تحاول
جماعة الإخوان المسلمين استرداد موقعها داخل المشهدين السياسي والثقافي بأي درجة وبأي ثمن فقد استطاعت الجماعة السيطرة
على قطاع التعليم في مصر حيث هيئت (المدرس والتلميذ والطالب والأستاذ الجامعي ) لقبول
أرضية أفكار الإسلام السياسي وازدواج أفكارها وتبرير الأفكار الكاذبة ولم يكن أعصى
من الثقافة المصرية على جماعة الإخوان رغم تسللهم الى نوادي الأدب على غرار تجربتهم
مع النقابات واتحادات الطلبة ومع ذلك استعصت عليهم الثقافة المصرية وفي يناير 2013،
كانت بداية حذرة لفترة وصول الإخوان الى سدة الحكم أقيم معرض القاهرة الدولى للكتاب
بعنوان رئيسي "حوار لا صدام" كان أول درجات الصدام حينما منح المعرض جائزة
أفضل كتاب للكاتب " ثروت الخرباوي" عن كتابه (سر المعبد) الذي يشرّح فيه
علاقة الجماعة والتنظيم بالمجتمع.
وأجلت
الجماعة الصدام مع قوة مصر الناعمة في محاولة للسيطرة على المناصب القيادية وتجلى ذلك
بتعيين الوزير الإخواني علاء عبدالعزيز الأستاذ في أكاديمية الفنون والأداب والذي لم
يعثر له وقتها على منتج واحد حتى رسالة الدكتواره، لا شئ سوى مقال في موقع "حزب
الحرية والعدالة" الذراع السياسي للجماعة
يمتدح فيه سياسات الجماعة ويبدي استعداده التام للتعاون ومن ثم بدأ الوزير بتعيين رئيس
المجلس الأعلى للثقافة دكتور "طارق نعمان" والذي لم يكن له موقفا منصفا للمبدعين
حيث غاب الوزير لأول مرة عن إفتتاح صالون الفن التشكيلي وفي خطوة استباقية أقال دكتورة
"إيناس عبدالدايم" من رئاسة الأوبرا
ومنع عرض "أوبرا عايدة" وتضامن وقتها جميع العاملين في الأوبرا مع الدكتورة
إيناس رفضا لقرارات الوزير وتصاعد الأمر بإقالة الأديب "صبحي موسى" أيضا
من منصبه كمدير عام لإدارة النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة ومنع استكمال وطباعة
كتاب "موسوعة شخصية مصر" بالأمر المباشر من الوزير وطباعة كتاب "العلاج
بالحجامة" بالأمر المباشر أيضا للوزير مجاملة لأحد أعضاء الجماعة
ولم
يستقبل الوزير الآتي من حزب سياسي ذو مرجعية دينية متشددة (التوحيد العربي ) وهو حزب سلفي متشدد وفودا من
المثقفين أو الأحزاب الأخرى سوا وفد حزب (الحرية والعدالة) حاملين له أوامر مكتب الإرشاد
برؤية ثقافية متكاملة حسب رغبتهم وأعلن في
صفحة الفيس بوك لوزارة الثقافة المصرية عن وجود تصور شامل لإثراء الحياة الثقافية وفق
منظومة القيم المصرية الأصيلة واستحداث التراث الإسلامي ليكون جزء من المشهد الثقافي
وتغافل الوزير عن الإنتهاكات التي حدثت للتماثيل والآثار ككسر رأس تمثال عميد الادب
العربي في المنيا تنقيب تمثال السيدة أم كلثوم في المنصورة ومحاولة كسر أحد التماثيل
في ساحة مكتبة الإسكندرية
وفي
موقف مشرف لإتحاد كتاب مصر برئاسة الأستاذ "محمد سلماوي" في 21 يونيو 2013 أصدر الإتحاد بيانا طالب فيه بسحب الثقة من الرئيس الإخواني "محمد مرسي"
مشيرا إلى مسئوليته عن تدهور الوضع وأخونة الثقافة المصرية وانتشار ظاهرة العنف المجتمعي
متجلية في حادثتي المنصورة وبورسعيد .
