أكد أطباء أن لقاح شركة فايزر ضد فيروس كورونا هو نجاح علمي ضخم، وتوافره لدول العالم خلال الفترة المقبلة قد يؤدي إلى وضع حد لانتشار هذا الفيروس، وأنه من المتوقع مع نهاية العام المقبل أن ينتهي خطر فيروس كورونا، مؤكدين أن هناك 6 لقاحات مرتقب الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، وأن توافر لقاح فايزر قد يستغرق على الأقل شهرا حتى اعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

وكانت شركة فايزر للأدوية الأمريكية وشركة بيونتيك الألمانية، أعلنتا انتهاء المرحلة الثالثة لاختبارات لقاحهما لفيروس كورونا المُستجد، مؤكدتين أن اختبارات لقاحهما لفيروس كورونا انتهت بنجاح، حيث يحمي اللقاح التجريبي من مرض كوفيد- 19 الذي يُسببه فيروس كورونا بنسبة تتجاوز 90%، وهو أمر وصفته منظمة الصحة العالمية بالإيجابي.

موعد انتهاء خطر كورونا

وفي هذا الصدد، قال الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إنه لا داعى للتسرع عند ظهور أى تطعيم ضد فيروس كورونا، بل يجب التأني وانتظار التأكد من النتائج النهائية، لأن فاعلية أي لقاح وأمانه عنصرين هامين، مضيفا أن لقاح شركة فايزر الأمريكية، أثبت فاعليته بنسبة 90% من التجارب، ويتوقع توافر تطعيم فايزر في شهر مارس المقبل.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العالم لم يتفق على دواء أو تطعيم معين حتى الآن ضد فيروس كورونا، بل أنه هناك توقعات باستمرار هذا الفيروس لعامين آخرين، وبعدهما ربما يصبح الفيروس موسميا مثل الإنفلونزا، مشيرا إلى أنه إلى جانب لقاح فايزر فهناك اللقاح الصيني والذي أثبت أنه آمن وينتظر اعتماده فى مصر حال الانتهاء من المتابعة، وستصبح حينها مصر من المنتجين والمصدرين له للكثير من دول العالم.

وأكد أن مصر حجزت مكانا متقدماً عالمياً فى الحرب على كورونا بنجاحها فى الفوز بإنتاج لقاحات ضد كوفيد-19 حال التأكد من مأمونيتها وفعاليتها، مشيرا إلى وجود تعاون بين مصر والصين في هذا الصدد حيث نجحت البلدين في خفض معدلات الإصابات والوفيات وفي المقابل رفع معدلات التعافي.

وأشار "بدران" إلى أن الوصول إلى اللقاح سيكون نهاية هذه الجائحة، وبعدها تتحول لفيروس موسمي، كما حدث بفضل تطعيم الجدري، ففعي عام 1980 بعد عقود من الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية أعلن القضاء على الجدري من كل دول العالم، وذلك جهود منسقة لتخليص العالم من مرض قتل ما يصل إلى 35٪ من ضحاياه.

6 لقاحات مرتقبة

فيما قال الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الصدر بجامعة الزقازيق، إن لقاح "فايزر" ضد فيروس كورونا يعد بمثابة إنجاز علمي ضخم، لأنه يسهم في خلق أجسام مضادة لفيروس كورونا في مدة 3 أسابيع بين الجرعتين الأولى والثانية، وهو أمر غير مسبوق، مضيفا أن ذلك سيؤدي لنهاية فيروس كورونا نهائيا عام 2022.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللقاح لا يزال ينتظر موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لمنح الشركة الصلاحية لبدء إنتاج اللقاح، وهو أمر قد يستغرق شهر على الأقل أو شهرين حتى توافره في الأسواق، مضيفا أنه بد توافره وحصول الدول عليه سيؤدي لنهاية خطر هذا الفيروس لأنه سيسهم في خلق أجسام مضادة داخل جسم الشخص تمنع الإصابة بالفيروس.

وأضاف أن هناك عدة لقاحات أعلن عنها سابقا مثل اللقاح البريطاني واللقاح الروسي ولقاح أكسفورد، لكنها لم تحقق الفاعلية التي أثبتها لقاح فايزر، مؤكدا أن هذا اللقاح لن يكون الأخير، بل هناك 6 آخرين في الطريق للإعلان عنهم وإقرارهم في حالة إثبات فاعليتهم بما سيؤدي للقضاء على الفيروس بشكل تام كما حدث مع مرض شلل الأطفال بعد التوصل للقاح له.

وأشار إلى أن مصر ستحصل على هذا اللقاح فور بدء إنتاجه وسيتم توزيعه على الفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل الأطباء وأطقم التمريض والصيادلة وأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكر والقلب والضغط وأمراض المناعة وكذلك الحوامل، وهو أمر أكده مسئولون في وزارة الصحة.

اعتماد استثنائي

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة والتحاليل الطبية، إن لقاح شركة فايزر ضد كورونا تم تجريبه على 44 ألف شخص، وحقق نتائج جيدة جدا تفوق الـ90%، مضيفا أن هناك بعض الدراسات والبيانات التي ينبغي إعلانها واستكمالها لتقييم مدى فاعلية هذا اللقاح بشكل دقيق، وهل يعمل بشكل أكبر على السلالات المسببة لأعراض شديدة أم أعراض متوسطة وضعيفة وكذلك مضاعفاته.

وأكد "مصباح" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا اللقاح سيحصل على اعتماد استثنائي وقد يتم طرحه في الأسواق بنهاية نوفمبر أو أول ديسمبر المقبل، مضيفا أنه لن يتم توفير أكثر من 100 مليون جرعة في هذا التوقيت، ولكن المفترض أن هذا التطعيم يحصل الشخص على جرعتين منه، وهذا يعني أنه لن يحصل عليه أكثر من 50 مليون شخص فقط.

وأشار إلى أن هناك آمالا أن يتوسع الإنتاج من هذا التطعيم خلال العام المقبل، لتلبية احتياجات كافة الدول، مؤكدا أن اللقاح في حد ذاته خطوة مبشرة، وهناك شركة "موديرنا" تعمل على إنتاج تطعيم آخر، وعلى وشك الانتهاء منه، وهو لقاح له نفس صفات تطعيم شركة فايزر، بما يسهم في توفير فرصة أكبر للعلاج.

وأضاف أن هناك اللقاح الصيني الذي دخل مرحلة التجارب السريرية في مصر والإمارات، وهناك أمل لوجود لقاح خلال الفترة المقبلة، لإيقاف انتشار هذه الجائحة، مؤكدًا أنه مع نهاية العام المقبل قد تكون جائحة كورونا تحت السيطرة، وخاصة أن مصر تسير في مرحلة التجارب السريرية للقاح الصيني مع الإمارات وهو لقاح حقق نتائجا واعدة حتى الآن.