فولتون بجورجيا بمركز اقتراع في وسط مدينة أتلانتا، أين أخر انفجار ماسورة مياه فرز الأصوات، ساعتين على الأقل.
ويشعر بعض الأمريكيين بالقلق من طول فترة فرز الأصوات في الولايات المهمة.
وقالت الشرطة إن رجلاً يحمل سلاحاً نارياً اعتقل، ووجهت إليه تهمة التعدي على موقع اقتراع في مدينة تشارلوت بولاية نورث كارولاينا.