بعد مرور 34 عامًا على رحيله.. جماهير الدراويش تتذكر نجمها
يرتبط الإسماعيلي مع بعض الأحداث التي لا تنساها جماهيره سواء في الفرح أو الحزن وارتبطت أحزانه فى رحيل أفضل نجومه وهم فى ذروة النجاح وقمة الشباب حيث رحل رضا ساحر الكرة المصرية في الستينيات ومن بعده حسن درويش واحد من أفضل المدافعين في تاريخ الكرة المصرية ومن بعدهما جاء محمد حازم الذي رحل يوم 11 نوفمبر عام 1986.
محمد حازم، كانت له طبيعة قيادية لن تتكرر فهو كان كابتن وقائد وعمره 21 عاماً على نجوم أكبر منه سناً ولكنهم كانوا يتقبلون قيادته مثل عماد سليمان وحمادة الرومي حيث حمل شارة قيادة الدراويش في جيل ذهبي في الثمانينيات القرن الماضي.
وحكاية حازم مليئة بالمواقف من بدايته حتى آخر يوم وكلها مرتبط بالأقدار فهو خاض أفضل المباريات وآخرها كأنه يودع العالم في لقاء فريقه أمام غزل المحلة في الدوري عل ستاد الإسماعيلية والذي انتهى بالتعادل السلبي.
وبعدها اتجه للعودة إلى القاهرة بسيارته البيجو الجديدة 504 التي اشتراها قبل الحادث بيوم وطلب من أي لاعب يرغب في العودة معه ان يستعد وبسرعة وبالفعل صحب معه محمود جابر وعلي آغا حارس المرمى وعم فاروق حسنين عامل البوابات وجلس جابر بجانبه ولكن طلب علي آغا منه أن يجلس بجوار حازم لأنه أطول ولن يرتاح في الجلوس بالمقعد الخلفي وبالفعل وبعد الحادث يتوفى حازم في الحال ومعه يرحل علي آغا وفاروق حسانين ويكون الناجي الوحيد هو محمود جابر.
و يروى محمود جابر لاعب الإسماعيلي الأسبق والذي رافق حازم خلال الحادث اللحظات الاخيره فى حياة النجم الكبير ويقول:«ركبنا السيارة مع حازم وخرجنا من الإسماعيلية فنمت لقتل الوقت وبالقرب من الكيلو 74 في اتجاه القاهرة وجدنا سيارة بمقطورة تقف على الجانب الأيمن وتسير بسرعة لا تزيد على 90 كيلومترا، لاحظت أن حازم سرحان، حاول الاتجاه بسرعة إلى اليسار فوجد أنه سيدخل في الرمل في الجزيرة الفاصلة بين الطريقين وبسرعة عاد باتجاهه إلى اليمين فوجد المقطورة بجانبه فعاد مرة أخرى وبسرعة إلى اليسار فانقلبت السيارة عدة مرات جهة الجانب الأيسر إلى أن وبعدها استقرت وفي هذه اللحظة توقفت بعض السيارات التي كانت تسير على الطريق وسأل بعضهم هل أنتم ثلاثة فقلت لهم يوجد زميل رابع وهو الكابتن محمد حازم وبحثت عنه حول السيارة، إلى أن وجدته ممددا على الأرض خلف السيارة فأسرعنا إليه ووجدنا الدماء تنزف منه بغزارة ولم يتفوه بأى كلمة أوتصدر منه أي حركة.
ويعرف عن حازم الحماس والجدية في اللعب وحب الفوز حتى اللقاءات الودية وكانت آخر كلماته فى السيارة قبل الحادث في السيارة قبل الحادث بثوان قليلة "كنا نريد أن نفوز لنعيد البسمة إلى قلوب جماهيرنا ونصالحهم بعد أن فقدها عقب خروجنا من بطولة كأس إفريقيا" وركز حديثه على الكرة التي هيأها لفوزي جمال أمام المرمى الخالي وقال: "كان من الممكن جداً أن أسجل منها هدفاً لكنني فضلت أن أمررها إلى فوزي لكي تكون هدفاً مؤكداً ولكن ضاعت الفرصة".
وحكاية محمد حازم مع كرة القدم بدأت بلعب الكرة في حواري وشوارع شبرا وحاول التقدم لناشئي الأهلي أو الزمالك، إلا أنه رفض، وصمم على أن يبدأ حياته بالإسماعيلي بعد أن فتح النادي باب الاختبارات بمركز شباب الجزيرة أيام التهجير لأهالي مدن القناة كان عمره في ذلك الوقت 11 سنة ونجح في الاختبارات وانضم لفريق 14 سنة وأشرف على تدريبه العربي أحد علامات الكرة بالإسماعيلي.
وبعد العودة من التهجير اجتمعت الأجهزة الفنية لفرق ناشئين 16 و18 و21 عاماً لتصفية اللاعبين فاستقروا على 5 لتدعيم الفريق الأول أصغرهم محمد حازم ذو الـ17 ربيعا. وتابعه طومسون المدير الفني للإسماعيلي وأبدى إعجابه به ودفع به في الشوط الثاني في مباراة الفريق أمام السويس عام 1977.
في هذا الموسم، سطع نجم حازم بشدة، وتألق أمام الترسانة فأحرز هدفاً وأضاع ضربة جزاء.
محمد حازم انطلق في فترة الثمانينات، اشترك خلال مشواره في 197 مباراة بالدوري محرزاً 63 هدفا ولعب 21 مباراة في كأس مصر، لعب 15 مباراة دولية ضمن صفوف المنتخب المصرى إضافة إلى 8 مباريات إفريقية خلال مشاركة الإسماعيلى في بطولة إفريقيا للأندية أبطال الكأس.
تتوالى أهداف حازم مع بداية موسم 79/1980 حيث سجل هدفين من 34 مباراة للإسماعيلي، وفي موسم 80/81 سجل حازم هدفين من 18 مباراة للإسماعيلي، وفي موسم 81/1982 سجل 8 أهداف من 23 مباراة للإسماعيلي، وجاء ثانيا خلف جمال جودة هداف الدوري.
في الموسم التالي 82/1983 سجل 7 أهداف في 21 مباراة، وفي موسم 83/1984 أحرز 7 أهداف ليأتي ثانياً بعد أيمن شوقي هداف الدوري بفارق هدف.
وفي موسم 84/1985 يحصل على لقب هداف الدوري برصيد 11 هدفا ويكرر الإنجاز للعام الثاني على التوالي ويفوز بلقب هداف الدوري بنفس الرصيد 11 هدف.
تشهد بداية موسم 86/1987 أخر بصماته التهديفية عندما سجل في لقاء السويس يوم 16 أكتوبر 1986، أخر أهدافه بالدوري، سجل في جميع فرق الدوري.
أما أخر أهداف محمد حازم الإفريقية فكانت في مرمى الأهلي في مباراة الدور قبل النهائي بالإسماعيلية وسجله في مرمى إكرامي.
أما على مستوى اللعب بالمنتخب فحازم لم بأخذ حقه ولا دوره بالشكل المناسب رغم امكانياته وما يقدمه على مستوى فريقه وهذا الأمر كان يترك أثر غير طيب لديه.
ولا تنسى جماهير الاسماعيلى مرور ٣٤ عاما على رحيله حتى الآن ندائها الشهير "يالا يا حازم صحى النوم وحط الكرة في قلب الجون".
مع كل المباراة فقد كان هو نجمها ومحبوبها مثل رضا وربطت الأقدار بينهما في الشهرة والحب والموت في حادث سيارة وعن عمر 26 عاماً، رحم الله النجمين الكبيرين.