تشهد أسعار
الذهب خلال الفترة الحالية، تذبذبًا، نتيجة الأحداث العالمية التي تؤثر بشكل كبير
على الأسعار، خاصة وأن المعدن الأصفر يعد الملاذ الآمن للمستثمرين في الأزمات
الاقتصادية العالمية، مثل الأزمة التي يمر بها العالم خلال الفترة الحالية بعد
انتشار الموجة الثانية من فيروس كورونا في أمريكا والدول الأوروبية، بجانب
الانتخابات الأمريكية.
وأشارت التوقعات
إلى أن سعر الذهب عالميا سيتخطى حاجز 2000 دولار للأوقية، على أن تبدأ في التراجع
مع استقرار الوضع السياسي في أمريكا، وتولي جو بايدن مقاليد الحكم، والتي من
المفترض أن تكون في يناير 2021 المقبل.
وعلى المستوى
المحلي، يشهد السوق المصري ركودًا حادًا في المبيعات، نتيجة ارتفاع الأسعار، ليسجل
سعر عيار 21 الأكثر تداولا نحو 849 جنيها، حسب آخر تحديث.
تجولت
"الهلال اليوم" في محلات الصاغة بشارع المعز – الحسين-، حيثرصدت وقوف أصحاب
محلات الصاغة على الأبواب بانتظار الزبائن، وخلفهم فاترينات العرض المملتئة عن آخرها
بالمعدن الأصفر، رافضين الحديث مكتفين بالصمت التام وعدم التعبير عن مشاكلهم التي
لحقت بهم مع ارتفاع الأسعار وإحجام المواطنين عن الشراء، بعد أزمة انتشار فيروس
كورونا.
كما حاورت
"الهلال اليوم" الدكتور وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة
التجارية، والذي أكد أن أصحاب المحلات يعانون من تكدس البضائع ودفع أجور للعمالة
التي لديهم، مع عدم المقدرة على تسريح أي عامل من المحل تخوفا على صناع المهنة،
موضحا أن هناك 50% من الورش الصغيرة خرجت من السوق المصري، بجانب خروج 35% من
المحلات، وفي الوقت نفسه تصارع المصانع والمحلات الكبرى من أجل الاستمرار.
وإليكم نص
الحوار:
** بداية.. ما هي أسباب
ارتفاع أسعار الذهب بالنسب الكبيرة التي يشهدها السوقين العالمي والمحلي؟
هناك العديد من
العوامل التي أثرت على مبيعات وأسعار الذهب عالميا ومحليا، أولها أزمة اقتصادية كبيرة
تعاني منها دول العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا ودخول الموجة، وثانيها
الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية
والتي تعد من الدول المتحكمة في اقتصاد العالم، نتيجة انتخابات الرئاسة، والصراع
بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن، كل هذه العوامل جعلت المستثمرين يلجأون إلى
الإدخار في الذهب، ما عمل على رفع الأسعار وتذبذبها خلال الفترة الحالية، وسط
توقعات بأنه قد يتخطى حاجز 2000 دولار للأوقية.
** انتهت أزمة انتخابات
الرئاسة الأمريكية.. فما السر وراء استمرار تذبذب الأسعار؟
تذبذب الأسعار
يرجع إلى الإعلان عن فوز المرشح الأمريكي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، ما
عمل على قيام بعض المستثمرين بجني أرباح عن طريق بيع الذهب، وأتوقع أن يظل الذهب على
هذا التذبذب حتى تستقر الأوضاع السياسية في أمريكا وكذلك تراجع معدل الإصابات
بفيروس كورونا حول العالم، فمع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، سترتفع أسعار الذهب.
** كم نسبة
ارتفاع أسعار الذهب حتى الآن؟
أسعار الذهب
ارتفعت منذ بداية العام حتى نوفمبر الجاري بنسبة تتراوح ما بين 35% إلى 40%، وأتوقع
أن تستمر نسبة ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع انتشار فيروس كورونا
حول العالم.
** مصر تمتلك
العديد من المناجم وأشهرهم "السكري".. لماذا ترتفع أسعار الذهب في السوق
المحلي؟
مصر تمتلك ما
يقرب من 120 منجم غير مستغلين، والشروط التعسفية لتشغيل المناجم، لا تتيح سوى
العمل إلا في منجم السكري.
** هل هذا الوقت
المناسب لشراء الذهب أم البيع؟
على مدار خبرتي
في مجال الذهب، لا توجد نقطة وصل إليها الذهب إلا ورجع إليها مرة أخرى بعد فترة،
الاستثمار في الذهب يحتاج إلى استثمار طويل الأجل، ولا يحتاج جني أرباح كل شهر.
