رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تثبيت أركان الدولة مسئولية الشعب كله

6-11-2020 | 21:15


 من الظلم كل الظلم أن يتحمل الرئيس عبد الفتاح السيسى مهمة تثبيت أركان الدولة وحده، ومواجهة محاولات إفشالها بمفرده .. الرجل لم يئن ولن يكل أو يمل ..المسئولية حق عظيمة وهو قادر عليها بإذن الله .. ولكنها أيضا مسئولية الشعب كله.

 واجب الشعب أن يتصدى لأعداء الوطن وما أكثرهم سواء في الداخل أو الخارج .. واجب الشعب أن يتحمل أعباء وتبعات الحرب على الإرهاب الذى لا يعرف دينا، ويدرك أن مصر تمر بمرحلة عصيبة  في تاريخها، تتكالب عليها دول وأنظمة وأجهزة استخباراتية لتنال من وحدتها وصلابتها، وفق مخطط قديم يهدف إلى زعزعة استقرارها وبث روح الفرقة بين أبنائها، هذا المخطط الذي جاء تحت عنوان الفوضى الخلاقة منذ أكثر من 13 عاما، تكشفت معالمه وبدأ يحبو على الأرض بدءاً من يناير 2011، وظن صناعه أنه تحقق حين وصل الإخوان إلى الحكم في غفوة وغفلة من الجميع، لكن الشعب بوعيه ومن ورائه الرجل الوطني الشجاع عبد الفتاح السيسى أطاح بأحلام الإرهابيين في ثورة الثلاثين من يونيه 2013، وصحح المسار، ومنذ ذلك الوقت عانت مصر ويلات الإرهاب الذي ضرب السياحة في مقتل وعرقل  مسيرة التنمية، وزعزع ثقة المستثمرين وقلص مصادر الدخل المصري وعطل عجلة الإنتاج!

ومنذ توليه المسئولية ونيل ثقة الشعب بنسبة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الحرة آل الرئيس عبد الفتاح السيسي على نفسه أن يكون خادما لهذا الشعب وضع المحاور الأساسية لمنهج عمل إدارته، وقبل أن يتعهد بالإنجاز صارح شعبه بحقيقة الإرث الثقيل من التحديات والمشكلات من التجريف السياسى والتردي الاقتصادي والظلم الاجتماعي وغياب العدالة التي عانى منها المواطن المصري لسنوات ممتدة ..اختار الرئيس أسلوب المصارحة لا المخادعة أو التضليل .. اختار الطريق الصعب .. قرر أن يصلح ما أفسده من سبقوه وطلب من الشعب أن يتحمل عبء ضريبة الإصلاح، ويدرك أنه يعيش حالة حرب باقتصاد حرب، ضد موجات إرهابية متتالية .

لقد عمل الرئيس على تحقيق معدلات إنجاز غير مسبوقة ما دامت إرادة المصريين بارزة وفاعلة في مسيرة العمل الوطني وتمثلت أبرز تعهداته باستكمال خارطة المستقبل وانتخاب برلمان يعبر عن إرادة الشعب المصري عبر انتخابات حرة ونزيهة وبدء صفحة جديدة في تاريخ الدولة المصرية عبر عهد جديد يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودي الدخل وتنمية المناطق المهمشة.

لقد تعهد الرئيس باستعادة الدولة المصرية لهيبتها مع الحفاظ على مؤسسات الدولة ومواجهة محاولات هدمها مع التزام كل مؤسسة بدورها الوطني الذي أنشئت من أجله وجعل محاربة الفساد توجها قوميا حاكما لعمل هذه المؤسسات.

وفي ظل تلك الظروف الصعبة نجح الرئيس السيسي في تدشين مشروعات وطنية عملاقة، وتوفير الموارد اللازمة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

لقد بدأ الرئيس فترة حكمه بالعمل على 8 محاور رئيسية تعمل الدولة على تنفيذها وتبلغ قيمتها تريليونا و40 مليار جنيه .. شمل المحور الأول50 مليار جنيه لتنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس وإنشاء مناطق صناعية ولوجيستية لخلق كيانات، ومجتمعات عمرانية جديدة في المنطقة لجذب كثافة سكانية لإعادة التمركز بمدن القناة، وسيناء، والاستعداد من جميع الوجوه للاستفادة من نمو حجم التجارة العالمية، خاصة في وجود كيانات اقتصادية عملاقة مثل الصين، ودول جنوب شرق آسيا، والهند.

