يقدمها كبار الكتاب .. روشتة صناعة جيل جديد من الناقدات
تحقيق: محمد عبدالعال
ظل ظهور جيل جديد من الناقدات على الساحة الفنية طوال فترة العشر سنوات الماضية أمرا صعبا، فبعد نجاح عدد من الصحفيات خلال فترة مضت فى اقتحام مجال النقد الفنى أمثال حسن شاه وأيريس نظمى وماجدة موريس لم تتمكن أخريات من ذلك حتى بدا الأمر واقعا تحت سطوة الرجال مع ترك مساحة قليلة لبعض الناقدات، فهل سيظل هذا المجال حكرا على الرجال؟ وما السبل لتخريج جيل من الناقدات قادرات على منافسة الرجال خاصة بعد تناول الفن لقضايا المرأة ومساواتها بالرجل فى العديد من المجالات؟
كبار النقاد والكتاب يجيبون عن هذه التساؤلات وغيرها، ويقدمون النصائح لتخريج جيل جديد من الناقدات.
في البداية تقول الناقدة ماجدة خير الله: يصعب الحصول على لقب ناقد فى وقت قصير، فالنجم السينمائى يصل إلى الشهرة بعد سنوات من العمل الشاق، لذلك تحتاج الناقدة أو الناقد لسنوات طويلة من الخبرة فى مجال العمل الصحفى ومتابعة الأخبار الفنية وحضور المهرجانات المحلية والإقليمية والعالمية حتى تتمكن من تكوين رؤيتها المستقلة للعمل.
وتابعت: الفترات التى ظهرت فيها ناقدات رائدات مثل حسن شاه وغيرها كان للصحف الورقية والمجلات تأثيرا كبيرا على الشارع المصرى وكان القراء ينتظرون مقالات الكتاب للتعرف على آرائهم وتوجهاتهم، وهؤلاء الكتاب لم ينالوا تلك الثقة إلا بعد متابعة القراء لعدد كبير من مقالاتهم، لذا كان لذوق القراء العامل الأكبر فى صنع هؤلاء النجمات من الناقدات، على عكس ما نشهده الآن من تراجع لمبيعات الصحف الورقية وتزايد الإقبال على المواقع الإلكترونية ذات الطابع الخبرى السريع والذى لا يهتم متابعوه بالمقال بقدر ما يهتمون بمتابعة الأحداث.
وأضافت: هناك جيل صاعد من الصحفيات اللائى يمتلكن رؤية وموهبة كبيرة تؤهلهن لأن يصبحن ناقدات بارعات فى المستقبل، مشيرة إلى أن الانترنت مكن هؤلاء الصحفيات من متابعة أحدث الأفلام والاطلاع على الخدع البصرية والتقنيات الحديثة المستخدمة فى السينما العالمية، مؤكدة أن المنافسة بين هؤلاء الصحفيات من شأنها تخريج جيل جديد أقوى من جيل الوسط والرائدات.
الموهبة تصقلها الدراسة
وأعتبر الناقد الفنى طارق الشناوى أن أدوات ومهارات الصحفية العاملة بالمجال الفني هى التى تجعل منها ناقدة ناجحة فى المستقبل، مشيرا إلى أن التواصل مع القارئ لا يأتى إلا من خلال حرص الناقد على اختيار أفكار موضوعاته والتى يجب ألا تكون مقتصرة على الأحداث الجارية على الساحة الفنية بل يجب أن يكون لديه رؤية مستقبلية للعمل ومرجعية تاريخية عن الأعمال التى تناولت قضيته من قبل ما يجعل القارئ يراه متميزا عن غيره فيبدأ فى متابعته بصورة مستمرة.
وعن الدور الأكاديمي الذى تلعبه معاهد الفنون فى تخريج جيل جديد من الناقدات أكد الشناوى أن هناك الكثير من الملتحقات بتلك المعاهد فى أقسام النقد الفنى ورغم ذلك لم تتمكن إلا القليلات منهن من الظهور الإعلامى ما يؤكد أن للموهبة دورا كبيرا فى تكوين الناقد الفنى.
رؤية تاريخية
أما الكاتب الصحفى لويس جريس فيرى أن فترة الستينيات التى شهدت رقابة صارمة على الكتابات والمقالات خاصة السياسية ساعدت فى ظهور عدد كبير من الناقدات والنقاد وصحفيي الفن حيث اتجه معظم الصحفيين للكتابة فى مجال الفن تفاديا للتصادم مع الجهات الأمنية، وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك أتيحت فرصة أكبر للكتابة فى مجالات شتى وبالأخص السياسية ومن هنا بدأ اختفاء النقاد الفنيين من الساحة الإعلامية.
وأوضح جريس أن قسما النقد المسرحى والسينمائى بأكاديمية الفنون لا يخرج ناقدات ويرجع ذلك إلى أن الصحف والمجلات فى مصر لا تطلب خريجى تلك الأقسام للعمل فى المجلات الفنية المتخصصة والأقسام الفنية بالصحف ويكون الطلب أكثر على الصحفى الخبرى القادر على الكتابة فى مجالات متعددة، مشيرا إلى وجود عدد من الناقدات فى بعض الصحف الخاصة والقومية لهن رؤية مميزة ولكن تنقصهن الخبرة التى تأتى بمرور الوقت.