أما فيما يخص
البيع، فالمستثمر إذا وجد في وقت ما أنه سيجني أرباحا، يقوم بالبيع، فهي ترجع
لتقدير المستثمر ويعلم الوقت المناسب للبيع.
** ما أفضل عيار
يمكن الاستثمار فيه؟
هناك من يستثمر
في الجنيه الذهب أو السبائك، وهناك من يفضل الاستثمار في المشغولات الذهبية والتي
منها يتزين بها ومنها استثمار يبيع وقتما يشعر أن هذا الوقت المناسب للبيع وجني
الأرباح.
** هناك من يحذر من شراء الجنيه الذهب تخوفا من عمليات الغش.. فما ردك؟
كل مهنة بها
الصالح والفاسد، ولكن في مهنتنا الفاسد يظهر سريعا، وذلك نظرًا لحجم الأموال التي
تستثمر فيها، ولكي يعلم الفرد إذا كان الجنيه الذهب أصلي إما لا، فهناك 3 طرق
لشرائه، أولا الشراء من محل موثق منه، ثانيا أن يكون لديك فاتورة، ثالثا عند وزن
الجنيه يجب أن يزن 8 جرامات غير زائدة أو ناقصة جرام واحد.
** مع ارتفاع الأسعار.. هل لا يزال هناك شراء لشبكة الخطوبة؟
سوق الذهب شبه
متوقف تماما منذ بداية عام 2020 بسبب جائحة انتشار فيروس كورونا، فلم يعد الشباب
يشتري شبكة أكثر من 15 ألف جنيه، والتي تشمل دبلة ومحبس أي بمقدار يتراوح ما بين 9
إلى 10 جرامات.
** شهدت السنوات
الماضية الترويج لعيار 14، فهل هناك عليه إقبال؟
لم تنجح فكرة
الترويج لعيار 14، فالمصريين لم يستوعبوا وجود عيار آخر غير عياري 18 و 21، ففي
دول العالم هناك عيار 9 و12 و 14، أما في مصر اضطر أصحاب محلات الذهب إلى التوقف عن
بيعه.
أما فيما يخص
الذهب الصيني، فهو لا يمت الذهب من الأساس وليس له ثمن عند تخزينه، حيث يحتوي على
رصاص وألمونيوم ويطلى بمواد كيميائية.
** نريد وصفًا لحال
سوق الذهب خلال الفترة الحالية؟
شبه متوقف تماما
منذ بداية عام 2020، ما أجبر 50% من الورش الصغيرة على الغلق، وهناك 30% من محلات
الصغيرة أغلقت، إلا أن الكيانات الكبيرة قادرة على التحمل ولكن هناك وقت ولن
تستطيع الاستمرار إذا استمر الحال على ذلك.
** هل ارتفعت
عمليات شراء الذهب من المواطنين خلال الفترة الماضية؟
لا.. فالأشخاص
الذين يقتنون الذهب للتزين فقط أحجموا عن البيع؛ نظرًا لانتظارهم وصوله لأعلى سعر؛
لأن الأسعار كل يوم في تزايد مستمر ولا يوجد استقرار، وطبيعة البشر فيها شيء من
الطمع، ولكن المضطر والذي يحتاج إلى أموال فقط هو من يبيع خلال الفترة الحالية.
** هل أجبر توقف
عمليات البيع والشراء على تسريح العمالة؟
لا نستطيع تسريح
العمالة في محلات الذهب، فلن نستطيع جلب عمالة ماهرة لديها خبرة في سوق الذهب مرة
أخرى، فما زلنا نحتفظ بهم وندفع رواتبهم دون وجود أي عوائد تحققها المحلات خلال
الفترة الحالية.
لدينا عمالة
كثيفة تم تعينهم بعد 2012 لدواعي أمنية، فبعدما كان يدير محل الذهب موظفين اثنين،
اليوم يتم إدارة محل الذهب من 6 أفراد، لحراسة وتأمين المحل من عمليات السرقة.
** في النهاية.. ما
هي توقعات في سوق الذهب خلال الفترة المقبلة؟
أهم شيء في
استقرار الأسعار أو انخفاضها هو إزالة السبب في الارتفاع، ولكن للأسف السبب لا
يزال قائما، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب، ولن تعود قوة
سوق الذهب إلى العمل من جديد إلا عندما تنتهي أزمة كورونا، ويعاود الاقتصاد المصري
والعالمي نموه مرة أخرى، لأنه بسبب هذه الارتفاعات لا يوجد إقبال على البيع أو على
الشراء، حتى الراغبين على الشراء قلة قليلة، مع زيادة أعباء والتزامات التاجر من
رواتب موظفين وكهرباء وإيجار محلات وضرائب وغيرها.