جماعة منحرفة تستغل الدين.. خبراء: بيان هيئة "كبار العلماء" السعودية يحسم مصير "الإخوان"
وصف خبراء ومحللون بيان هيئة كبار العلماء السعودية، الذي يعتبر تنظيم الإخوان، جماعة إرهابية، بأنه بيان وافٍ، وشامل، ويضيق المساحة أمام الجماعة الإرهابية، كما يضعها في صورتها الحقيقية أمام الشعوب، موضحين أن هذا البيان يمثل خطوة مهمة لتصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا على المستوى الدولي.
وأكدت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، أمس، رسميا، أن الإخوان جماعة إرهابية، "لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي الدين الحنيف، وتستتر بالدين لتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب".
وأوضحت هيئة كبار العلماء أن الإخوان "جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم".
وأضافت: "من ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم".، داعية "الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها".
الفصل الأخير
من جهته أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن بيان هيئة كبار العلماء حول جماعة الإخوان الإرهابية، هو الفصل الأخير في تاريخ الجماعة المحظورة التي تشرف على نهايتها، موضحا أن البيان استفاض في توضيح كافة صفات الجماعة المحظورة التي تسيء للإسلام والمسلمين، إذ إن الجماعة تسعى دائمًا لتقسيم المجتمعات ونشر الفوضى، فتحريض المواطنين على الشغب وممارسة العنف جزء أصيل في استراتيجية الجماعة الإرهابية.
وشدَّد على أن بيان هيئة كبار العلماء جاء بعد دراسة طويلة ومتأنية لمنهاج وفكر جماعة الإخوان الإرهابية التي ثبت -كما جاء في البيان- أنه "يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شُبَه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم"، من أجل تحقيق مصالحها الذاتية التي لا علاقة لها بالإسلام، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، كما أنها تنظر إلى المجتمعات غير المسلمة على أنها مجتمعات كافرة.
خطوة مهمة
وفي هذا السياق، قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن بيان هيئة كبار العلماء السعودية الذي أكد "أن جماعة الإخوان هي جماعة إرهابية لا تمثل الإسلام" خطوة مهمة وتضيق المساحات أمام الجماعة بشكل كبير وتضعها في صورتها الصحيحة، مؤكدا أنه يوما تلو الآخر تتأكد الدول الكبرى أن الإخوان يشكلون خطرا إرهابيا حقيقيا ونشاطها يساهم في تدمير المجتمعات ومناهضة مشروعات الدول الوطنية.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العديد من الدول والتقييمات كشفت حقيقة الإخوان كجماعة إرهابية مما يؤكد الرؤية المصرية ويخلق اتحادا من أجل محاربة التطرف والكراهية والإرهاب، مضيفا أن الإرهاب في الوقت الراهن ومنذ عدة سنوات هو إرهاب عابر للحدود وليس قاصرا على دولة بعينها مما يتطلب التكاتف والتعاون بين الدول.
وأشار إلى أن هذا التعاون سيعزز من سبل مكافحة الإرهاب وتأمين العالم أجمع من نشاط خطير مثل هذه الأنشطة التي كانت جماعة الإخوان تدعمه بقوة في أكثر من ساحة، مضيفا أن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في السعودية خطوة تعزز بشكل كبير المواجهة الدولية للجماعة، وبدء اتخاذ إجراءات في هذا الشأن بمختلف أنحاء العالم.
وأكد أن بيان هيئة كبار العلماء السعودية جاء وافيا وشاملا، وتصنيف الجماعة كجماعة إرهابية في السعودية يتزامن مع حديث أوروبي حول ضرورة التعامل مع الجماعة بشكل أمني، وتمت وقائع لمصادرة أموالها والقبض على عناصرها في أكثر من دولة من بينها النمسا، مضيفا أن الدول الأوروبية بدأت تتحدث بلهجة جديدة عن جماعة الإخوان بعدما كانت لفترة طويلة تتساهل معها في نشاطاتها وتوفر لها ملاذات آمنة، وبدأت تضيق مساحات تحرك الإخوان.
وأضاف أن الأمر في طريقه إلى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية على المستوى الدولي أو في مناطق أخرى مؤثرة مثل أوروبا على وجه التحديد، حيث تعد أوروبا هي الأكثر ترجيحا في الفترة المقبلة لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
فضح الجماعة
وقال سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن بيان هيئة كبارة العلماء في السعودية بتأكيد أن الإخوان جماعة إرهابية منحرفة هو إضافة لها بعد ديني وشعبي، حيث أكد أن الجماعة التي تتحدث باسم القرآن والسنة ولكنها مخالفة لتعاليمهم ولا تمثل الإسلام، وهو أمر يجعل الشعب السعودي والعربي على قناعة بحقيقة هذه الجماعة ومخالفتها للسنة للمعتدلة والتفسير الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المملكة العربية السعودية تصنف جماعة الإخوان منذ ما يقرب من 7 سنوات، إلى جانب مصر والإمارات والبحرين، بموجب القانون ويعتبر الانتماء لهذه الجماعة جريمة يعاقب عليها القانون ويحال مرتكبها لمحكمة الإرهاب.
وأشار إلى أن فكرة الحصار الدولي لجماعة الإخوان وتصنيفها كجماعة إرهابية على المستوى الدولي ومن بينه دول الاتحاد الأوروبي هو أمر له حسابات أخرى لدى هذه الدول ويخضع للمواءمات، لأن أجهزة مخابرات الدول الأجنبية لها إدارات للجماعة الإرهابية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، فهم يستخدمون الجماعة ويوظفونها لتحقيق أهدافهم.
وأكد أنه من المستبعد الآن أن تصنف هذه الدول الإخوان كجماعة إرهابية لأنه لا يزال هناك تنسيقات ويعتمدوا عليهم في بعض الأمور، فالإخوان لا يزالون يسيطرون على عدد كبير من المراكز الإسلامية على مستوى العالم بمساعدة أوروبا لأهداف سياسية وعسكرية، موضحا أن الجماعة الإرهابية أيضا لا تزال لها أيدي وتواجد داخل عددا كبيرا من الدول العربية مثل تونس وليبيا والمغرب والصومال وغيرها وغير مصنفة كجماعة إرهابية إلا في 4 دول.
وأضاف عيد أن التنظيم له أجنحة مسلحة ولا يزال يقوم بالمواءمات مع عدد من الدول داخليا ومن بينها أوروبا ومن المستبعد تصنيفها دوليا كجماعة إرهابية.