تحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد الفنانة هند رستم والتي تعتبرًا رمزًا من رموز السينما المصرية وواحدة من أهم نجماتها، والتي رحلت عن عالمنا في 8 أغسطس 2011 عن عمر يناهز 79 عامًا.

ولدت الفنانة "ناريمان حسين مراد" الشهيرة بهند رستم يوم 12 نوفمبر عام 1931، في حي محرم بك فقررت بمحافظة الأسكندرية في عائلة أرستقراطية، والدها من أصل تركي وكان يعمل ضابط شرطة، ووالدتها مصرية المنشأ.

عاشت رستم حياة قاسية جدًا وخاصًة بعدما قرر والديها الانفصال؛ بسبب المشاكل التي نشبت بينهما، وبعد فترة قصيرة تزوجت والدتها، وقررت هند الذهاب للعيش معها في منزلها، ولكن المعاملة لم تكن معاملة أم لأبنتها ترك والدتها والهروب إلي محافظة الأسكندرية للعيش مع والدها.

قرر حسن أفندي مراد رستم والد الفنانة هند رستم الاهتمام بها وأن يعلمها تعليمًا يجعل الأم تندم وتبكي تحسرًا على ما فعلته بأبنتها، فألحقها بمدرسة فرنسية  يتعلم بها أبناء الذوات ، لتتعلم هند التفكير السليم والتحرر من القيود التي عفا عليها الزمن بالإضافة إلي المواد الدراسية والعلمية التي تحدث فارقا كبيرا في تكوين شخصيتها ونمو ثقافتها.

كانت رستم تشارك في الحفلات المدرسية بالرقص والتمثيل والغناء، ونما بداخلها تدريجيًا حب السينما، وباتت تحلم باليوم الذى تصبح فيه مثل هؤلاء النجوم والنجمات، يلتف حولها المعجبون ويطلبون منها التوقيع على"أوتوغراف".

وكانت بداياتها في السينما عندما ظهرت ككومبارس صامت في العديد من الافلام أبرزها "فيلم غزل البنات"، عندما وقفت خلف الفنانة ليلي مراد لتغني ورائها أغنية" إتمخطري واتمايلي يا خيل"، وصولًا لأول مشهد تتحدث فيه في فيلم" الستات ميعرفوش يكدبوا"، والذى قام ببطولتة الفنان إسماعيل ياسين مع الفنانة شادية، و تدور قصته حول ثنائي تزوجا بعد قصة حب، حيث يعاني الزوج من كذب زوجته المستمر ويقرر السفر إلى باريس للابتعاد عنها، فتأتيه رسالةٌ من زوجته تقول فيها أنّها حامل وعليه القدوم لرؤية طفله.

وبالطبع كانت الرسالة تلفيقًا وكذبًا منها، فقد استعارت ابن أحد الأصدقاء ، ثم استعارت طفلين آخرين فيما بعد. و يكتشف الزوج كذب زوجته فيقرر الإنفصال عنها بالطلاق، لكن هذه المرة يحدث الحمل فعلًا فتطلب منه العدول عن رأيه وتعده بعدم الكذب.

واستمرت مشاركة هند بأدوار صغيرة في بداياتها، وظهرت نجوميتها في عالم الفن بعد أن إرتبطت بالمخرج حسن رضا، حيث قادتها الصدفة لمكتب شركة الأفلام المتحدة لتشارك عام 1947 في فيلم "أزهار وأشواك" بدور صغير مع الفنان يحيى شاهين، من هنا رآها المخرج حسن رضا وأعجب بجمالها وأنوثتها وقرر الزواج بها.

بعد أن تزوجت هند رستم المخرج حسن رضا وأنجبت منه إبنتها الوحيدة"بسنت"، بدأت رحلة النجومية في حياتها وأصبحت تقدم أدوارًا بطولية، حيث برعت في تقديم أدوار الإغراء ولقبت بمارلين مونرو الشرق، "شقراء الشرق"، ويرجع هذا اللقب إلي الشبة الكبير بين الفنانة هند رستم والفنانة مارلين مونرو، ومن هنا أصبحت ملكة الإغراء بلا منازع أو منافس.

وفي عام 1958 شاركت الفنانة في فيلم "باب الحديد"، والذى أخرجه يوسف شاهين وأنتجه جبرائيل تلحمي، وهو الفيلم الذى شارك فى مهرجان برلين السينمائى و أستطاعت هند رستم أن تبرز موهبتها فى هذا الفيلم من خلال شخصية " هنومة " بائعة المياه الغازية فى محطة مصر . 