وفي
تصاعد لوتيرة الهجوم على الثقافة والمثقفين تكونت جبهة الدفاع عن الثقافة والهوية المصرية
واستقال عدد كبير من المثقفين من مناصبهم اعتراضا على أخونة الثقافة مثل استقالة الروائي
"بهاء طاهر" من عضوية المجلس الأعلى للثقافة واستقال الناقد "أسامة
عفيفي" من رئاسة تحرير مجلة (المجلة) والشاعر "أحمد عبدالمعطي حجازي"
من رئاسة تحرير (ابداع) واستقال مجلس أمناء "بيت الشعر"
وتصاعدت
وتيرة المسيرات من دار الأوبرا إلى مقر وزارة الثقافة وانتهت المسيرات باعتصام وزارة
الثقافة والذي انتقلت إليه جميع فنون (دار الأوبرا) لأول مرة
للشارع المصري مع تصحيح و ضبط الصورة الذهنية للمثقف والفنان التي عمد الإخوان
إلى تشويهها وترسيخها في الذهن الشعبي العام .
تتجلى
الآن حالة انتقامية من تيار الإخوان المسلمين تجاه المثقفين المصريين والثقافة المصرية
خاصة بعد وصول "بايدن " للحكم والدعم المتبادل بينه وبين أعضاء التنظيم الدولي
في إيصالها للحكم أثناء إدارة "أوباما"
ثم وعوده الجديدة لهم بعد دعمهم له
في الإنتخابات الرئاسية ووعوده بتمكينهم عدة وظائف مؤثرة في إدارته والتفاوض مع الأنظمة
العربية لقبول التصالح أو الدمج لإعادة التواجد السياسي للجماعة مرة أخرى من واقع تصريحاته
فقد وعد بايدن بأن إدارته ستعيّن “أمريكيين مسلمين” في عدد من المناصب على مستويات
مختلفة، وهو ما سمي بـ "تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان
سيفتح الباب أمام الاستقطاب الدعوي الإخواني للجالية وتكوين جمعيات شبابية وطلابية،
ما يوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر وأنه حال
فوزه ربما يفتح الباب أمام ممارسة ضغوط للحد من قدرة الأنظمة على استهداف الجماعات
المتأسلمة وفي مقدمتها الإخوان.
ولقد
صرح أكثر من مرة أن جماعة الإخوان فصيل سياسي معارض، ولن يعادي الجماعة أو يقدم على
حظرها، ذلك وفقا لتراكمات منذ "كلينتون" لذا سيبدأ معهم مرحلة جديدة .
وكان
لزاما على الجماعة ان تبدأ بلفت نظر الإدارة الأمريكية الجديدة وتقوم بتفعيل الوصاية
المجتمعية على الثقافة والمثقفين وشن حملة كبيرة على الوزيرة الحالية للثقافة لاعتبارين..
أولهما خاص بمنهج الجماعة الذي يحتقر المرأة ويكرس لدونيتها حيث تجلى في الرفض السلفي
لتعيين الوزيرة في مرة سابقة ورفضهم ترأس دكتورة "آمنة نصير" للجلسة الافتتاحية
لمجلس الشعب في دورته المنقضية، و الترويج لخطاب مجتمعي رجعي خاص بالمرأة كالترويج
لزواج الصغيرات، وقبول تعدد الزوجات، وعودة المرأة إلى البيت .
