رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ابن النفيس.. طبيب مسلم مهد الطريق نحو الطب الحديث

20-11-2020 | 17:33


إبن النفيس هو عالم موسوعي وطبيب مسلم، له إسهامات كثيرة في الطب، ويعتبر مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وهو أحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن، وعين رئيسا لأطباء مصر، ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتي اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى.


في عام 1242، نشر ابن النفيس أكثر أعماله شهرة، وهو كتاب "شرح تشريح قانون ابن سينا"، الذي تضمن العديد من الإكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها: نظريته حول الدورة الدموية الصغرى، وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما ركز فيه على العديد من نظريات ابن سينا.


بعد ذلك بوقت قصير، بدأ العمل على كتابه الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلد في عام 1244، وعلى مدى العقود التالية كتب 300 مجلد لكنه لم يستطع نشر سوى 80 مجلدا قبل وفاته، وبعد وفاته حل كتابه محل هذا الكتاب "قانون ابن سينا" هو موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى، مما جعل المؤرخين يصفونه بأنه "ابن سينا الثاني".


كان ابن النفيس قبل ذلك قد كتب كتابه "شرح الأدوية المركبة"، تعقيبا على الجزء الأخير من قانون ابن سينا الخاص بالأدوية، وقد ترجمه "أندريا ألباجو" إلي اللاتينية في عام 1520، ونشرت منه نسخة مطبوعة في البندقية، والتي استفاد منها ويليام هارفي في شرحه للدورة الدموية الكبرى.


وقام الباحث الدكتور يوسف زيدان أخيرا بإعادة تجميع وتحقيق جزء كبير من موسوعة ابن النفيس الشامل في الصناعة الطبية على مدى عشر سنوات، ومن مختلف مكتبات العالم، من بغداد ودمشق، وحتي أوكسفورد وستانفورد وغيرها، ليتم بعد ذلك نشرها بالتدريج منذ عام 2000.


كما أن له مؤلفات في اللغة والدين والفلسفة والمنطق مثل: في اللغة "طريق الفصاحة" نحو، في الفقه "شرح كتاب التنبيه" لأبي إسحق إبراهيم الشيرازي، في المنطق "شرح الإشارات" لابن سينا، شرح الهداية لابن سينا"، "شرح الوريقات في المنطق" ، وهو مطبوع في السيرة النبوية "الرسالة الكاملية في السيرة النبوية". "شرح كتاب الشفاء لابن سينا" ، وهو كتاب شمل المنطق، والطبيعة، والفلك، والحساب، والعلوم الإلهية.


بقى إبن النفيس حتى وفاته في القاهرة، وعندما بلغ الثمانين من العمر مرض ستة أيام مرضا شديدا، وحاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر وهو يقاسي عذاب المرض قائلا: "لا ألقى الله وفي جوفي شيء من الخمر"، ولم يطل به المرض فقد توفي في فجر يوم الجمعة الموافق 17 ديسمبر 1288.