رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الهلال اليوم» تنشر فصلا من «أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض»

18-11-2020 | 11:00


تنشر "الهلال اليوم" نصوصًا جديدة من كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض"، للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، ونقرأ منها:


جناح للنّـسغ الرّبّـاني


العنقود الوحيد عالٍ دائماً، وأنت لا بدّ أن تأكل. ابتسم لك العنقود/ مددت يمناك في الهواء فلم تصل، ولا بدّ أن تأكل، ضحك عليك العنقود/ مددت قامتك في الهواء، نطّة واثنتين وثلاثاً فلم تصل، ولا بدّ أن تأكل، ضحك العنقود أكثرَ.

بنيتَ حجرتين/ لم تصل، (.............. د).

أضفت ثالثة/ لم تصل، ولابدّ أن تأكل، قهقه العنقود.


تعاليت إلى الغصون، غصناً وغصنين وثلاثة فلم تصل، ولا بدّ أن تأكل، انخطف العنقود بالعبوس انخطاف من فاجأته فكرة في طريق الضّحك تنسف أسبابه/ انخطفتَ بالضّحك، كمن فاجأته فكرة في طريق العبوس تُحْـيي أسبابه: كلّ هذا وعندك المنشار يا الولهي؟!


في السّنة القادمة: مرّ شيخ غارق في البياض، فسأل عن الدّالية، منذ دخل في الحالة، وهو يمرّ كلَّ صيف، يصلّي تحتها عددَ عناقيدها، ما عدا العنقودَ الأخيرَ، يسمّيه عنقود الله، ولا يأكله إلا جاهل. 

في السّنة التي بعدها: مرّ الشّيخ فوجد الدّالية، منذ غادر العام الماضي وأنت ترعى الشّجيرة الجديدة رعايتَك لعينيك، لكنّها لم تثمرْ إلا عنقوداً واحداً، هو أعلى ما فيها.


 ربط الشّيخ دابته إلى الجذع، فابتسم له العنقود/ فرش برنسه، وصلّى ركعة واحدة، فانتشى العنقود، تمدّد على البرنس في الظلّ، فسكر العنقود.


انتبه إلى جوع في روحه لا يحتمله إلا جاهل، فانهار العنقود.

خرجتَ من الخلف تصيح: سيّدي الشيخ، إنك تأكل عنقود اللّه!


جناح لثلج الرّضَخْط 


كتب الولهي بن الجازية صاحب الرّيشة يحدّث نفسه:

تغرّبك المدن/ تغربّك القرى 

في المدينة تحلم بالقرية/ في القرية تحلم بالمدينة

يشرّدك الفقر/ يشرّدك الغنى

في الفقر: يشرّدك عرق الذهاب

في الغنى: يشرّدك خوف الإياب

تعذّبك الحياة/ يعذّبك الموت

في الحياة: كلّ أفق وراءه قبر

في الموت: كل قبر وراءه أفق

يخيفك الليل/ يخيفك النهار

في النهار: تواجه مصابيح الآخرين

في الليل: يواجهك مصباح روحك 

يُحْييك الولهي/ يقتلك الولهي 

أرأيت...؟

الكاتب قاتل ومقتول في معركة البياض؟!

* مقام منحوت بين الرّضا والسّخط