-1-
لم يكترثْ أحدٌ لملامحي في مراياه.
كم مَرّةً سعلتْ أصابعُهُ فوق صدري,
و كم مَرّةً اقتفى لهاثُهُ ظلّي على سلّمِ
بيتِهِ
الحجريِّ؟
لن أرسمَ الصليبَ أمام الأيقونةِ,
و لن أسألَ العذراءَ عن آلامِ المخاضِ
و لن أرمي حجرَ الخطيئةِ على منازلِ الحيِّ
خلفي.
-2-
يقولُ..
سيحبُّني سواه و أهوي في كمينِ الطمأنينةِ
و سيغيبُ طويلاً عن غرفِ النداءِ:
عمري تجاوزَ إيفا بيرون و مشروعَ تحنيطي
في السّاحاتِ,
و ما مِنْ وسادةٍ تجمعُ رأسين إلّا إذا رأتْ
حلمَيهما.
وأقولُ..
لا نفعَ للنجاةِ من عربةٍ تَحثُّ الخطى
لدهسي
أو من الموتِ يقطفُ الأحبّاءَ عن عرائشي
المُتعَبَةِ,
لن أُمطرَ قبل موعدي.
-3 -
لم تَعُدْ النصائحُ المدوّيةُ في مدفنِ
العائلةِ تصلحُ
كي يتحوّلَ بعد قليل إلى ساحةٍ للنقاشاتِ
الساخنةِ.
- شكراً للّواتي غادرنْ
لم يَعُدْ الجسرُ ذاكَ يصلُ الضفّتينِ
و لم يَعُدْ بمقدورِ المعذّباتِ أنْ يعبرْنَ
آلامهنّ إلى الدَيْرِ
كشجيراتِ الآس.
أنا العاقّةُ وملحُ الذكورةِ في العباءاتِ
الّتي رميتُها
في طريقِ القوافلِ.