اجتمع المجلس التشريعي في هونج كونج، اليوم الخميس، مع غياب كل النواب المؤيدين للديمقراطية بعد يوم على استقالتهم الجماعية التي حولت برلمان المنطقة إلى تجمع لنواب مؤيدين للصين.
وجاءت هذه الاستقالات بينما تستهدف حملة قمع متصاعدة تقوم بها السلطات المحلية المتحالفة مع الحكومة الصينية، المعسكر المؤيد للديمقراطية والمعارضين.
وتقوم الصين بحملة لإحكام سيطرتها على المستعمرة البريطانية السابقة التي يفترض أن تتمتع بشبه استقلالية بعد عام من التظاهرات التاريخية التي شهدتها.
وقرر النواب الـ 15 المؤيدون للديموقراطية الليلة الماضية، الاستقالة احتجاجًا على عزل 4 من زملائهم بموجب قرار اتخذته إحدى اللجان التشريعية الرئيسية في الصين ويسمح بإقالة أي نائب يعتبر تهديدًا للأمن القومي من دون اللجوء إلى المحكمة.
ودعا النائب المؤيد للديموقراطية لام تشوك تينج، للصحفيين المجتمعين بالقرب من البرلمان اليوم الخميس، سكان هونج كونج إلى "الاستعداد لفترة طويلة للغاية لن يسمع فيها سوى صوت واحد في المجتمع". وأضاف "إذا كنت معارضًا فعليك الاستعداد لمزيد من الضغوط".
وأُلغي ترشيح النواب الأربعة الذيت تمت إقالتهم من بين 12 مرشحًا، للانتخابات التشريعية في المدينة في أواخر يوليو الماضي.
وكان يُفترض إجراء هذه الانتخابات في 6 سبتمبر الماضي، إلا أنها أُرجئت لعام بسبب تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
وهذه الاستقالات هي أحدث ضربة تتلقاها الحركة المؤيدة للديمقراطية التي تتعرض لهجمات مستمرّة من جانب الصين بعد فرضها في أواخر يونيو الماضي، قانونًا حول الأمن القومي. ومنذ ذلك الوقت، تم توقيف عدد كبير من الناشطين فيما اختار آخرون مغادرة المنطقة.
وجاء هذا القانون ليضع حدًا لتظاهرات حاشدة وغالبًا عنيفة استمرت شهورًا وهزّت المدينة العام الماضي، كما ساهم في تعزيز بشكل كبير قبضة النظام المركزي الصيني على هونج كونج. ويندد عدد من الناشطين المؤيدين للديمقراطية بهذا القانون معتبرين أنه يقمع الحريات.
ومنذ بدء التظاهرات، اعتُقل أكثر من عشرة آلاف شخص بينما تغرق المحاكم بعدد القضايا الهائل التي يجب البتّ بها، ومعظمها يتعلق بنواب معارضين وكذلك شخصيات من الحركة المؤيدة للديمقراطية.
وبحسب منتقدي القانون حول الأمن القومي الذي تم تبنيه عبر الالتفاف على المجلس التشريعي، فإن النصّ يوجّه ضربة قاضية لمبدأ "بلد واحد ونظامان" الذي كان يُفترض أن يضمن حتى عام 2047 الحريات غير المعترف بها في الصين القارية.