رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": أجندة ترامب بشأن إيران توشك أن تنتهي بالفشل

17-11-2020 | 16:32


رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أنه مع تبقي شهرين فقط على انقضاء رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، فإن أجندته حيال إيران لم تعد تحمل الكثير ضد قادة طهران، بنحو أوشكت معه سياساته في هذا الملف أن تنتهي بالفشل.


واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن (نشرته على موقعها الإلكتروني) بالقول إنه على عكس نبرة إدارة ترامب التي استمرت لأربع سنوات، فشلت إعادة فرض العقوبات في أن تعيد إيران إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أكثر صرامة. كما أن سياسة "الضغط الأقصى" لم تحد من نفوذ إيران وتدخلاتها في شئون جيرانها. حتى أن النظام هناك نجح في تثبيت موطئ قدم له في اليمن والعراق ولبنان وسوريا من خلال وكلاء وحلفاء أصبحت مواقفهم في بعض الحالات أقوى الآن مما كانت عليه قبل بضع سنوات. 


وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أنه بعد أيام قليلة من تنصيب ترامب، رسمت إدارته خطوط المعركة ضد إيران. ففي البيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي آنذاك مايكل فلين إن الإدارة الجديدة كانت "تنبه إيران رسميًا" بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. حتى أطلق ترامب وحلفاؤه حملة "الضغط الأقصى" لخنق الاقتصاد الإيراني وإنهاء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين النظام في طهران والقوى العالمية.


وحينئذ، أعلنت إدارة ترامب أنها "أعادت الردع" مع إيران بعد أن استهدفت غارة أمريكية القائد الإيراني قاسم سليماني في بداية العام. غير أن ذلك تناقض مع سلسلة الإجراءات التصعيدية التي قامت بها القوات التابعة لإيران. حتى أصبح من الواضح أن بعض مسئولي إدارة ترامب المُتحمسين أيديولوجياً ضد طهران ينظرون إلى "الضغط الأقصى" على أنه استراتيجية لإنهاء النظام الديني هناك. ومع ذلك، لم يكن بوسعهم فعل الكثير إزاء إخماد الاحتجاجات الجماهيرية داخل إيران بوحشية من قبل القوات الحكومية. وفي الوقت نفسه، لم تسفر تكتيكات "الضغط الأقصى" التي اتبعتها الولايات المتحدة سوى عن تعزيز معسكر المتشددين الإيرانيين قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في إيران العام المقبل.


وتعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة عن مات داس، مستشار السياسة الخارجية في حملة بيرني ساندرز، قوله:" إن ترامب تولى منصبه باتفاق نووي قوي وفعال تفاوضت عليه الولايات المتحدة بشق الأنفس إلى جانب حلفائنا..وكان بإمكان ترامب اختيار تنفيذ الاتفاق مع الضغط على إيران عبر قضايا أخرى. لكن المتعصبين المناهضين لإيران في واشنطن كانت لديهم أفكار أخرى".


وفي هذا، قالت الصحيفة إنه في الوقت الذي سببت فيه العقوبات الاقتصادية ضد إيران أوجاعا شديدة للاقتصاد الوطني والإيرانيين العاديين، إلا أن هذا الأمر أجبر حكام إيران على استئناف بناء مخزونهم من اليورانيوم المخصب، والذي قد يتجاوز الآن 12 ضعف الحد الذي حدده الاتفاق النووي لعام 2015. حتى أصبحت إيران من الناحية النظرية أقرب إلى صنع سلاح نووي ما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه.


وأوضحت "واشنطن بوست" أن بعض من دول العالم سئموا بالفعل من تصرفات ترامب. ومن المقرر أن يجتمع مستثمرون أوروبيون في مؤتمر أعمال الشهر المقبل بتمويل من الاتحاد الأوروبي بهدف استكشاف فرصًا جديدة للاستفادة من السوق الإيرانية بعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه. وإذا أوفى بايدن بالتزامه بالعودة إلى الاتفاق النووي، فقد يستلزم ذلك رفع التهديد بالعقوبات المفروضة على الكيانات التجارية الأوروبية التي تفكر في الاستثمار في إيران.


وفي الوقت نفسه، وجدت إيران بالفعل طرقًا للتغلب على القيود التي تفرضها الولايات المتحدة، مع وصول شحنات النفط السرية وغير السرية إلى أماكن مثل فنزويلا والصين. وكتب محللون في هذا الشأن أن "حجم مبيعات النفط يمثل زيادة بأكثر من عشرة أضعاف منذ الربيع"، ويشير ذلك إلى ما يعتبره الخبراء إضعافًا كبيرًا لعقوبات الضغط الأقصى التي فرضتها إدارة ترامب منذ انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018". 


وأخيرا، اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن بايدن ربما يرث وضعًا أكثر فوضوية. فيما تخطط إدارة ترامب وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة لفرض عقوبات جديدة ضد إيران أسبوعياً حتى يوم التنصيب. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم أمس الاثنين أنه كان لا بد من ثني الرئيس الأسبوع الماضي عن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، وهي خطوة يمكن أن تلحق الضرر بعمليات التخصيب في البلاد، ولكنها ربما تقوض أيضًا قدرة بايدن على تهدئة التوترات وإقناع النظام بالعودة إلى طاولة المفاوضات.