رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"هناك".. قصة من مجموعة جئتك بالحب لـ"تيسير النجار"

4-11-2020 | 13:11


"أحلم دومًا بعالم آخر ببشر غير من أعرفهم؛ ولادة جديدة في كون أكثر رحابة ولم يعرف الشر بعد؛ فكرت فيما سوف أصطحب معي من هنا؛ راضي أول من مر في خيالي مثل الطيف هل بإمكاني أخذه؟ أريد فستانًا رأيته في واجهة المحل ولم أتمكن من شرائه؛ أبيض اللون مزين بخطوط وردية بامتزاج جميل؛ بلا أكمام وواسع جدًا وطويل لن أخاف من اتساخه فهناك لا يوجد وحل أو غبار؛ كما أنني سأوصل جدائلي التي قصصتها في نوبة غضبي بشعري مرة أخرى؛ ارتدي حذاء بلا كعب؛ أرغب في الركض خلف فراشة؛ هناك الفراشات كثيرة وجميلة والأزهار متنوعة.

تحممت بماء دافئ ومشطت شعري الذي أصبح طويلاً؛ دخلت في فستاني ودرت حول نفسي كنت جميلة؛ أشعر بأنني أشع جمالاً؛ لبست حذائي؛ أغمضت عينيّ؛ تنفست ببطء وحدثت ربي؛ رجوته أن أذهب إلى هناك.

الخضرة ممتدة؛ الأشجار وافرة؛ الأزهار كثيرة جدًا؛ النهر بالقرب تحفه الرمال؛ صوت الطبيعة رائع؛ أنا جزء من هذا الجمال؛ ومض بخاطري سيدنا آدم هل كان سعيدًا بوحدته أم شعر بالوحشة فانبثقت السيدة حواء من ضلعه؟

أرى في وحدتي ونسًا؛ أخلق أشخاصًا يعجبني وجودهم؛ وقفت فراشة على كتفي؛ ضحكت بصوت مسموع؛ غردت العصافير تشاركني الفرح.

صوت سعال مصطنع من رجل جعلتني أرتعد وأنظر خلفي؛ هو راضي بكل تفاصيله؛ شكرًا يا الله على كل هذا الكرم.

مهجة..!!

إزيك يا راضي؟

الحمد لله؛ افتكرتكِ حورية من الجنة.

راضي لو لم يكن رجلاً لصار عالمًا تمنيت العيش فيه؛ عيناه وحركة جفونه تجعل روحي تتحرك؛ مثل الدغدغة أشياء لا تُوصف؛ عانقته بشدة؛ رائحته أكسجيني؛ امتلأت بالحياة في حضنه؛ يضغط على ظهري كأنه يحاول إدخالي فيه ونصبح كيانًا واحدًا؛ داهمني ما يشبه الإغماءة مثل البكاء عند الفرح؛ كنت أسمعه وأشعر بيديه؛ أراح جسدي على العشب الكثيف؛ أصابعه تتنقل على جسدي بخوف؛ يحاول إفاقتي؛ مائل جسده فوقي؛ عيناه تتفحصاني بذعر واضح من صوته المرتعش؛ أحب قصص الكرتون وحدثته عن بطلاته من قبل؛ كان الوقت فجرًا؛ حكيت بصوت هامس في الموبايل وأنا تحت الأغطية الثقيلة؛ هل تذكر حديثي في تلك اللحظة؛ تصرف مثل أمير سنووايت؛ لثم شفتيّ وقبلني بحنان؛ أفقت ورأيت وجهه الذي أنار بنظرتي؛ تعانقنا بشدة؛ تقلبنا معًا على الخضرة حتى وصلنا إلى الرمال؛ دنونا من النهر؛ مشينا بخطى بطيئة على الشاطئ؛ خلعنا أحذيتنا وتعمقنا فيه قليلاً؛ ابتلت أقدامنا؛ تمنيت أن يتوقف الوقت لكن شحوب الشمس جعلني أتأكد أن الزمن هناك يمر أيضًا."