رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أوروبا تتصدى لإرهاب الإخوان.. حوادث إرهابية وهجمات دامية تبنتها تنظيمات خرجت من عباءة الجماعة

12-11-2020 | 15:47


على مدار السنوات العشر الماضية، كانت القارة الأوروبية في مرمى نيران الإرهاب، حيث شهدت العديد والعديد من الحوادث الإرهابية في شتى دولها، بين حوادث طعن ودهس وانفجارات في عدة محافل وهجمات دامية، أودت بحياة المئات، نفذتها عدة تنظيمات إرهابية تحت مسميات مختلفة إلا أنها في النهاية خرجت جميعها من عباءة تنظيم الإخوان الإرهابي.


وهو الأمر الذي جعل "هيئة حماية الدستور" في ألمانيا وهي هيئة الاستخبارات الداخلية تصف الجماعة الإرهابية بأنها أخطر على البلاد والديمقراطية من تنظيمي داعش والقاعدة، الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا لمواجهة هذا التهديد.


لكن إدراك هذه الحقيقة جاء متأخرا فعلى مدار عقود ظلت القارة الأوروبية ملاذا آمنا للجماعة الإرهابية وعناصرها، بل أنه على الرغم من أحداث العنف والإرهاب التي شهدتها لم تصنف أي من هذه الدول الإخوان كجماعة إرهابية، إلا أنهم بدؤوا يدركون مؤخرا خطر الجماعة والتصدي لها وتحفيف منابع تمويلها من عدة مصادر.


وكان آخر تلك الحوادث الإرهابية، حادث فيينا، حيث هاجم المسلحون 6 مواقع في وسط العاصمة ونفذوا عمليات إطلاق نار، قرب كنيسة في العاصمة النمساوية، فيينا، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة ما يقرب من 22 شخصا، وعقب هذا الحادث، نفذت السلطات بالنمسا ما عرف باسم "العملية رمسيس" المعنية بمكافحة التطرف والإرهاب.


وداهمت قوات الشرطة النمساوية مقرات جماعة الإخوان وجماعة حماس في 4 ولايات، بمشاركة 1000 ضابط وجندي من الشرطة والاستخبارات الداخلية، واستهدفت المداهمات على نطاق واسع جمعيات يشتبه في علاقتها بجماعة الإخوان وحماس، فيما أسفرت هذه المداهمات عن حصر مبالغ نقدية قدرها 25 مليون يورو نقدا وتم مصادرتها وفقا لمصادر نمساوية.


داعش ينفذ الهجمات الأكبر في فرنسا 

كان تنظيم داعش، وراء الهجمات العنيفة التي هزت فرنسا في 13 نوفمبر 2015، حيث وقوع سلسلة من الهجمات الإرهابية المتزامنة في باريس وضاحيتها الشمالية سان دوني، شملت إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، استهدفت مسرح "باتاكلان" وشوراع بيشا وأليبار ودي شارون ومحيط ملعب فرنسا.


وأدت هذه الهجمات التي وصفها تنظيم "داعش" الإرهابي بأنها هجمات11 سبتمبر الفرنسية، إلى مقتل 130 قتيلا وأكثر من 400 جريح، وهي حصيلة تعد الأكبر في تاريخ فرنسا من حيث عدد الضحايا، كما وصفت بأنها الأكثر على باريس منذ الحرب العالمية الثانية.


وفي يوليو 2016، شهدت فرنسا أيضا حادث دهس تونسي مقيم في فرنسا، يدعى محمد لحويج بوهلال، بشاحنة كان يقودها حشود المحتفلين بـ"يوم الباستيل"، حيث أسفر الهجوم عن مقتل 87 شخصا وإصابة 434 آخرين، وكذلك أعلن تنظيم "داعش" تبنيه للهجوم فيما بعد.


حوادث دهس في أنحاء متفرقة

وشهدت ألمانيا في ديسمبر 2016، عملية دهس في سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين، باقتحام شاحنة كان يقودها التونسي أنيس العامري، الحشود في السوق، وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 56 آخر.


وفي مارس 2017، وقعت أيضا علملية دهس على جسر وستمنستر في ساحة البرلمان وسط العاصمة البريطانية لندن، نفذها البريطاني أدريان راسل ألمس، الذي تسمى باسم خالد مسعود بعد اعتناقه الإسلام، حيث أسفر الحادث عن مقتل 3 أشخاص من المارة على الجسر بسيارة وأصاب العشرات، ثم طعن ضابط شرطة وحاول الوصول إلى مبنى البرلمان البريطاني.