ثانيهما: موقف يعد شخصيا بالوزيرة الحالية دكتورة
"إيناس عبد الدايم" لتصديها لتيار
أخونة الثقافة وتفعيلها لإعتصام وزارة الثقافة ودورها البارز فيه وبدأ الدور الانتقامي من المثقفين وتجلياته في محاربة
الكتاب وإقامة دعاوى ضدهم وسجن بعضهم على سبيل
المثال لا الحصر "أحمد ناجي"، وفي آخر المشهد مهاجمة (مهرجان طنطا الدولي
للشعر) كل عام بحجج مختلفة وجاءت هذا العام الحجة المطاطة القوية حماية المقدسات وحماية
الذات الإلهية التي لا تحتاج متطوعين لحمايتها بدون شك
ففي
تصاعد لأزمة النصين من الشاعرة "أمينة عبدالله "و "إسلام نوار"
هاجم أحد الاشخاص الشاعرين بعد إنتهاء الجلسة الختامية بيوم كامل على فيس بوك مستدعيا
أصدقائه ورفاقه للدفاع عن الله والأخلاق القويمة مطالبا بإقالة الوزيرة في خطوة انتقامية
واستعداء الأشخاص والجهات على الشاعرين وعندما كتب أحد الشعراء مدافعا أو مبررا أو
شارحا لقصيدة الشاعر "إسلام نوار" تأتي في إطار محاكاة لوحة "جوستاف" (الخروج) انهالت الطعنات على الشاعرة "أمينة عبدالله"
واستعداء الجمهور ثم استعداء (الأوقاف) و(فضيلة شيخ الأزهر) و(النائب العام) ثم التهديد المباشر ومنح الشاعران مهلة 24 ساعة
للاعتذار لذلك الشخص الذي لا صفة له سوى انتمائه لتيار فكري متشدد يريد فرض سيطرته
على المشهد بعد أن تم استبعاده من الفعاليات الأصيلة للمهرجان وفرض نفسه في ندوة بدون
وجه حق ـ وهو منهج فرض التواجد فيزيائيا وشهدت عدة دورات مؤتمرات سابقة في هيئة قصور
الثقافة ـ في مدرسة إبتدائية منشدا قصيدته الغراء لأطفال إبتدائي في 12 دقيقة بلا تقدير
لمن يتوجه، واستبعاد زوجته كمترجم من المهرجان فكان ثأره مؤدلجا تجاه الشاعرة كامرأة،
ولأفكاره المتشددة، ولزوجته التي غابت عن المشهد وتنفيذ أجندة الجماعة في محاولة لإعادة
احتلالها للمشهد بمنطق الوصاية وهو ما يفعله دائما هذا الشخص ومجموعته المدعومة من
أحد قيادات الجماعة الناقد (ح .ع) ومنصته الاليكترونية والناقد ( أ. ت) بموقعه الأكاديمي
والزج باسم إتحاد كتاب مصر عن طريق مساندة نائب رئيس الإتحاد بصفته واسمه ثم استوضح
منه البعض هل هذا موقف رسميا أم شخصيا فأعاد تعديل ما كتب بإزالة صفة نائب رئيس إتحاد
الكتاب ــ مع إشارة أن مجلس إدارة الإتحاد تكون بانتخابات قانونية ومن وقتها تتذرع
إدارة الإتحاد بعد إنتهاء الفترة القانونية بعدم تفعيل الإنتخابات بأحكام قضائية مفتعلة
وهو ما يعيد مشهد وصول أي منظومة إخوانية إلى أي درجة حكم وعدم اللجوء للإنتخابات مرة
أخرى مثلما حدث في "غزة والسودان"
وعلى هذا النحو نجد الثقافة المصرية سوف تشهد في الأيام القادمة حالة إنتقامية
من جانب أذرع الإخوان في الوسط الثقافي، تحت مسمى الدفاع عن الله والقيم الجمالية بالتعريض
بسمعة وأعراض الشاعرات كما حدث معي بشكل شخصي "في قصيدة لأحدهم" وتوجيهها
لي بالإسم ووضع صورتي الشخصية عليها. هذا الشخص المعروف بانتمائه للجماعة، ويعيش برغبة
مجنونة في فرض الوصاية على المجتمع بدأ بثقافته.