رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السجاد اليدوى فى مصر يلفظ انفاسه الاخيره

6-11-2020 | 19:14


عشرات السنين مرت على دخول حرفة السجاد اليدوى الى مصر والذى لاقى شهره واسعه فى كثير من دول العالم نظراً لدقة واتقان يد الصناع المصريين المهره الذين تفوقوا فى هذه الحرفه الصعبه وابهروا العالم بما يقدموه من فن رائع يحوى مناظر طبيعيه وتحف فنيه وابداع فنى خلآق .

والدراسات التارخيه اكدت ان الفراعنه كانوا يصنعون السجاد اليدوى ومع مر العصور انقرض من مصر . الى ان عاد مره اخرى حاملا معه عبق التاريخ لينافس اكبر دوله فى العالم اشتهرت بتصنيع السجاد اليدوى وهى ايران .

ففى قرية دسيا . بمحافظة الفيوم : اشهر قرى مصر فى تصنيع السجاد اليدوى والتى صدرت انتاجها للعديد من دول العالم وشاركت فى معارض محليه وعربيه ودوليه . وبعد ان كانت احدى قلاع صناعة السجاد اليدوى فى مصر والشرق الاوسط . 

اصبحت تعانى من انقراض حرفة السجاد اليدوى  وتشريد كل من يعمل بهذه الحرفه الذين ابهروا العالم بجمال والوان ورسومات واتقان ما انتجته ايديهم .

وهناك العديد من الاسباب ادت الى قرب اندثار اغنى حرفه يدويه فى مصر والعالم .. 

تجولنا فى تلك القريه التى لا يخلو بيت فيها من صانع للسجاد اليدوى لكى نتعرف على هذه الحرفه عن قرب .

تقابلنا مع . معوض طرخان : مدرب عام حرفة السجاد اليدوى بهيئة تنشيط السياحه بالفيوم . وقال ان مصر تنافس ايران وتركيا وتونس فى انتاج وصناعة السجاد اليدوى . ولكن انتاجنا اصبح اقل من زى قبل لعدة اسباب نذكر منها :

ان انتاجنا يباع فى كثير من الدول بعد وضع شعار صنع فى ايران عليه من  قبل التجار والسماسره الذين يسرقون مجهودنا لينسبوه لغيرنا ليباع باغلى الاسعار . ومن المعروف ان ايران الاشهر فى صناعة السجاد لكننا الافضل ومن الانواع التى نصنعها هى : الحرير والصوف والطوبس والشروان والكاشكاى والكازاك والنيير والهاريس ....

وهناك نوع جديد لا يصنع الا فى مصر وهو الجبلان واصبع عليه اقبال اكثر من كل الانواع السابقه .

ومن الاسباب التى ادت الى قلة انتاجنا فى هذه الايام هى : صعوبة الحصول على المواد الخام التى نحتاجها للانتاج والتى زادت خمسة اضعاف سعرها الاصلى . بالاضافه الى عدم وجود سياحه كما كانت فى السابق لان حركة بيع السجاد مريبطه بسوق السياحه فى مصر.

بالاضافه الى جشع التجار الذين يشترون المنتج باقل الاسعار ويبيعوه باسعار تصل الى 10 اضعاف السعر الاصلى مما ادى الى ترك كثير من الصناع هذه الحرفه والعمل فى حرف اخرى. 

واضاف انور ابوزيد : ان صناعة السجاد اليدوى فى قريتنا قضت على البطاله فى فتره ما وذلك لان جميع الشباب والبنات والاطفال كانوا يعملون فى هذه الصناعه فى منازلهم وكانت مصدر دخل يكفى كل احتياجات الاسره والامر لا يحتاج اكثر من نول والخيط الملون والرسومات ومساحه صغيره فى اى غرفه من المنزل لانتاج سجاده خلال شهر على الاكثر .

والمشكله اننا لا نتعامل مع المستهلك النهائى الذى يشترى المنتج ولكننا نتعامل مع سماسره وتجار لبيع المنتج . فهم يصدرون حوالى 80% من الانتاج تحت شعار صنع فى ايران و20% يباع داخل مصر .

والان ترك الكثير من الصناع هذه الحرفه بسبب قلة الطلب على المنتج وقله السياحه وارتفاع اسعار الحرير والصوف وثبات الاسعار التى يشترى بها التجار فبعد ان كان العامل يتقاضى 40 جنيه يوميا منذ 10 سنوات اصبحت كما هى بعكس اى حرفه اخرى .

وحاولنا ايجاد حلول بديله بعيدا عن التجار لبيع المنتج من السجاد مثل معارض المشغولات اليدويه التى تشرف عليها محافظه الفيوم وهيئة تنشيط السياحه بالمحافظه ولكن ليس هناك من يشترى المنتج لان تكلفة السجاده يصل لعدة الاف من الجنيهات وهذه الاسعار لا تناسب الكثير من سكان الاقاليم .

ونتمنى ان تشرف الحكومه ممثله فى وزارة الصناعه او وزارة الشئون الاجتماعيه على هذه الحرفه من حيث شراء المنتج وتصديره خارج ومصر وتنظيم معارض دوليه لعرض السجاد اليدوى كما فى ايران وتركيا . وفى مصر يوجد 7 تجار يحتكرون سوق السجاد اليدوى ولا نستطيع المنافسه معهم ولو ان الدوله اشرفت على عملية الانتاج والبيع والتصدير لكانت هذه الحرفه ثروه قوميه لا تقل اهميه عن انتاج البترول لانها تصدر بما يعادل 10 اضعاف سعر التكلفه .

بالاضافه الى توفير فرص عمل لالاف من الشباب.

وقال تايب عبدالحميد صاحب مصنع سجاد : كنا نصنع حوالى 150 سجاده شهريا ويعمل على صناعتها المئات من الشباب والاطفال وهى ليست حرفه صعبه جسديا ولكن تحتاج كل سجاده وجود حرفى لنقل ما فى الرسم من الوان الى السجاده بالاضافه الى مساعدين .

والان لايعمل فى هذه الحرفه الا القليل من الشباب بسبب قلة الطلب على السجاد وما يتم انتاجه الان لا يتعدى 10 سجادات شهريا من القريه كلها ولن تعود صناعة السجاد اليدوى فى مصر الى ما كانت عليه الا بتدخل اى جهه حكوميه بالاشراف على هذه الصناعه وبيع المنتج بشعار صنع فى مصر . 

وبالنسبه لاسعار السجاد فان الحرير اغلاها ثمناً فسعر المتر يبدا من 2500 جنيه  وانيير والكاشكاى والشروان والشرازى فاسعارهم متقاربه وسعر المتر 1200جنيه واقل انواع السجاد سعرا الشروان وسعر المتر حوالى 800جنيه وهذه الاسعار التى يشترى بها التجار من الحرفيين ويبيعها باعلى من سعرها من سعرها ب 5 الى 10 اضعاف السعر ولا نبالغ فى ذلك . 

نطالب تدخل الحكومه لانقاذ هذه الحرفه من الاندثار بعدما غزونا بها اسواق السجاد اليدوى فى اوروبا وامريكا والدول العربيه .