رئيس اتحاد المصورين العرب بالسعودية خالد خضر اختيارنا للقاهرة كعاصمة للصورة العربية ليس له بعد سياسى!
حوار يكتبه: محمد رمضان
«مدينة الألف مئذنة».. القاهرة.. اختارها الاتحاد العام للمصورين العرب لتكون عاصمة الصورة العربية لعام ٢٠١٧بإقامة معرض متميز جمع أعمال المحترفين والهواة حيث بلغ إجمالى الأعمال المعروضة به ثلاثمائة صورة من أربع عشرة دولة عربية.. جاء هذا الاختيار للقاهرة لكونها تتمتع بإرث ثقافى وحضارى كبير، ولأنها البوابة الرئيسية لنجاح أى حدث فنى.. شارك فى افتتاح هذا المعرض مصور الحرمين الشريفين خالد خضر رئيس اتحاد المصورين العرب بالمملكة العربية السعودية.. كانت حياته بمثابة قصة كفاح كتب سطورها على جبين التحدى والإصرار.. حلم كان يحبو داخل عشة يعلوها سقف من جريد النخيل فتُغرق الأمطار أهلها..!
أراد خضر تعلم فن التصوير فقام بتنظيف الحمام ليصبح مصور الملوك والأمراء.. صاحب المليونى صورة من بينها مائة وخمسين ألف صورة ترصد وتؤرخ الحرمين الشريفين منذ العهد العثمانى وحتى الآن..!
خضر يمتلك عين تبصر بالإحساس.. تتذوق المشهد فتصيغ اللحظة فى لقطة تجمد الزمن نجتر بها الذكريات..!
حصد خضر عدة جوائز عالمية من بينها جائزة «الكاميرا الذهبية» من السويد.. عينته الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة لتوظيفه لفنه فى خدمة قضايا وطنه..! لذا كان لنا معه هذا الحوار حول مستقبل الصورة العربية وكيفية خلق الحافز لدى المصورين العرب للوصول إلى العالمية من واقع تجربته الشخصية..! وإليكم نص الحوار
ما هو الهدف من إقامة هذا المعرض؟! وعلى أى أساس تم اختيار القاهرة كعاصمة للصورة العربية؟!
اتحاد المصورين العرب لا يألو جهدًا فى تشجيع الصورة العربية وقد تم اختيار القاهرة كعاصمة للصورة العربية فى أولى دورات هذا المعرض لكون مصر أم الدنيا ولأن القاهرة مدينة الألف مئذنة فضلًا عن أن القاهرة تحتل مكانة كبرى داخل العالم العربى وبها كافة المقومات السياحية، وبالتالى فإنها سوف تجذب أنظار العالم كله لمثل هذا الحدث الفنى بالإضافة إلى أن اتحاد المصورين العرب يقوم بدعم المصورين فى كافة أنحاء الوطن العربى وجاء اختيار الاتحاد للقاهرة كعاصمة للصورة العربية بناء على طلب جلال المسرى رئيس اتحاد المصورين العرب بالقاهرة لدعم وتنشيط السياحة المصرية من خلال إقامتنا لهذا المعرض، وقد تم اختيار القاهرة لكى تنطلق منها الدورة الأولى له وأشرف بحضوره كممثل لرئيس الاتحاد العام للمصورين العرب على مستوى الدول العربية كلها.
البعض يتساءل هل لهذا المعرض بعدًا سياسيًا؟!
ليس الهدف من إقامته أى بعد سياسى ولكن اتحاد المصورين العرب أراد أن ينظمه بشكل دورى كل سنة داخل إحدى الدول العربية لكى تكون كلا منها عاصمة للصورة العربية بدافع النهوض بفن التصوير والوصول به إلى العالمية، وفى العام القادم سوف يتم اختيار تونس كعاصمة للصورة العربية وفى العام التالى له ستكون المملكة العربية السعودية ثم الجزائر والمغرب عواصم للصورة العربية ، ولكننا أردنا أن نحظى بشرف إقامة دورته الأولى بالقاهرة ويشارك به أربع عشرة دولة عربية ويبلغ عدد الأعمال المعروضة به ثلاثمائة عمل فنى فوتوغرافى.. وهناك دعم غير محدود من سمو الشيخ سلطان القاسمى الرئيس الفخرى لاتحاد المصورين العرب بالشارقة ودعم كبير من المصور أديب شعبان رئيس الاتحاد العام للمصورين العرب فى الشارقة والفكرة الرئيسية لإقامة هذا المعرض هى دعم المصور العربى وإتاحة الفرصة له للمشاركة فى المسابقات العالمية.
