نتيلة راشد.. رائدة أدب الطفل ومؤسسة مجلة سمير
يحتفل العالم اليوم الجمعة 20 نوفمبر باليوم
العالمي للطفل، وحينما يُذكر أدب الطفل يتبادر إلى الأزهان سريعًا "نتيلة
راشد" إحدى رواد أدب الأطفال فى مصر، الشهيرة بلقب "ماما لبنى" صاحية
المسيرة الطويلة التي قضتها بين أروقة "دار الهلال"، تكتب وتؤسس أجيالاً
على مدى عقود متتالية فأصبحت أعمالها راسخة في ذاكرة كل طفل يقتني مجلة
"سمير" للأطفال التي تُعد إحدى مؤسساتها، والتي شغلت منصب رئيس تحريرها
لمدة 36 عامًا.
ولدت "ماما لبنى" في 19 سبتمبر1934
في القاهرة، لأسرة ميسورة الحال، آمنت كثيرًا بتجربة الرئيس الراحل "جمال
عبدالناصر" وثورة 1952 التي انتصرت لحقوق الفقراء ورفضت الإستغلال السياسى،
فحققت مكاسب لا يمكن إغفالها على كافة المستويات.
التحقت "راشد " بجامعة القاهرة حيث
أكملت تعليمها الجامعي، وبدأت رحلة شعفها بكتابة قصص الأطفال، ثم تخرّجت لتتابع
مسيرتها التي بدأتها من أجل الطفل، ففي عام 1935 أذيعت أول مجموعة قصص قصيرة في
الراديو، وقدمت أعمالاً كثيرة ترُجم البعض منها إلى الإنجليزية، وقد بادرت هي
أيضًا بترجمة بعض الإنتاجات العالمية التي تخص الطفل إلى العربية فكانت تؤمن
برسالتها وتسعى إليها بشغف شديد، فكانت الأمل والحدوتة والحكاية والقصة والسطور
الحالمة لأجيال عديدة.
ارتبطت مسيرتها المهنية بـ"دار الهلال"
العريقة فكانت فأسست مجلة "سمير" لأدب الطفل في مصر فى أبريل 1956، وشغلت
منصب رئيس تحريرها لمدة 36 عامًا أي من 1966 حتى عام 2002، وقد كان لهذه المجلة
أثر كبير على قرائها فكانت إحدى المجلات الرائدة في فن المجلة المصورة، والتي
استطاعت أن تخلق لها مكانة محفورة في أذهان جمهورها أينما كانوا، حيث اشتهرت مجلة
"سمير" بتقديم بعض سلاسل الكوميكس لأول مرة باللغة العربية مثل
"تان تان"، و"بوباى"، و"باكز بانى"، وشخصيات ديزني
التي ظهرت في أعداد خاصة في عام 1958 قبل تأسيس مجلة "ميكى" الصادرة عن
دار الهلال أيضًا.
سعت"راشد" إلى حشد كبار الكتاب
للعمل بالمجلة، فكان تصميم شخصية "سمير" بريشة الرسام الفرنسي "برنيي"،
ثم لحق به الرسام الأرمينى "هرانت"، وكان من الكتاب عمالقة الأدب العربي
أمثال "نجيب محفوظ"، "توفيق الحكيم"، "يوسف
السباعى"، "أحمد رجب"، "سيد حجاب".
دأبت"راشد" على كتابة عمود أسبوعى
بعنوان "أولادى حبايب قلبي" ،وأنشأت باب "مراسل سمير الصحفى الناشئ"،
وذلك لتكون على تواصل دائم مع أجيال متتالية من الأطفال فخلت لهم المساحة والنافذة
التي تعبّر عنهم، فكانت تشجع الأطفال على القراءة والكتابة عبر التنافس على النشر
بالمجلة ومنافستها من خلال المراسلة.
شغلت "راشد" منصب أمينة لجنة ثقافة
الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وحصلت على جائزة الدولة في أدب الطفل عام 1978،
وحازت على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وقد وافتها المنية عن عمر يناهز
77 عامًا، وقد ودعت أجيالاً تربوا على قصصها وحكاياتها لعقود.
إحتفل "جوجل " بذكرى مولدها هذا العام وأشار إلى أن "ماما
لبنى" كانت تتطلع من خلالها قصصها القصيرة إلى إبراز التقاليد الأدبية
المصرية القديمة مع عرض التراث الثقافي الغني للحياة المعاصرة في مصر، بالإضافة
إلى الإشارة منه لبعض روابط مقالاتها التي تبرزدورها وتاريخها في هذا المجال، فقد
كرست "راشد" حياتها من أجل الترويج لأدب الأطفال وإنتشاره في الوطن
العربي بأسره.