رأت صحيفة واشنطن
بوست الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض القوات الأمريكية في
أفغانستان يسلط الضوء على مجموعة من الانقسامات داخل الولايات المتحدة حول صراع
استمر 19 عاما.
وذكرت الصحيفة -في
تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- أنه مع تواتر أنباء تفيد بأن
إدارة ترامب ستخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى النصف بحلول يناير
المقبل، رأى كايل بيبي وهو جندي مخضرم من مشاة البحريّة الأمريكية، خطة الرئيس
الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بأنها تبعث على الارتياب والشك.
وقال بيبي وهو مدير
الحملات الوطنية لمجموعة المحاربين الليبراليين القدامى: إن هذا القرار من وجهة
نظري يبدو وكأنه مسرحية سياسية وكأن ترامب ينجز فروضه المدرسية صباح يوم تسليمها.
بينما رحب لورنس كورب
المحارب المخضرم في حرب فيتنام والزميل البارز في مركز التقدم الأمريكي بالقرار،
وشكك في حكمة مسؤولي الدفاع الأمريكيين الذين أوصوا بالإبقاء على ما يصل إلى 5
آلاف جندي في أفغانستان، متعللين بتصاعد عنف طالبان وعوامل أخرى.
وأفادت الصحيفة
الأمريكية بأن التباين في وجهات النظر يلقي الضوء على المشكلة المزعجة المتمثلة في
استمرار الحرب الأمريكية منذ 19 عامًا، بعد ما يقرب من أربع سنوات من تولي ترامب
منصبه وتعهده بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من النزاعات الخارجية.
وأشارت إلى اتفاق
النواب الجمهوريين والديمقراطيين على نطاق واسع على أن العودة إلى حملات مكافحة
التمرد مترامية الأطراف التي شنت في السنوات الماضية لم تعد في مصلحة الولايات
المتحدة، لافتة إلى أن ثمة انقسامات حتى داخل الحزبين حول ما يجب أن يفعله ترامب
-وما يتعين على إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن القادمة عمله- بعد ذلك
فيما يتعلق بأطول حرب في التاريخ الأمريكي.
ومن بين الجمهوريين،
أبدى بعض من النواب الذين نادرا ما ينتقدون ترامب، استياءهم من قراره بخفض مستوى
القوات من حوالي 5000 إلى 2500 في أفغانستان ومن حوالي 3000 إلى 2500 في العراق.
وفي هذا الصدد، قال
السناتور بن ساسي الجمهوري عن ولاية نبراسكا في بيان إن "الإرهابيين سيستغلون
الفراغات"، مشيرا إلى أن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام
2011 من العراق فتح الباب لداعش.
وأضاف: "أخشى أن
هذا القرار لا يستند إلى أسس واقعية وسيجعل العالم مكانًا أكثر خطورة".
ولكن جمهوريين آخرين
أعربوا عن اتفاقهم مع قرار الرئيس الأمريكي ترامب.
وقال السناتور جيمس إم
إنهوف الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ:
"في هذه الخطة، نقف إلى جانب الشعب الأفغاني ونعارض عنف طالبان المتزايد ضد
الحكومة المنتخبة".
ومن بين النواب
الديمقراطيين الذين يقولون بشكل عام إن الولايات المتحدة بحاجة إلى مغادرة
أفغانستان، اعترض البعض على الطريقة التي تعامل بها ترامب مع قرار المغادرة خلال
الأسابيع الأخيرة من رئاسته.
وفي هذا السياق، قال
السناتور تيم كين الديمقراطي من ولاية فرجينيا في بيان: "لم يكن هناك شك في
أن الأيام الأخيرة لهذه الإدارة ستكون مضطربة، لكن الطبيعة العشوائية لقرار الرئيس
ترامب ستضر بأمننا القومي وتعرض حياة عدد لا يحصى من الأمريكيين والأفغان
والعراقيين للخطر".