رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مساجد مصر الأثرية| عمرو بن العاص بدمياط

8-11-2020 | 14:18



يعد مسجد عمرو بن العاص، أقدم مساجد محافظة دمياط، وهو ثاني مسجد بُني في مصر، بعد المسجد الذي يحمل الاسم ذاته بالفسطاط، والمشيد على الطراز ذاته.    


ويعُرف مسجد عمرو بن العاص بدمياط، بمسجد الفتح نسبةً إلى الفتح العربي، وظل هذا المسجد مهملا لعقود طويلة، قبل أن يعاد ترميمه مرة أخرى عام 2004، ويفتح للمصلين.


أنشأ المسجد  الصحابي الجليل، المقداد بن الأسود، في عهد عمرو بن العاص، ويعدُّ من أشهر مساجد الوجه البحري ودمياط وأقدمها، وبه كتابات كتابات كوفية، وأعمدة يعود تاريخها إلى العصر الروماني. 


ويقع جامع عمرو بن العاص بالجبانة الكبرى، بمدينة دمياط، وكان الجامع يقع في أقصى شرق المدينة، قبل التخريب بالقرب من الجبانة القديمة التي كانت تقع إلى الشرق.     


المسجد يُعد من المساجد الكبيرة، فهو أكبر مساجد دمياط من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحته ما يقرب من فدان، حيث تبلغ أطوال المسجد 54م×60م، وتقدر مساحته الإجمالية بحوالي 3240م2، هذا بخلاف مساحة الزاويتين وبعض الإضافات.      


يحتوي الجامع على 4 واجهات حرة حاليًّا، بعد أعمال الترميم الحديثة، وكلها مبنية بالطوب الآجر، فالواجهة الغربية منها، التي تحتوي على المدخل الرئيس يتقدمها سقيفة، وتطل اليوم على شارع يمتد بداخل الجبانة، متفرع من حارة العبد، تم شقه من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، بعد إزالة القبور التي كانت تمتد بطوله. 

    

الواجهة الجنوبية للجامع تطل على شارعٍ رئيس، ويقع بمنتصفها المدخل الجنوبي، الموصل للمجاز القاطع، والواجهة الشرقية تطل على شارع ضريح أبو المعاطي، وهذه الواجهة لا تمتد على استقامة واحدة، والواجهة الجنوبية تطل على الجبانة.

    

ويتكون المسجد من صحن أوسط مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة، من أربع جهات، أهمها الرواق الجنوبي، وهو رواق القبلة الذى يضم أربع بلاطات.    


الرواقان الشرقي والغربي للمسجد فيحتوي كل منهما على بلاطتين، وكذلك الرواق الشمالي فيحتوى حاليًّا على بلاطتين، وبالقرب من المدخل الغربي الرئيسي، والتي تتقدمه سقيفة توجد مئذنة المسجد. 


شُيدت جدران المسجد بحيث تواجه الجهات الأصلية الأربعة مواجهة تامة، ولذلك جاءت قبلته في وضع غريب في الزاوية الجنوبية الشرقية الحادثة من تقابل الضلع الجنوبي والضلع الشرقي لهذا المسجد، وهو أمر نادر الحدوث. 

تم تجديد بناء الجامع على مرِ العصور بالهدم والتوسيع والزيادة، كما حدث لجامع عمرو بن العاص بالفسطاط، وعملت فيه يد الإصلاح والترميم نحو عشرين مرة، حتى لم يبق من شكله الأصلي شىء يُذكر. 


عُرِفَ هذا الجامع في العصر المملوكي بجامع فتح أو فاتح، لنزول شخص به يقال له فاتح بن عثمان الأسمر التكروري، والذى جاء من مراكش إلى دمياط أثناء حكم الملك الظاهر بيبرس  حيث قام بتنظيف المسجد وتطهيره واعاد إقامة  الصلاة فيه. 


حظي المسجد  بعناية ورعاية لجنة حفظ الآثار العربية منذ بدايتها الأولى في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ويرجع ذلك لأهمية هذا المسجد من الناحية التاريخية. 


قررت وزارة الأثار عام 2004 ترميم هذا المسجد مع مسجدين أخرين وهما المعينى والحديدى وقد تمت إعادة افتتاح المسجد أمام المصلين في يوم الجمعة 8 مايو 2009م، والذي يوافق عيد دمياط القومي. 



الشيء الوحيد الذي لم يشمله الترميم في المسجد هو المأذنة الأثرية، حيث تمت إحاطتها بسور حديدى يهبط منها سلم خشبى  لنحو مترين تم تفريغها و يكشف  قاعدتها المطمورة  بها غرفة  سيدى أبو المعاطى  وله مقام ومسجد على بعد مترين في شرق المسجد.