حملوا قنوات الأندية مسؤولية الاحتقان.. خبراء: "لا للتعصب" تدعم الروح الرياضية قبل النهائي الإفريقي
أشاد خبراء الإعلام بالمبادرة التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الشباب بعنوان "لا للتعصب"، وذلك مع اقتراب نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك يوم 27 نوفمبر الجاري، مؤكدين أن هذه المبادرة تستهدف تأكيد الروح الرياضية ونبذ العنف والتعصب، حيث تسهم القنوات الخاصة بالأندية في زيادة حدته لكن الهيئات الإعلامية عليها دورا كبيرا في مواجهته وبالفعل خلال الفترة الماضية أصدرت عدة قرارات لمواجهة ذلك.
وفي وقت سابق، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الشباب والرياضة عن إطلاق مبادرة "مصر أولا .. لا للتعصب" بمناسبة المباراة التاريخية، وأفاد بيان مشترك بأنه ستقام مائدة مستديرة صباح غد الخميس بمقر المجلس بماسبيرو سيتم خلاله عمل شعار للمباراة قبل توزيعه على وسائل الإعلام وفي ملعب المباراة.
وأكد الجانبان ضرورة الالتزام الكامل بقواعد التغطية الإعلامية النظيفة لمباراة الأهلي والزمالك والحرص على إشاعة الروح الرياضية بين جماهير الناديين والبعد تماما عن كل صور الإساءة والافتعال.
كما شدد الجانبان على تطبيق الضوابط التي تحفظ للرياضة رسالتها وعدم استخدام الوسائل والأساليب التي تسيء لجمهور الناديين من قبل وسائل الإعلام وعدم افتعال المشاكل والتراشق اللفظي, أو اللجوء إلى الاستفزاز وبث الفتن بين الجماهير.
وناشد الجانبان وسائل الإعلام كافة بالحرص على إشاعة أجواء إيجابية، تسهم في إخراج هذا اليوم في أحسن صورة والتركيز على الأحداث والسلوكيات الإيجابية المرتبطة بالقيم الرياضية ونشرها بين الجميع.
كما أطلقت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق الشوربجي مبادرة لنبذ التعصب الرياضي بين جماهير قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك خلال المباراة النهائية لـ دوري أبطال إفريقيا، حيث أكد عبد الصادق الشوربجي أن تلك المبادرة تأتي بهدف نشر وإعلاء مبادئ التسامح بين جماهير الأهلي والزمالك، مع التشديد على ضرورة الابتعاد نهائيا عن التعصب الرياضي مع إرساء مبادئ الروح الرياضية بين كافة الجماهير.
وكشف رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أن صورة فرحة الرياضة المصرية تكتمل بحصد لقب دوري أبطال إفريقيا سواء بين الأهلي أو الزمالك بالتشجيع المثالي بين الجماهير وعدم والتعصب والفرحة بأن لقب دوري الأبطال عاد إلى مصر بعد غياب سنوات.
دور الهيئات الإعلامية
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن التعصب هو أمر مرفوض أخلاقيا في مجال الرياضة التي ينبغي أن تتسم بالروح الرياضية ونبذ العنف، مشيرا إلى أن الإعلام الرياضي وخاصة القنوات الخاصة بالأندية مثل قناتي الأهلي والزمالك بما تقدمه من شكل يتنافى مع الروح الرياضية تؤدي لمزيد من التعصب، فخلال الفترة الماضية قدمت نماذج بعيدة عن الرياضة، وساهمت في إشعال التعصب.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه القنوات لم تعد تتناول قضايا الرياضة وإنما الهجوم على أشخاص بما ساهم في زيادة حدة التعصب، مشيرا إلى ضرورة أن يعود الإعلام الرياضي لتقدم مواد رياضية داعية للروح الرياضية والتعاون بين الأندية، وأن تكون كل المؤسسات الرياضية قدوة في تعاملاتها للمشجعين وللأندية.
وشدد على ضرورة أن تواجه الهيئات الإعلام أي خروج عن المهنية والأخلاقيات في الإعلام الرياضي وأي دعوة قد تؤدي لمزيد من التعصب، وأن يكون لها دورا فاعلا في ذلك، مضيفا أن المجلس الأعلى للإعلام خلال الفترة الماضية أخذ عدة قرارات لمواجهة خروج بعض وسائل الإعلام الرياضي عن المهنية وبث مواد تؤدي للتعصب وأوقفت عدة برامج.
