في اليوم العالمي للطفل.. إليك أبرز كُتاب أدب الطفل
يجمع الكثير من الأدباء على أن الكتابة
للطفل تتطلب أدوات سردية فائقة المستوى، فتتعدى مهارات وأدوات الكتابة للكبار، لأنها تعالج موضوعات وقضايا أخلاقية كبرى
معقدة فى دواخلها، فتحتاج إلى أسلوب قصصى وسرد بسيط يناسب ماهية الطفل وكيوننته
وقدرته البسيطة على الاستيعاب.
ويتلون كُتاب أدب الطفل فتارة يلجأون إلى الأسلوب الساخر والذى يحمل بين أضلعه
الحس الفكاهى، وتارة أخرى يستخدمون القصدية والمباشرية فى توجيه الطلاب لنهج سلوك
معين فى شكل قصصى لا يشوبه الملل ولا يعتريه التعقيد، ومن ثم يستطيع الكاتب خلق
علاقة جيدة بين القارئ الصغير وبينه فينشأ الطفل على حب الاطلاع والقراءة وهذا هو
المطلوب والمأمول من وراء تسخير هؤلاء الكُتاب أٌقلامهم من أجل الطفل.
وفى اليوم
العالمى للطفل الذى نحتفى به اليوم الجمعة
20 نوفمبر، نستعرض أهم رواد أدب الأطفال فى مصر.
يعقوب الشاروني
هو من رواد أدب الأطفال فى مصر والعالم
العربى أجمع ،حائز على جائزة لجنة التحكيم عن مسابقة "سوزان مبارك" لأدب
الأطفال فى عام 2001 عن كتابه "أجمل الحكايات الشعبية"، ورشحه الكاتب
الكبير "توفيق الحكيم"عام 1963 ليحصل على منحة التفرغ للكتابة الأدبية لما وجده منه من موهبة فذة فى الكتابة وخاصة بعد
فوزه بالجائزة الأولى عن مسرحيته "أبطال بلدنا" فى مسابقة المجلس الأعلى
للفنون والآداب.
ولد"الشارونى" فى 10فبراير 1931
بالقاهرة ، درس القانون وحصل على دبلوم الدراسات العلاي فى الإقتصاد السياسى من
كلية الحقوق بجامعة القاهرة ، فى عام 1953 تقلد منصب مندوب هيئة قضايا الدولة
بمصر، وفى عام1967 تم إنتدابه بناء على طلبه للعمل فى الهئية العامة لقصور الثقافة
بمحافظة بنى سويف ، فى فبراير 1969 سافر إلى فرنسا فى منحة لدراسة العمل الثقافى
بين الجماهيرفى مجال ثقافة الطفل ، وتدرج فى الوظائف حتى أصبح مستشارًا لوزير
الثقافة لشئون ثقافة الطفل فى عام 1973.
إختارته "جريدة الأهرام" مشرفصا
على صفحة الأطفال فى الفترة ما بين (1981-2008 )، وفى عام 1984 قام بإصدار
سلسلة"مجلدات بحوث ودراسات ثقافات الطفل " ، كما إبتكر "المسابقة
القومية للطفل الموهوب".
بلغ عدد الكتب التى كتبها
"الشارونى" للأطفال أكثر من 400 كتابًا من أهمها : "سر الإختفاء
العجيب"،"مغامرة البطل منصور"،"مغامرة زهرة مع
الشجرة"،"عفاريت نص الليل"،"البداية مع قطعة
شكولاته"،"منيرة وقطتها شمسة" وغيرها المئات من قصصة التى
أثرت مجال أدب الأطفال وساعد على تدعيم
ركائزه بشكل كبير.
أحمد محمود نجيب
يعد من رواد أدب الأطفال فى مصر ، وأحد
دعائمه القوية ، فقد اختارت أكبر الجامعات فى أمريكا مجموعة من كتبه لتدريسها ،
وقد ارتبطت اسمه بأذهاننا منذ الصغر بقصته الشهيرة " مغامرات فى أعماق
البحار" فمن منا يستطيع أن ينسى "عقلة الإصبع" ومغامرات أمانى فى
أعماق البحاروالسمكة الكبيرة وسمكة"أبوسيف".
فهو صاحب أول كتاب للكبار عن الأطفال وجاء
تحت عنوان"فن كتابة الأطفال " وقدباع آلاف النسخة منه فى إسبوعه الأول
فور صدوره ، كما تم تدشين إسمه على أحد شوارع مدينة "الرياض" بالسعودية
تخليدًا لدوره البارز فى إثراء الحركة الأدبية الخاصة بأدب الأطفال.
ولد"نجيب" فى 27 يوليو 1928 فى
الجيزة ، حصل على دبلوم معهد المعلمين الخاص فى عام 1948 ، وليسانس آداب جغرافيا
1952 ، وحصل على ماجستير فى ألاداب من جامعة القاهرة فى 1972 ، كما حصل على شهادة
أكاديمية العلوم التربوية الألمانية فى برلين 1972 ، وقد تدرج فى عدة وظائف منها
مفتش بوزارة التربية والتعليم ومشرف على بحوث تخطيط التعليم المنوفية، ورئيس قسم
المسوح بوزارة التربية والتعليم ، وكان عضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى
للثقافة ، أسهم"نجيب"
عندما كان فى ألمانيا فى أعمال مؤتمر كتب ومجلات الأطفال الذى أقامه المجلس الأعلى
لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية.
كتب "نجيب" نحو 40 كتابًا من القصص
والمسرحيات المخصصة للأطفال باللغة العربية والإنجليزية ومنها "أدب الطفل علم
وفن"،"مسرح العرائس"،"سلسلة تمثيليات المسرح
المدرسى"،سلاسل قصص "مغامرات الشاطر حسن" ، وقد حاز
"نجيب" على جائزة الدولة التشجعية فى ألاداب من المجلس الأعلى لرعاية
الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية عام 1972 ، وسام العلوم والفنون من الطبقة
الأولى فى 1972 ،جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربى مناصفة مع عبدالتواب يوسف
وعلى الصقلى.