بريطانيا في مرمى الإرهاب

كانت أيضا بريطانيا هدفا للإرهاب، ففي مايو 2017، وقع تفجيرا انتحاريا في مدينة مانشستر البريطانية، ضرب استاد "مانشيتر أرينا" أثناء حفل موسيقي للمغنية الأمريكية الشهيرة أريانا غراندي، ويعد هو الهجوم الأعنف في بريطانيا منذ يوليو 2005، حيث أسفر عن مقتل 23 شخصا وتسبب بإصابة 250 آخرين، وتبنى تنظيم داعش الهجوم وأعلنت السلطات البريطانية أن منفذ الهجوم يدعى سلمان العبيدي مولود في بريطانيا لعائلة مهاجرة من ليبيا.


وفي يونيو 2017، وقعت أيضا سلسلة هجمات في جسر لندن نفذتها مجموعة من 3 أشخاص، بسيارة "فان"، ودهسوا المارة على جسر لندن، ثم خرجوا من السيارة، وطعنوا مرتادي مطاعم ومقاهي بالسكاكين في منطقة بورو ماركت، أسفر الهجوم عن 11 قتيلا و48 جريحا، وتبناه تنظيم "داعش"، حيث نفذه البريطاني من أصل باكستاني هرام بات، والليبي المغربي رشيد رضوان، والإيطالي من أصل مغربي يوسف زغبة.


تفجيرات بروكسل

طالت الأحداث الإرهابية الدامية أيضا بروكسل، ففي مارس 2016 وقعت سلسلة تفجيرات في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل ومحطة القطارات "مالبيك" القريبة من مقر الاتحاد الأوروبي، والتي أسفرت عن مقتل  35 شخصا وإصابة 340 آخرين، حيث أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها، جاء ذلك بعد اعتقال المتهم به الرئيس بتدبير هجمات باريس، صلاح عبد السلام، وهو فرنسي من أصل مغربي في ضاحية مولنبيك ببروكسل.


تنظيمات خرجت من رحم الإخوان

وتعد الجماعات والتنظيمات الإرهابية المعاصرة مثل داعش والنصرة وبوكو حرام وغيرهم قد خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين، ويستقون أفكارهم من سيد قطب وغيره من منظرى الجماعة الإرهابية، حسبما وصفهم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، حيث أكد أن جماعات الإسلام السياسى مثل جماعة الإخوان المسلمين روجت منذ نشأتها لفكرة "حتمية الصراع" وكأنهم يروجون لنظرية صراع الحضارات، وهو ما نصت عليه أدبيات حسن البنا منذ نشأة الجماعة مرورًا بسيد قطب الذى استقى أفكاره من أبى الأعلى المودودى.


فيما أكد تقرير مؤشر الفتوي العالمي التابع لدار الإفتاء، أن فتاوى الإخوان والسلفيين الجهاديين ومن يحملون فكرهم بوابة الشباب الأوروبي إلى صفوف التنظيمات الإرهابية، مؤكدة أن هذه الفتاوى انعكاس لفتاوى القاعدة و"داعش"، فقد مثلت فتاواهما الإخوان والسلفية «55%» من جملة الفتاوى في أوروبا، في حين استحوذت فتاوى تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين على النسبة الباقية والتي جاءت بنسبة «45%».


وبرر مؤشر الفتوى هذه النسبة بوجود الإخوان المدعومين من تركيا والسلفيين الجهاديين بصورة شبه رسمية في هذه المجتمعات، من خلال المراكز الإسلامية والمنصات الإعلامية التي تمتلكها هذه الجماعات والتي تكون منبرًا لنشر أفكارهم، في الوقت الذي يتعذر فيه وجود تنظيمي القاعدة وداعش على الأرض، أو امتلاك أي من هذه الأدوات بجانب إنفاق أغلب وقتهما في ممارسة التطرف العنيف على أرض الواقع.


وطالب المؤشر العالمي للفتوى بضرورة وجود مرجعية إسلامية معتدلة في أوروبا يكون لها اليد العليا في ضبط الخطاب الإفتائي، والتنبيه على عدم الانسياق وراء أفكار التنظيمات المتطرفة.