وأضاف أن الهيئات المنظمة للإعلام بإطلاقها مبادرة لا للتعصب، تزامنا مع اقتراب المباراة النهائية بين الناديين الأهلي والزمالك في دوري أبطال أفريقيا، وهذه الخطوة أمر مطلوب ليس فقط من قبل الهيئات الإعلام ولكن أيضا من الأندية ذاتها، لإزكاء الروح الرياضية لدى الجماهير والبعد عن التعصب في قنواتهما.
تأكيد الروح الرياضية ونبذ العنف
ومن جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن مبادرة لا للتعصب التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة ووزارة الشباب هي مبادرة جيدة للغاية، لافتة إلى أن التحلي بالروح الرياضية، ونبذ التعصب الكروي هما أساسا الرياضة الحقيقية المعروفة بالمنافسة الشريفة والدافعة لتكوين الصداقات، وخلق العلاقات الوثيقة.
وأكدت في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن المبادرة في وقتها حيث تزداد قيمتها في الفترة الراهنة، لتأكيد الروح الرياضية والسلام ليس فقط مجرد سلام بالأيادي عند بدء المباريات، موضحة أن هذا من سمات الرياضة السمحة، التي تدعو قواعدها الأخلاقية الجميع لتقبل الخسارة والفوز، والاستمتاع بالنتيجة بعيدا عن خلق بيئة الخلاف والتعصب.
وأضافت أنها تأمل أن تجني المبادرة ثمارها عاجلا، وأن نلمس تغيرا ملحوظا وعدم تعصب مع اقتراب موعد لقاء القارة الإفريقية بين المارد الأحمر الأهلي، والقلعة البيضاء نادي الزمالك في 27 نوفمبر الجاري؛ موضحة أن الأمر يختلف هذه المرة لأن الفريقين يمثلان ركيزتا الكرة المصرية، ويساندهما جماهير غفيرة.
وناشدت وسائل الإعلام والجماهير أن تستجيب لدعوة نبذ التعصب، وذلك لأنه إن فاز الأهلي، أو الزمالك، فهذا يعني أن مصر لم تخسر؛ لأن التشجيع يجب أن يكون لمصر دائما، والأهلي والزمالك يمثلان مصر، ولن يفهم ذلك إلا ذوو الروح الرياضية الطبية، والمترفعين عن التعصب بالقواعد الأخلاقية للرياضة.
وأكدت أهمية تعدد أنشطة مبادرة لا للتعصب واستمرار دعوتها للتحلي بالروح الرياضية، وذلك لأن التشجيع أصبح حربا أسلحتها الألفاظ غير المقبولة في الحوارت الجدالية، بل تخطى ذلك ليصل حد التنمر والعنف مؤخرا، ما أودى إلى عدد من الضحايا المشجعين، موضحة أن الإعلام الرياضي دوره التوعية بالأخلاقيات وأساليب التشجيع وخلق روح التسامح المفقودة.
ووصفت عميد الإعلام الأسبق بعض أساليب الحوار في الإعلام الرياضي بأنها أذهبت بعض الأخلاق الرياضية وتسببت في الحالة التي نعيشها من التعصب البالغ، والعنف لشديد، وعدم قبول الرأي الآخر، ليس فقط بالكلام، بل بالتعدي الفعلي ما نجم عنه توتر علاقات مع دول أخرى شقيقة لمصر في وقائع سابقة.
وأكدت أن الإعلام الرياضي أول من يلزمه الاستجابة لدعوة المبادرة بنبذ العنف وبث روح التسامح، من خلال تغييره المنهجية التي يعالج ويحلل بها القضايا والمباريات الرياضية، مشيرة إلى أنه يجب تصحيح أوضاع الإعلام الرياضي كوسيلة إعلامية تملك ميزة التأثير على المتابعين، وتملك جماهير وفيرة، ليمارس دوره في كل بقاع مصر بإحلال طرق بديلة للحوار، ووضع قواعد لرفض التعصب وتخفيف حدة الحوار، وعدم قبول البذيء من الألفاظ من قبل الضيوف؛ تجنبا لتأثر المشاهد نفسيا بانحيازه لرأي من يشاركه تشجيع فريقه، وخلعه رداء التسامح وخلق بيئة خصبة للتعصب، وتحول اللعبة المسلية لحلبة مصارعة رأي المشجع فيها صواب لا يقبل الخطأ، ورأي مشجع أي فريق سواه خطأ ولا يحتمل الصواب.