رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كتاب "ما هو علم المصطلحات" جديد منشورات المتوسط

9-11-2020 | 09:12


 صدر عن الجمعيةٌ الثقافية الفنية "منشورات المتوسط" كتاب "ما هو علم المصطلحات" للباحثة الإيطالية ماريا تيريزا زانولا، بترجمة نسمة إبراهيم ومراجعة وتقديم الدكتور وائل فاروق، وصمم غلافه خالد سليمان الناصري.

جاء في تقديم الدكتور وائل فاروق الأستاذ بالجامعة الكاثوليكية في ميلانو أنه في عالم اليوم المتمركز حول العلم والتكنولوجيا، أصبحت المصطلحات أحد أهم مفاتيح المعرفة، فالطريقة التي يتم بها تسمية وتعريف المفاهيم العلمية المتخصصة وتنظيمها ووصفها وترجمتها لا تساعد فقط على فهم بنية المعرفة في اللحظة الراهنة وإنما صارت تلعب دورا أساسيا في تطورها واتساع مجالها وبناء شبكات مفاهيمية تربط بين حقولها المختلفة، وهو ما جعل الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا ترفع شعار "لا معرفة بلا مصطلح".

وأضاف أن أحد أسباب تقديمه لهذا الكتاب هو محاولة التحرر من المنظور الضيق الذي يرى أن أهمية تعريب المصطلحات وإنتاجها ترجع لأسباب قومية ودينية، مشيرا إلى أن قضية المصطلح لم تعد قضية احتفاء بلغة الهوية، فهي اليوم شرط من شروط إنتاج العلم وتلقيه.

وشدد على أن الاندماج في مجتمع المعرفة اليوم هو الطريق الوحيد لرأب الصدع بين اللغة العربية ولغة العلم المتخصصة، فالمصطلحات التي صارت علما ليست مفردات يتم نقلها من لغة إلى أخرى وإنما هي من تجليات الانخراط العميق في الحقل العلمي الذي يتم إبداع المصطلح فيه ومن ثم نقله من لغة إلى أخرى، فالمصطلحات، على حد تعبير الخوارزمي، هي مفاتيح العلوم، وفي قول آخر، هي نصف العلم، فالمصطلحات أو اللغة المتخصصة هي أكثر من مجرد حالة تقنية خاصة داخل اللغة العامة.

ذكر أن دراسة المصطلحات تخصص علمي جديد نسبيا، تتزايد أهميته بسبب الحاجة المتنامية لتسهيل التواصل والترجمة، ونقل المعرفة المتخصصة بين مستخدمي النصوص الذين ينتمون إلى حقل معرفي واحد، ومجتمعات لغوية مختلفة.

واستطرد قائلًا: علم المصطلحات في الأساس نشاط لغوي معرفي، فالمصطلحات هي وحدات لغوية تنقل المعنى المفاهيمي في إطار النص المعرفي، وعملية نقل المعنى هذه لا تقل أهمية عن المفاهيم – أيا كان الحقل الذي تنتمي إليه – التي تعينها، لذلك يجب أن تخضع المصطلحات للتحليل اللغوي، ولكن للتحليل اللغوي مناهج وأساليب متعددة، لذلك فمن الضروري اختيار المنهج اللغوي الأكثر انسجاما مع موضوع الدراسة، كما يجب أن يكون متمحورا حول الدراسة المعجمية ومستندا على الاستخدام التواصلي للوحدة المصطلحية، موجها كل تركيزه إلى المعنى والتمثيل المفاهيمي له.