 وشمل المحور الثاني المشروع القومي لتنمية سيناء بتكلفة150 مليار جنيه وتنفذه القوات المسلحة بشراكة العديد من الشركات الوطنية على إنشاء 77 ألفا و237 وحدة سكنية في شبه جزيرة سيناء وتنمية سيناء زراعيا وصناعيا، بينما شمل المحور الثالث 70 مليار جنيه تكلفة مشروع المليون ونصف المليون فدان.

وكان المحور الرابع مشروع الشبكة القومية للطرق بتكلفة 100 مليار جنيه واستهدف إقامة الشبكة القومية للطرق بمسافة 30 ألف كيلومتر، وشمل المحور الخامس المشروع القومي للمدن الجديدة بتكلفة 150 مليار جنيه ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، التي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منها على مساحة 10500 فدان، وشمل المحور السادس المشروع القومي للإسكان بتكلفة 185 مليار جنيه، ويستغرق تنفيذه 5 أعوام فـي كافة أنحاء الجمهورية، سواء داخل نطاق المحافظات أو في نطاق مدن المجتمعات العمرانية الجديدة، ويعد هذا المشروع الأضخم في تاريخ مصر المعاصر.

وبتكلفة 500 مليار جنيه بدأ تنفيذ المحور السابع ، بتطوير الشبكة القومية للكهرباء لاستقبال القدرات الإضافية لها، وتطوير محطات التحكم ، فيما شمل المحور الثامن حزمة مشروعات بناء الإنسان المصري وتوفير الحماية والرعاية الاجتماعية، ويتضمن 11 محورا، وهي مشروع تكافل لمحاصرة مشكلة الفقر في مصر ومنظومة الخبز لتسهيل وصول رغيف الخبز المدعم للفقراء ومحدودي الدخل وتطوير القرى الأكثر احتياجاً، ومصر بلا غارمات والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة وإنشاء بنك المعرفة وتطوير مراكز الشباب وقصور الثقافة.

ولا ننسى ما أنجزه السيسي في قطاعات الأمن ومكافحة الإرهاب ودعم التعليم ومشروعات المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية.

لقد كان من الأهمية بمكان إلقاء الضوء على  إنجازات الرئيس رغم كل التحديات التي واجهته ولا تزال تواجهه قبل أن أتحدث عن دور الإعلام في مرحلة تثبيت أركان الدولة والتصدي لمحاولات إفشالها، فإذا كان جيش مصر العظيم وجهازها الشرطي الساهر على أمنها قد تصديا للعمليات الإرهابية الخسيسة ودفعا الثمن بدماء شهدائنا الأبرار من خيرة رجال مصر وشبابها، فإن الإعلام بشقيه القومي والخاص مطالب هو الآخر بأداء رسالته الوطنية في تعبئة الرأي العام وتبصير المواطنين بالمرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد وضرورة التكاتف والتحمل من أجل اجتيازها،

بدلا من كثرة الحديث عن نقص الاحتياجات بمصر وغلاء الأسعار والضعف الاقتصادي بما يفهم منه وجود تقصير من قبل الدولة، وهذا ما تريده الأطراف المتآمرة علينا، إننا فى حاجة إلى إلقاء الضوء على الإنجازات والإيجابيات وتوضيح حقيقة الظروف الاقتصادية والتأكيد مرة أخرى على أن مصر في حالة حرب وليس إرهابا عاديا! ولولا صلابة مصر وقوتها برئيسها وجيشها البطل لأصبحنا فرقا متناثرة متنافرة ، لأصبح حالنا كحال العراق وسوريا وليبيا لا سمح الله !

إن صلابة المصريين هي التي أفشلت مخطط الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية، ووقفت حائط صد أمام محاولات تقسيم مصر جغرافيا وعرقيا ودينيا .. انتصرت صلابة مصر على قوى الظلم التي أضمرت ــ ولازالت ــ تضمر شرورا لا قبل لنا بها !

أتصور أن تتوحد وسائلنا الإعلامية "مقروءة ومسموعة ومرئية وإلكترونية" من أجل الوقوف والاصطفاف إلى جانب رئيسها البطل حتى نقهر أعداء الوطن .. أتصور أن تكون رسالتنا الإعلامية خلال المرحلة القادمة، رسالة توعوية إيجابية وليست تشاؤمية، تنويرية وليست ظلامية، وطنية وليست فئوية، وإنا لقادرون.