كيف يلعب اتحاد المصورين العرب دورًا فى دعم الصورة العربية؟!
من خلال إقامة المسابقات وإيجاد روح المنافسة الشريفة بين المصورين ولذلك بدأنا نصل إلى العالمية من خلال التكاتف ونقل الخبرات من خلال اطلاع المصورين على أعمالهم المختلفة، وأقمنا مسابقات تصل جوائزها إلى ٢٥ ألف درهم إماراتى أى ما يعادل خمسة آلاف دولار للجائزة الواحدة، إلى جانب تنظيم الاتحاد فى مختلف البلاد العربية دورات تعليمية لفن التصوير الفوتوغرافى والمشاركة فى المسابقات العالمية.. بل إن أكثر المصورين الذين انضمو إلى الاتحاد وصلوا إلى العالمية فأصبحوا محكمين عالمين داخل بعض المسابقات الدولية.. وقد أبرم الاتحاد اتفاقية مع كل من الصليب الأحمر والهلال الأحمر لعمل معارض تعبر عن قضية اللاجئين لكسب التعاطف الدولى مع قضيتهم.
لماذا أصر اتحاد المصورين العرب على إقامة معرض القاهرة كعاصمة للصورة العربية رغم أن العلاقات بين القاهرة والسعودية شبه متوترة بسبب جزيرتى تيران وصنافير؟!
أسجل اعتراضى كسعودى على مقولة أن العلاقات بين القاهرة والسعودية متوترة.. لأن السعوديين لديهم وجهة نظر بأن ما حدث بين القاهرة والرياض ما هو إلا اختلاف وجهات النظر ولم يصل إلى حد الخلاف بين الدولتين.. وربما هذا الاختلاف قد يلعب دورًا فى إقناع كل من الطرفين فيما بعد بوجهة نظر كل منهما وبالتالى ينتهى إلى الوصول إلى نقطة التقاء وتفاهم.. وعمومًا فإن الشارع السعودى مهتم حاليًا بحروبه مع اليمن ويؤمن بأنه تربطه بالشعب المصرى روابط وعلاقات أخوة ولكنه يترك السياسة لأهلها ويرفض أن يقحم نفسه فيها ومن ثم فإن محبتنا ستدوم رغم اختلافنا فى وجهات النظر.
هل توافقنى فى الرأى من واقع امتلاكك لمليونى صورة داخل أرشيفك بأن التصوير الفوتوغرافى يصلح للتأريخ للدول العربية؟!
فى واقع الأمر أن الصورة هى المادة الوحيدة التى تجمد الزمن وتحبس اللحظة فتذكرنا بأمور وأحداث فى حياتنا لن تنسى، وأنا بالفعل استطعت أن أرصد من خلال أرشيفى التطورات التى طرأت على الحرمين الشريفين فى تاريخ المملكة العربية السعودية من خلال تصويرى للتوسعات التى حدثت لهما على مدار خمسين عامًا، وأصدرت كتابًا يحمل عنوان «من قلب مكة» أرصد فيه تاريخها منذ العهد العثمانى وكيف أصبحت فى العهد السعودى؟ وكيف ستصبح فى خطة عام ٢٠٣٠؟.
يقال أنك تمتلك فى أرشيفك مائة وخمسين ألف صورة للحرمين الشريفين؟!
بالفعل أمتلك هذا العدد الهائل من الصور لهما..صورى هى بمثابة تسجيل للتطور الذى يحدث فى الحرم المكى من خلال تصويرى له قبل عمل التوسعة به وبعد الانتهاء منها، فكل ملك من ملوك السعودية يقوم بعمل توسعة للحرم المكى.. ولدى صور تاريخية منذ أن كان الحرم يستوعب عشرة آلاف مصل فقط فى العهد العثمانى.. ولكننى عاصرت ما طرأ عليه من تطورات فى العهد السعودى منذ أن بدأ يستوعب مائة ألف مصل، وحتى الآن حيث أصبح يسمح بوجود خمسة ملايين مصل.. فبالفعل يمكن للتصوير الفوتوغرافى أن يؤرخ للمدن العربية ومعالمها الدينية والأثرية.
صورة المصلين أثناء السجود داخل الحرم المكى كانت بمثابة جواز مرورك إلى عالم احتراف التصوير فما تعليقك؟
بالفعل هذه الصورة كانت صاحبة الفضل على لكى أنطلق إلى عالم الاحتراف وقصة التقاطى لها كانت أثناء تواجدى داخل قصر الملك المطل على باب الكعبة حيث قمت بتصوير المصلين أثناء السجود فى صلاتى المغرب والعشاء وأعجب بها الملك فهد واحتفظ بها.
تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .