رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرف على سياسة النفط فى عهد بايدن

8-11-2020 | 11:01


انتهت انتخابات الرئاسة الأمريكية بفوزالمرشح الديمقراطي جو بايدن، كما اتجهت الأنظار إلى التغييرات التي قد تشهدها سياسة الطاقة الأمريكية تحت إدارته.


إمدادات النفط العالمية

أبدى بايدن قناعة بأهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف على غرار توجهات الإدارات الديمقراطية السابقة. قد يعني ذلك مسارًا يقود إلى رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران وفنزويلا، العضوين في أوبك، واستئنافهما الضخ، إذا توافرت الشروط الملائمة.


في حالة إيران، قد يتضمن ذلك المسار نهجا تشاركيا بين واشنطن وأوروبا، على غرار الاتفاق الذي أُبرم إبان إدارة أوباما.


أما في فنزويلا، فيبدو من المرجح أن يواصل بايدن تحبيذ العقوبات كأداة ضغط على نظام الرئيس نيكولاس مادورو، لكنه قد يكثف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الجمود عن طريق التفاوض على إجراء انتخابات جديدة أو تقاسم السلطة مع المعارضة.


العقوبات الأحادية التي فرضها الرئيس المنصرف دونالد ترامب على البلدين حجبت حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الخام عن الأسواق العالمية، بما يزيد قليلا على ثلاثة بالمئة من المعروض العالمي


لم تكشف حملة بايدن عن تفاصيل فيما يتعلق بطريقة تعاملها مع تلك الملفات.


خط اتصال مع أوبك

يفتقر بايدن إلى الحميمية التي اتسمت بها العلاقات بين ترامب والحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. المملكة هي الأكثر نفوذا داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول؛ ما يعني أن بايدن قد لا ينخرط بنفس الدرجة في سياسة إنتاج المنظمة. ومن المرجح أيضا أن يعتمد على القنوات الدبلوماسية الهادئة للتأثير على أوبك بدلا من نهج ترامب المعتمد على تويتر.


لم توضح حملة بايدن بعد كيف ستتناول تلك المسائل، لكن أي نفوذ له كرئيس من المرجح أن يخدم الهدف ذاته – سعر نفط متوسط. فأي رئيس أمريكي يحتاج إلى وقود في متناول المستهلكين. وبالنسبة لبايدن، ينبغي أن يكون السعر مرتفعا بما يكفي لكي تستطيع أصناف الوقود النظيف البديلة للوقود الأحفوري المنافسة بما يدعم خطته الطموح بخصوص المناخ.


كان ترامب أكثر انخراطا في شؤون أوبك عن أي من سابقيه. وقد أثر في بعض الأحيان على سياسة أوبك بتغريداته ومكالماته الهاتفية، مطالبا بسعر نفط منخفض بما يلائم المستهلكين ومرتفع بما يلائم المنتجين الأمريكيين.


وقد أضعفت عقوباته أيضا نفوذ صقري الأسعار داخل أوبك، فنزويلا وإيران، مما أزال عقبتين تاريخيتين في وجه انتهاج المنظمة لسياسة تراعي مصالح واشنطن. ركز ذلك النفوذ في يد السعودية، أكبر منتج، إلى جانب روسيا، في إطار ما بات يعرف بمجموعة أوبك+.


تحول أخضر

ستتطلع إدارة بايدن إلى العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وهي المعاهدة الدولية التي جرى التفاوض عليها تحت إدارة أوباما لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض لكن ترامب انسحب منها قائلا إنها قد تضر بالاقتصاد الأمريكي.


تعهد بايدن كذلك بخفض صافي الانبعاثات الأمريكية إلى الصفر بحلول 2050، بوسائل من بينها تقليص صافي انبعاثات قطاع الكهرباء إلى الصفر بحلول 2035 – وهو هدف لن يكون سهلا دون أغلبية ديمقراطية في الكونجرس.


يرى بايدن في تغير المناخ تهديدا وجوديا للكوكب، وأن التحول عن الوقود الأحفوري يمكن أن ينطوي على فرصة اقتصادية إذا تحركت الولايات المتحدة سريعا لتحقيق الريادة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.


عملت إدارة ترامب على إضعاف أهداف الانبعاثات أو إلغائها، وتضمن ذلك تخفيف وكالة حماية البيئة الأمريكية معايير انبعاثات السيارات، وإلغاءها خطة الكهرباء النظيفة التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما والتي كانت تشترط تخفيضات من صناعة الكهرباء. ويسهم قطاعا النقل والكهرباء معا بنحو نصف انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة.


وفي حين بدأت شركات النفط والغاز الأوروبية مثل بي.بي ورويال داتش شل تطبيق إستراتيجيات لتحول عالمي في مجال الطاقة، لم تحد الشركات الأمريكية العملاقة مثل إكسون موبيل وشيفرون عن تركيزها على أعمال الطاقة التقليدية – محتمية سياسيا برئاسة ترامب..


إنتاج النفط والغاز

كما عمل ترامب على تعظيم إنتاج النفط والغاز المحلي، تعهد بايدن بحظر إصدار تراخيص حفر جديدة على الأراضي والمياه الاتحادية من أجل محاربة تغير المناخ.


أنتجت الولايات المتحدة نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام يوميا من الأراضي والمياه الاتحادية في 2019، إلى جانب 13.2 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي، وفقا لبيانات وزارة الداخلية..


يعادل ذلك نحو ربع إجمالي إنتاج النفط المحلي وأكثر من ثُمن إجمالي إنتاج الولايات المتحدة من الغاز. ويعني فرض حظر اتحادي على التراخيص الجديدة أن تتراجع تلك الأرقام حتى تتلاشى في غضون سنوات.