«فتنة الإخوان» تعصف بـ«خيارات الحل الليبي».. وسياسيون: نحذر من تحركات الجماعة الإرهابية.. وعلى الأمم المتحدة ترك الليبيين لحل أزماتهم.. ومصر دفعت الجميع للحل السياسي
اعتبر سياسيون، أن حل الحوار
الليبي في تونس جاء تكليلا للجهود المصرية في احتواء الأزمة الليبية والتغلب على
الأزمات اليومية في مواجهة التحديات المختلفة منها التدخل الأجنبي وانتشار المليشيات،
مشددين على ضرورة التصدي لمحاولات الإخوان لإفشال الحوار التونسي من أجل الحفاظ
على مكتسباتهم في ليبيا واستجابة للضغوط التركية.
ويسود توجه عام داخل جلسات التفاوض
يدفع باتجاه تأجيل تسمية تشكيلة المجلس الرئاسي والحكومة الليبية إلى الفترة
الأخيرة من تحرير بنود «وثيقة قمرت» التي ستصدر عن ملتقى الحوار الليبي المنعقد في
هذه الضاحية القريبة من العاصمة التونسية، رغم توصل الفرقاء الليبيين المجتمعين إلى
اتفاق على تحديد تاريخ إجراء الانتخابات يوم 24 ديسمبر 2021، وحل عدد من النقاط
العالقة.
واقترح ممثلو البعثة الأممية
التمديد في جلسات النقاش «أياماً أخر»، من المرجح أن يكون عددها ستة، تنتهي يوم 20 نوفمبر الحالي، من أجل إنهاء تفاصيل خريطة الطريق كافة التي ستنهي الأزمة الليبية،
كما ورد على لسان ستيفاني ويليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة
بالإنابة.
وكانت ستيفاني ويليامز، أن
المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي، المنعقد في تونس، توصلوا قبل ساعات إلى
اتفاق تمهيدي من أجل إنهاء الفترة الانتقالية وتنظيم انتخابات شفافة في غضون 18
شهرا.
وشددت على أنه "تم تحقيق
انفراج في المحادثات السياسية، وخريطة الطريق المتفق عليها التي ستحدد خطوات توحيد
السلطة التنفيذية في البلاد".
وأضافت وليامز، أن المشاركين
وافقوا على خريطة طريق توضح خطوات لتوحيد المؤسسات الليبية، لافتة إلى أن
"اللجنة العسكرية في سرت تسير نقاشاتها في أجواء بناءة وأحرزت تقدما بشأن
اتفاق وقف إطلاق النار".
يذكر أن أعمال ملتقى الحوار
السياسي الليبي، في تونس انطلقت الإثنين الماضي برعاية الأمم المتحدة ومشاركة 75
شخصية ليبية تم اختيارها بعدما تعهدت بعدم الترشح لأي منصب تنفيذي أو رئاسي في
الفترة التحضيرية، ولا إلى السلطات المؤقتة التي يمكن أن تكون ضمن مخرجات الملتقى.
فتنة الإخوان
وقال اللواء يحيي كدواني وكيل لجنه
الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، إن الحوار الليبي الذي تحتضنه تونس سيتم بأبعاد القوة الأجنبية ورفع أيديها عن القضية
الليبية وسيصل في النهاية إلى تحقيق المصالح العليا للشعب الليبي، إلا أن هناك بعض
التحديات التي تواجه مثل مصالح الإخوان والتدخل الأجنبي ووجود المليشيات إلا أننا
نتمنى الوصول إلى حل حل ليبي ينهي الأزمة الليبية.
وأضاف وكيل لجنه الدفاع والأمن
القومي بالبرلمان لـ«الهلال اليوم" أن مصر بذلت جهودا واسعة لحل الأزمة
الليبية واحتواء الأطراف المتنزاعة فضلا عن تصديقها للتدخل الخارجي، مضيفا أن
التدخل الأجنبي هدفه فرض النفوذ واستغلال الثروات الليبية.
وشدد كدواني على ضرورة وجود نية
صادقه من قبل الدول العربية للوقوف بجانب ليبيا ومحاولة حل الازمه خاصة أن الشعب
الليبي دائما شعبا واحدا ولم تتسرب الفتنة إليه إلا خلال الفترة الأخيرة ومحاولات
الفتنة المختلفة.
وأضاف
كدواني، أن مصر صاحبة السبق في الوفاق الليبي منذ مؤتمر برلين وحتى الآن، موكدا
أنها القاهرة أسست السلام في ليبيا بمنع التدخل الأجنبي والمليشيات المرتزقه وجعلت
المفاوضات تتم بين أطراف ليبيه فقط دون انتظار مقابل.
وأشار كدواني، أن جماعة الإخوان
الإرهابية تسعى لإثاره البلبلة والفتنة والانشقاق لتحقيق هدفها ومآربها بجعل منطقة
غرب الشمال الإفريقي منطقة نفوذ لهم كما هو الحال في المغرب وتونس والجزائر، مؤكدا أن قطر وتركيا هما الداعم الرئيسي لهم
وكل ذلك يجري وفق خطة أجنبية كبري يسير على نهجها ليحققوا أهدافهم.
آلية حل الأزمات
فيما توقّع عضو مجلس النواب
الليبي، الدكتور علي التكبالي، إن حدوث انقسام بين أعضاء ملتقى الحوار السياسي
الليبي بتونس متوقع، لذا أعلنت البعثة الأممية تمديد أيامه
.
وطالب التكبالي، في تصريحات صحفية،
البعثة الأممية للدعم في ليبيا بأن تترك الليبيين ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم عبر
الاستعانة بالمصريين والجزائريين في شمال أفريقيا، تحسبًا للطوفان الذي سيغرق
المنطقة كلها.
وقال التكبالي، إن اختصار مشكلة
ليبيا في إجراء انتخابات فقط، ليس أمرًا حقيقيًا، مشككًا في إمكانية إجرائها في
الموعد الذي أعلنته ستيفاني ويليامز.
وأشار عضو البرلمان، إلى أن
الإعلان عن الانتخابات لم يوضّح أيها ستعقد أولًا، تشريعية أم رئاسية.
وأكد أنه إذا أجريت الانتخابات
التشريعية أولًا ثم الرئاسية ليختار الرئيس مجلس النواب، فإن ذلك يعد ظلمًا
وإجحافًا وتأطيرًا للجهوية والرشاوى والمشاكل التي يعاني منها الليبيون.