لا للتعصب من منظور اقتصادي.. خبراء: تحافظ على مؤشرات البورصة من الانهيار قبل وبعد مواجهة الأهلي والزمالك.. استمرار المبادرة وقف الشائعات مطلب جاد
رحب خبراء الاقتصاد بمبادرة "لا ..
للتعصب" التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق
الشوربجي، في رسالة منها لجماهير الأهلي والزمالك بالتحلي بقيم الروح الرياضية
الطيبة ونشر وإعلاء مبادئ التسامح بين جماهير، قبل مباراة نهائي البطولة الأفريقية
التي ستقام يوم 27 نوفمبر الجاري.
وأكد الخبراء أن هذه المبادرة تحمى سوق
المال والبورصة من الخسائر التي قد تحدث نتيجة وجود شغب في الشوارع مما يعطي مؤشر
للمستثمرين بأن السوق غير أمن، ويعرض البورصة للخسائر كبيرة.
وطالب الخبراء باستمرار حملة "لا
للتعصب" بعد انتهاء مبارة نهائي البطولة الإفريقية، مطالبين بضرورة إطلاق
حملات مثل حملات جديدة تستهدف وقف إطلاق الشائعات التي تستهدف تدمير الاقتصاد
المصري وإشاعة البلبلة في الأسواق، وتؤثر بالسلب على موشر البورصة.
التعصب يؤدي إلى انهيار مالي:
فمن جانبه، رحب الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد عبدالهادي،
بمبادرة "لا.. للتعصب"، مؤكدًا أن أهم المؤشرات التي يتم اتخاذها
للمحافظة علي الاقتصاد والتعامل في البورصة
هو المحافظة علي الهدوء وعدم التعصب التي سوف تجني آثار سلبية إذا تم وضع التعصب،
ووفقا لما حدث سابقا كان مرآة لخسارة البورصة والاقتصاد.
وأضاف "عبدالهادي"
في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن انقسام الشعوب الناتج عن التعصب
لا يتماشى مع مبادئ الاقتصاد التي لا تتجزأ وتصب في قالب واحد، وهو رفعة الدولة
المصرية، مشيرا إلى أن هناك أمثلة كثيرة
لدول انهارت اقتصادياتها نتيجة لتعصب والانحياز لفصيل دون الآخر.
وأكد
"عبدالهادي" أن تأثير التعصب ليس فقط في مباريات الرياضة التي يكون تأثيرها
داخليًا فقط ولكن أخطر أنواع التعصب الذي يؤثر علي اقتصاديات الدول لأنها تعتبر آخر
مرحلة من انهيار الدولة.
وأشار إلى أن
التعصب في البورصة قد يؤدي إلي خسائر كبيرة، وقد تخسر المؤشرات المليارات نتيجة الانحياز
إلى أسهم دون أخرى وهذا يعد نوعًا من أنواع التعصب، فمثلا نوع من الفئات لا يقوم
بالاستثمار في البنوك وبالتالي لا يعتبر أن البنوك هي من أعمدة اقتصاد الدول، ومن
أهم مؤشرات العالمية لمعدلات النمو مدى قوة بنوكها ومدي جاذبية الاستثمار بها الذي
يوضح متانة الاقتصاد والبورصة، وهناك تعصب نحو البيع بكثافة في السوق مما تؤثر علي
البورصة وتحققها خسائر كبيرة.
قلق المستثمرين:
وفي نفس السياق، أشاد الدكتور سيد خضر الباحث
الاقتصادي، بالمبادرة، مؤكدا أن التعصب وأحداث الشغب يؤثر على سوق المال والبورصة.
وأضاف خضر، في
تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن مباراة "الأهلي والزمالك"
تشكل توترًا وقلقًا لدى المستثمر المشارك في البورصة، مؤكدا أن المجال الرياضي من
أكثر المجالات التي تؤثر على مؤشرات البورصة، فالرياضة مرتبطة بمدى الحالة الأمنية
في الشارع وعدم وجود شغب.
وأوضح أن التعصب
يؤثر أيضا على الأفراد والمحلات التجارية، فنجد عند بداية مبارة "الأهلي
والزمالك" تغلق المحلات وتصبح الشوارع مترقبة وهناك حالة تخوف من حدوث أي شغب
من الجماهير بعد انتهاء المبارة، مطالبا باستمرار هذه المبادرة حتى يتم القضاء على
التعصب والشائعات التي تطلق وتؤثر على الاقتصاد والمستثمرين وجذب استثمار من
الخارج، فالشغب فزاعة الاستثمار.
الاقتصاد في مأمن من المشاغبات:
وعلى الجانب
آخر، أكد الخبيرة المصرفية، الدكتورة بسنت فهمي، أن مبادرة "لا ..
للتعصب" قد لا يتأثر بها الجماهير، فأن التعصب من أجل مباراة شيء لا يستطيع
وقفه أو مطالبته بالتوقف عن التعصب وعدم الحزن على النادي المنتمى إليه حين لا
يفوز في مباراة ما، مؤكدة أن التعصب الرياضي موجود في كافة دول العالم.
وأضافت فهمي، في
تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن الاقتصاد في مأمن من المشاحنات
التي قد تحدث، فلا تؤثر مباراة على الاقتصاد المصري، ولكن الشغب إذا لم يجد من
يردعه ففي هذه الحالة يحدث تأثر، مؤكدة أن الحالة الأمنية والأجهزة تستطيع السيطرة
على الجمهور إذا حدث أي شغب في الشوارع أو أمام الاستاد، مشيرة إلى أن التعصب
للنادي المنتمى إليه مطلوب ولكن بدون إيذاء الأخرين أو التسبب في خسائر اقتصادية.