"بايدن".. ولبن الحمير
ارتفعت نسبة
إدمان لبن الحمير بين أعضاء تنظيم الإخوان المأجور ولا يعرف كثيرون هل هناك علاقة
بين نتائج الانتخابات الأمريكية وتفشي هذه الظاهرة أم أن أردوغان السلطان الأحمق
استطاع وبنجاح تصدير فكرة احتساء لبن الحمير بعد ما قدمه لشعبه المقهور كبديل على
أي حال ..نسأل الله العفو والعافية.
لقد تعجبت
كثيرا وأنا أتابع شغف الإخوان الذي فاق شغف الأمريكان أنفسهم وهم يتابعون تأرجح
التصويت المقدس بين ترامب وغريمه بايدن ويبدو أن مرض الاستحمار الذاتي الجيني
المصاب به أعضاء ذلك التنظيم - الذي يأكله الشتات يوما بعد يوم- بلغ ذروته وأصبح
غير قابل للشفاء ولم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي يرجم بالغيب حين قال "إنهم
تيار غير قابل للحياة".
الأعجب
والأعجب هو اعتقادهم أن ذلك الصهيوني حليفهم المزعوم - الذي عجز عن نصرتهم في أوج
موجات تضليل تعرض لها المصريون عقب ثورة 25 يناير – قادر على إحياء الموتي وأقول
بكل ثقة يا مدمني لبن الحمير إن بايدن ليس عيسى ابن مريم ولا أنتم حوارييه بل أنتم
حثالة استخدموا في وقت ما كأداة لبسط نفوذ وفرض إرادة على المصريين وقد احترقت تلك
الأداة النجسة في ثورة 30 يونيو.
إن إصراركم
على إظهار خيانتكم لدينكم ومن بعده المصريون عجيب ويدلل على انعدام أدني علامات
حيوية تشير إلى تمتع عقولكم بأي بقايا من ذكاء أو حسن تصرف كما أن محاولتكم التودد
والتزلف وتقديم طلب إعادة توظيف "عميل" للرئيس الأمريكي المنتخب ما هو
إلا نوع من استحقار المصريين ومعاملتهم على أنهم شعب مستغفل يرتضي أي تدخل أجنبي
أو يقبل الإملاءات ،ويبدو أن إحساسكم بالمرارة والحسرة عقب طردكم من الحكم مازال يعمي
أبصاركم حتى تخيلتم أن ما حدث في 30 يونيو قابل للمراجعة أو المساومة متى عادت
عقارب الساعة للوراء؟!.. ومن هنا أود أن أعيد على مسامعكم كلمة الرئيس السيسي التي
أرقت مضاجعكم وهي "ما أقدرش" حين ردد بعض المرجفين دعوات التصالح العفنة
هذه الكلمة هي نغمة يرددها الملايين من المصريين وقد قضي الأمر ،أما رهانكم الذي
بني على تصور أن مصر قبل 30 يناير هي مصر بعدها فهو رهان خاسر فكل الأوراق قد
تبدلت والهوة التي كانت قائمة بين المصريين وقيادتهم التي تسللتم منها قد ردمت ولم
يعد يأيديكم ولا بيد حليفكم ذات أوراق الضغط التي فرضت على مبارك يوما ما أن يسمح
لكم بـ80 مقعدا في مجلس الشعب آنذاك .. فانتشوا قليلا قبل موجة حسرة جديدة ستلم
بكم يوم أن تدركوا يقينا أنكم ما كنتم إلا مستأجرين أصابهم اليتم السياسي فاليوم
لا ظهير شعبيا لديكم كما أن الإدارة الأمريكية لديها ما هو أهم من إحياء مشروع
توليتكم على شعوب المنطقة بهتانا وزورا.
المدهش أيضا
لكل متابع هو وحدة اللغة والمقاصد بين التنظيم المنحل وبردعته المفضلة كاليساريين
والمستغربين وعديمي الهوية الذين يعيشون هم الآخرون وهم حمل لواء الحرية والتحضر
و.. و.. من عبارات استجلاب التمويل والتحصن بالأوراق الخضراء الدولارية ،لكن والحق
يقال هدفهم واحد وملتهم واحدة فهدفهم إسقاط الدولة المصرية وملتهم في سبيل ذلك
الكذب لكن هيهات فأنتم مرصودون من ذلك الشعب العظيم الذي يحاولون التكالب عليه
وتشريده وإخضاعه لنظام عالمي فاجر لا يعرف للإنسانية معنى ولا للحرية تعريفا.
لقد بلغ
الهذيان بالإخوانجية وأتباعهم أعضاء منظمة "لا صوت يعلو فوق صوت البحث عن
السلطة " أن زمنهم سيعود وأن بايدن ما جاء إلا لنصرتهم على عدوهم وهم
المصريون لقد وثقوا بكل شئ إلا الله الذي بيده مقاليد الأمور يؤتي الملك من يشاء
وينزعه ممن يشاء لكن يبدو أن إيمانهم بقدرة بايدن أكثر رسوخا من إيمانهم بإرادة
الله التي قضت بخلعهم عفانا وإياكم الله.
يا مدمني
لبن الحمير توقفوا قليلا قبل أن يلحق بكم الموت وتجدون أنفسكم بين يدي الله الغني
عن شرككم وتأكدوا أن ما عجز عن إيقافه بايدن وهيلاري وأوباما وهم في سدة الحكم
سيظل يسير لأن قوة رفضكم اليوم تستمد فاعليتها من زخم تيار شعبي جارف مازالت قوة جريانه قادرة على
جرفكم بل وإغراقكم مرارا وتكرار .. إن قرار لفظكم بعيدا عن المشهد ليس قرارا
رئاسيا مطروح للنقاش أو التعديل بل هو قرار شعبي فمن ذا الذي يعيدكم؟! .. ومستوى شعبيتكم
تعلمونه جيدا ليس في حاجة إلى بيان .
يا مدمني
لبن الحمير إن بايدن وغيره من شاغلي البيت الأبيض ليسوا بغبائكم فمهمة الإدارة
الجديدة الأولي بالرعاية اليوم هي استعادة هيبة أمريكا التي انتهكت وسقطت في
المنطقة نتيجة تحالفها معكم يوما ما ،ومصر اليوم ليست هي مصر التي كانت تخشي قطع
معونة أو غيرها فنحن نتمع اليوم بتنوع سياسي وعسكري واقتصادي فرض على الجميع احترام
إرادتنا لقد أعيدت حسابات العلاقات المصرية الأمريكية لتقوم على المصلحة والنفع
للبلدين لا أن تكون قائمة على الإملاء أو استخدام أجير مثلكم لابتزاز مصر.