شاركت هند رستم عام 1966 فى فيلم  "سيد درويش" مع الفنان كرم مطاوع ومن إخراج أحمد بدرخان. ويتناول  قصة حياة سيد درويش وقصة حبه مع الراقصة جليلة، وموضحًا موقفه خلال أحداث ثورة 1919. وحاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم من مهرجان المركز الكاثوليكي في مصر لعام 1967.

كانت رستم تمتلك طاقة فنية هائلة، كما كانت نموذج صارخ للمرأة المثيرة والجميلة،  وهذا ما دفع المخرج حسن الإمام إلى أن يكتب لها خصيصًا فيلم " بنات الليل".

وحققت هند رستم نجاحات كبيرة، وكانت أفلامها الأعلى إيرادات في شباك التذاكر، بعد تقديمها فيلم "بنات حواء"، "الجسد"، "حب في الظلام"، كل هذا أغري حسن الإمام، وجعل المنتجين يتهافتون عليها لكسب ودها.

قدمت رستم 5 أفلام متتالية، كان من أهمها علي المستوي النقدي فيلم" شفيقة القبطية"، وفيلم"الراهبة".

وفي عام 1955 قدمت دور إغراء في فيلم "الجسد"، مما جعل النقاد يعجبون بها وبشدة ويكتبون عنها، والجميل أن هند رستم لم تكن نجمة سينما عادية، فقد كانت تتقن التمثيل والرقص وتجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى قوامها الجميل ووجهها الأجمل وشعرها الأشقر.

وفي عام 1959 قدمت نرجس في فيلم "صراع في النيل" وكانت تقوم فيه بأداء دور شخصية يتم استغلالها من قبل عصابة، للإستيلاء على أموال الشاب محسب، الذي جاء إلى القاهرة لشراء صندل بحري جديد، لكن يقف الريس مجاهد لها بالمرصاد، حتى تلقى الراقصة حتفها بسقوطها في مياه النيل، وذلك ضمن أحداث فيلم "صراع في النيل" عام 1959 بطولة هند رستم، عمر الشريف، رشدي أباظة، تأليف علي الزرقاني، وإخراج عاطف سالم.

وفي عام 1960 شاركت هند رستم، في فيلم "بين السماء والأرض"، والذي دارت أحداثه داخل مصعد كهربائي يتعطل لعدة ساعات، ويضم عدد من الشخصيات المختلفة والمتنوعة لا يعرفون بعضهم البعض، ما بين فنانة جميلة، وحرامي، ومجنون، وسفرجي، وامرأة حامل، ورجل متصابي يترك زوجته ويذهب لخطبة فتاة صغيرة، وامرأة خائنة تواعد رجلًا آخر، وفتاة تريد اللحاق بحبيبها قبل انتحاره.

فيلم "بين السماء والأرض" قصة نجيب محفوظ، سيناريو وحوار السيد بدير، إخراج صلاح أبوسيف، بطولة هند رستم، عبدالسلام النابلسي، عبدالمنعم إبراهيم، سعيد أبوبكر، زيزي مصطفى، محمود المليجي.

قدمت الفنانة هند رستم خلال مشوارها الفني ما يقرب من 74 فيلما سينمائيًا، وكان فيلم "حياتي عذاب "آخر أعمالها"، والذي قدمتة عام 1979.

أطلق عليها لقب "مدام فياض" بعد زواجها من الدكتور محمد فياض طبيب أمراض النساء الشهير، وكان هذا اللقب هو المحبب والمفضل لها، لأنه كان هناك قصة حب كبيرة جمعت بينهما المشهور، بعد أن ظلت بدون زواج لمدة 7 سنوات على أثر طلاقها من والد ابنتها المخرج حسن رضا .

وفي عام 1961 تم زواجها من الطبيب الذى كان ما زال في بداية حياتة لا يمتلك شقة للسكن ، بينما كانت رستم في قمة شهرتها وتسكن في شقة بالزمالك على النيل ، في هذا الوقت كان عمر طفلتها "بسنت"10 سنوات ، وعاملها فياض بكل لطف وحنان وأعتبرها إبنته التي لم ينجبها .

وجاء قرار إعتزالها من منطلق شعورها بأن اسمها لم يوضع في مكانة لائقة، وأنها كانت تشترط ترتيبًا معينًا على التيترات.

توفيت الفنانة هند رستم 8 أغسطس من عام 2011 تاركةً وراءها رصيدًا فنيًا كبيرًا يقارب السبعين

فيلمًا.