قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، والتي شهدت طفرة قوية خلال السنوات الست الماضية وانعكست في كافة المجالات، مضيفا أنه تم تدعيم علاقات التعاون بين البلدين في المجالات السياسية، العسكرية، الثقافية، التجارية، والاقتصادية.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن توقيت الزيارة هام في ظل التطورات في منطقة البحر المتوسط وضرورة التعاون بين الدولتين في مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، موضحًا أن مصر لها تجربة رائدة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، فمنذ عام 2016 لم يخرج أي مركب لهذه الهجرة من المياه المصرية تجاه أوروبا وهو أمر محل تقدير من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن السيسي يولي أهمية قصوى لتعظيم المصالح المصرية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال دبلوماسية القمة وزياراته الخارجية، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية اليونانية هي علاقات قوية انطلاقا من اعتبارات التاريخ والجغرافيا والدور المحوري الذي تقوم به مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار عبد الحكم إلى أن الرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات مع الرئيسة اليونانية وبعدها مباحثات مع رئيس وزراء اليونان، ثم لقاءً مع وزير الطاقة والبيئة، مضيفًا أنه من المرتقب غدًا أن يعقد لقاءً مع رئيس البرلمان اليوناني وغيره من المسئولين، وذلك في إطار تدعيم علاقات التعاون الثنائي بين مصر واليونان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث أن هناك أوجه تعاون وثيق بين الدولتين من خلال المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى بينهما بشكل مستمر.
وأوضح أنه من علامات العلاقات المتميزة بين الدولتين تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، التي انطلقت في القاهرة في نوفمبر 2014 لتطوير علاقات التعاون بين الدول الثلاث والارتقاء بها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، وتنسيق المواقف حيال القضايا ذات الأولوية على المستوى الإقليمي والدولي في إطار تعظيم المصالح المتبادلة بين الدول الثلاث.
وأشار إلى أن العلاقات بين الدول الثلاث تعمقت في مجال الطاقة والغاز وخاصة بعد توقيع مصر على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص ثم ترسيم الحدود البحرية مع اليونان في أغسطس الماضي، مؤكدا أن هذا التعاون الوثيق انعكس على تدشين منتدى غاز شرق المتوسط في يناير 2019 والذي تحول لمنظمة غاز في هذه المنطقة ومقرها القاهرة في سبتمبر الماضي.
ولفت إلى أن مصر أصبحت المقر الإقليمي لصناعة وتداول الطاقة والغاز نتيجة البنية التحتية التي تمتلكها حيث تضم وحدتي إسالة الغاز الطبيعي في إدكو بالبحيرة ووحدة تسييل الغاز في دمياط، فضلا عن الخبرات المتراكمة لمصر في مجال صناعة الغاز والبترول.