تعيين مستشارة جديدة للأسد.. هل أطاح النظام ببثينة شعبان؟
تداولت شخصيات إعلامية موالية للنظام السوري، أمس السبت، خبراً عن تعيين الإعلامية لونا الشبل، مستشارة خاصة لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وذكر مذيعون في فضائيات النظام، على حساباتهم الموثقة على فيسبوك، أن تعيين الشبل مستشارة خاصة للأسد، جاء مع احتفاظها بـ"مهامها السابقة"، على حد تعبيرهم.
في المقابل، يلقي تعيين الشبل مستشارة خاصة للأسد، الضوء على مصير مستشارته بثينة شعبان، والتي تحمل صفة مستشارة سياسية وإعلامية، للأسد منذ سنوات.
وتساءلت مصادر مختلفة، منذ اللحظات الأولى لتعيين الشبل، عما إذا كان تعيينها، يعني إبعاداً أو إنهاء خدمات بثينة شعبان، التي تعد من الحرس القديم للنظام، وتمثل بشكل من الأشكال صلة وصل مع حليفه الإيراني، الذي تكيل له المدائح وتشيد بدوره المتنامي في البلاد.
وكانت بثينة شعبان، وفي آخر مقال لها، قد تحدثت عن الدور الأمريكي في المنطقة، بالمفردات ذاتها التي يستعملها الإعلام الإيراني والسياسيون الإيرانيون، فيما تلتزم الشخصيات القريبة من الأسد، وكذلك مسؤولو حكومته، خطابا يعتمد نوعا من الوسطية القائمة على تسويات معينة لا يشار فيها إلى الأميركي إلا كخصم في السياسة، لا كـ"عدو شامل" على طريقة الخطاب الإيراني المزمن.
وبحسب مصادر إعلامية متابعة للشأن السوري، فإن تعيين الشبل يعد أقرب إلى "الحليف الروسي" من "الحليف الإيراني". وذكرت تلك المصادر أن تعيين الشبل، هو بمثابة محور سياسي كامل، أقرب لروسيا، ويضم عددا من الشخصيات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام، والأكثر قربا من موسكو، بحسب تلك المصادر.
من جهته، تساءل موقع "كلنا شركاء" السوري المعارض، عما إذا كان تعيين الشبل مستشارة للأسد، يعني "إحالة" بثينة شعبان "إلى التقاعد؟".
في المقابل، يحيط الغموض بتعيين الشبل، مستشارة خاصة للأسد، خاصة أن القرار جاء بعد إدراجها بقائمة العقوبات الأمريكية بموجب قانون "قيصر". وصدرت حزمة من العقوبات ضد نظام الأسد، وضمن قانون "قيصر" في شهر أغسطس الماضي، وضمت لونا الشبل وزوجها محمد عمار ساعاتي، وابن بشار الأسد، حافظ، وشخصيات أخرى عديدة.
واشارت مصادر متابعة إلى "عدم توافق" بين أسماء الأخرس، زوجة الأسد، وبثينة شعبان، مستشارته الإعلامية والسياسية، وتحدثت تلك المصادر عن نوع من الصراع بين الاثنين، خاصة وأن شعبان لديها "علاقات" سابقة بعدد من الشخصيات الغربية السياسية والأكاديمية، الأمر الذي حدا بمعلقين إلى اعتبار تعيين الشبل، شكلا من أشكال محور جديد يتشكل بنظام الأسد، يشارك فيه شقيقه اللواء ماهر الأسد.
وبحسب تفاصيل العلاقات التي تربط بين شخصيات النظام السوري، فإن تعيين الشبل، بمثابة إبراز لدور اللواء ماهر الأسد.
وتؤكد الأنباء المتواترة في سوريا، منذ سنوات، أن محمد عمار ساعاتي، المسؤول البعثي الباز في نظام الأسد، وزوج الإعلامية الشبل المعينة مستشارة خاصة للأسد، هو أحد أهم رجالات اللواء ماهر الأسد.
واستطلعت "العربية.نت" بعض الآراء حول قضية تعيين الشبل، ورأى بعضها أن الأسد يحتاج إلى "تلميع" إعلامي مكثف في الفترة القادمة، مع سعيه العلني لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، سنة 2021، وأن تعيينه للشبل، مستشارة خاصة، يصب في هذا الاتجاه، فيما لم تحسم الآراء ما إذا كان تعيينها يعني إقصاء لبثينة شعبان، أو أنهما ستعملان معاً، في الصفة الوظيفية نفسها.
ولاحقاً لإعلان الإعلامية لونا الشبل مستشارة خاصة للأسد، أعلنت رئاسة وزرائه، اليوم الأحد، وبعد كتاب من وزارة إعلامه، عن تغييرات وصفت بالشاملة، تمت فيها تعيينات جديدة، طالت مدير أكبر مؤسسات الطباعة التابعة للنظام، وتدعى مؤسسة الوحدة، ومؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ومديري قناة السورية والإخبارية، ومدير الأخبار المصورة، ومدير إذاعة دمشق، ومديرية البرامج، وقناة سوريا دراما، ورئاسة تحرير صحيفة تشرين التابعة للنظام، وتعيين معاون جديد لوكالة سانا، وتعيين مستشار جديد لوزير الإعلام، علمت "العربية.نت" أنه كان اليوم بضيافة بشار الأسد، بصحبة والديه، ويدعى مضر إبراهيم.
وكانت بثينة شعبان التي توصف بأنها "لسان" الأسد، عرضة لهجمة تسريبات وشائعات، في الفترة الماضية، تحدثت عن حجم ثروتها والمزايا "الاستثنائية" التي يتمتع بها أبناؤها، فيما تعرضت لانتقادات حادة، بسبب تصريحات تحدثت فيها عن الوضع الاقتصادي في البلاد، قللت فيها من حجم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بنظام الأسد.
وورد اسم بثينة شعبان، في لائحة العقوبات الأوروبية التي صدرت ضد شخصيات في النظام السوري، عام 2012، وهو العام الذي ورد فيه اسمها، في قضية محاولة القيام بتفجيرات في لبنان، اتهم فيها وزير الإعلام اللبناني الأسبق، ميشال سماحة المسجون حاليا على ذمة القضية، ثم نشر في وقت لاحق، تسجيل صوتي لها ولسماحة، يتحدثان فيه عن "أشياء" تنقل ما بين سوريا ولبنان من أجل القيام بشيء ما.
وولدت لونا الشبل المعينة حديثا مستشارة خاصة للأسد، عام 1975، ودرست الإعلام والصحافة في دمشق، وكانت بدايتها، مع قناة "الجزيرة" القطرية، ثم استقالت منها، بعد أن اتهمتها بالتحيّز في الشأن السوري واتهامات أخرى، حسب ما ذكرته في أكثر من حوار متلفز، لتعود من ثم إلى سوريا، وتعمل في مكتب رئاسة الأسد، مندوبة من وزارة إعلامه، وتعتبر من الشخصيات المناهضة للثورة السورية التي اندلعت عام 2011.
وتمتعت الشبل بـ"نفوذ" واسع، داخل نظام الأسد، حتى لقبت بـ"السيدة الثانية" في قصره، وأشير في تلك الأثناء، إلى تنامي دورها على حساب دور بثينة شعبان، الأمر الذي دفع بتكهنات كبيرة طفت إلى السطح، عن صراع خفي ما بين الاثنتين، وهو الأمر الذي أدى لطرح هذا السؤال، بشكل مكثف، في الساعات الأخيرة، على وسائل التواصل الاجتماعي: ما هو مصير بثينة شعبان، بعد تعيين الشبل مستشارة خاصة للأسد؟