محمد سعيد العريان
يعد أحد وأهم كبار كتاب مصر الذى ساهموا بشكل
كبير فى دعم إنتشار أدب الأطفال فى الأوساط الثقافية ، حاز على جائزة الدولة
التقديرية فى الآداب "أدب الأطفال "فى عام 1966 ،شارك فى تحرير عدد كبير
من المجلات وفى قصص الأطفال، بزغ نجمه فى مجال أدب الأطفال فقد أًدر مجلة
"سندباد" أوائل عام 1952 وكان رئيس التحرير لأكثر من 10 سنوات.
ولد"العريان" فى 2 ديسمبر 1905 فى
مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية ، نشأ فى بيت علم ودين وتلقى عن أبيه دروسه
الأولى ، وحفظ القرآن الكريم عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا، إلتحق بكلية دار
العلوم وتخرج منها عام 1930، تم ترشيحه لبعثة لنيل درجة الداكتواره فى لندن ولكنه
رفض قبولها بسبب والدته التى بلغت من العمر أرذله فأراد مساندتها حتى آخر أيامها.
كان من رواد أدب الأطفال حيث قام بإصدار مجلة
" السندباد" بهدف السمو بسلوك الطفل العربى وغرس روح المحبة وحب الوطن
فى نفوس الأطفال القراء ، فكان يريد تنشئة جيل جديد يعى جيدًا ماهو الوطن ، قادر
على الدفاع عنه فالطفل هو اللبنة الأساسية
لبناء أى مجتمع قويم، فكان أدب الأطفال الذى يقدمه يمثل مثالاُ حيويصا
للقيم التربوية الذى ساهم بشكل كبير فى تكوين شخصية الطفل الفردية والإجتماعية
كتب العديد من قصص الأطفال بمشاركة أمين
دويدار ومحمود زهران ومنها " مدمس اكسفورد"،"الأخالشريد"،"معمل
الذهب"،"الراية الحمراء"،"الزعيم الصغير"،"الصياد
التائه"،"النهر الذهبى"،"شجرالشعر"،"عروس
الشاطئ" ،"مغامرات أرنباد"،"سلسلة رحلات
السندباد"،"بير زويلة".
عبدالتواب يوسف
أديب ومؤلف ومترجم مصرى ، تخصص فى الكتابة
للأطفال فهو صاحب فكرة إصدار أول مجلة إسلامية للأطفال تحت إسم "الفردوس"عام
1969 ، وهو أول من أقام مؤتمر لثقافة الطفل فى عام 1970 ، كما أنه أول من قدم
عملاً إذاعيًا خالصًا للأطفال ، احتل بارزة فى هذا المجال وأصبح واحدًا من أهم
رواد أدب الأطفال فقد كان غزير الإنتاج الأدبى فكتب أكثر من 595 كتابًا للأطفال تم
طباعتهم فى مصر ، و127 كتابًا آخرين للأطفال تم طباعتها خارج مصر، وقد حصل على
العديد من الجوائز والأوسمة مثل جائزة الدولة التقديرية للطفل عام 1981 ، وجائزة
الأولى لأحسن كاتب للأطفال فى عام 1998.
ولد "يوسف " فى 1 أكتوبر 1928
بمحافظة بنى سويف، تلقى هناك تعليمه حتى المرحلة الثانوية، ثم إنتقل إلى القاهرة
فى عام 1945 ليبدأ دراسته الجامعية بجامعة القاهرى بكلية الإقتصاد والعلوم
السياسية ، كانت برامج الأطفال نقطة إنطلاقه الأولى فى مجال "أدب
الأطفال" ، فقد أذيع له أول عمل للأطفال من خلال برنامج "بابا
شارو" فى 19 ديسمبر عام 1950 ، وقد قام بكتابة العديد من برامج الأطفال التى
قدمت فى كافة إذاعات الوطن العربى.
تزوج "يوسف " بإحدى رائدات أدب
الأطفال "نتيلة راشد " الشهيرة ب "ماما لبنى " وكانت إحدى
مؤسسات مجلة سمير وقد ارتبط اسمها بدار الهلال العريقة وظلت فى رئاسة التحرير لمدة
36 عامًا ، أثمر هذا الزواج عن ثلاث أبناء ذات مناصب مرموقة لان فى المجتمع وهم
"لبنى" أستاذ بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة ،"هشام
"المتحدث الرسمى ورئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية ،"عصام "
وهوكاتب وصاحب الرواية الشهيرة"ربع جرام" والبرنامج الشهير"
العباقرة " الذى حقق نجاحات واسعة بكافة مواسمه.
بلغ مجموع الإنتاج الفكرى له ما يقارب من
1266 عملاً وصدر فى أنماط كثيرة وكان من أشهرها "المدرسة
الضاحكة"،"البسملة نور الإيمان "،"من حكايات شهر
زاد"،"كوكب النبات الأخضر"،"كوكب صغيرون"،"سلسة لغة
السلام للأطفال والنشء"،"سلسلة معجزات الأنبياء"،"سلسة هيا
نتثقف"،"سلسة حكايات الشعوب".
حصل "يوسف " على عشرات الجوائز
أهمها جائزة معرض بلونيا الدولى لكتب الأطفال 2000 عن كتاب حياة محمد فى عشرين قصة، جائزة الملك فيصل فى الأدب العربى 1981 ، جائزة القوات المسلحة عن أدب
أكتوبر1992 ،وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
من أقواله "كاتب الأطفال مخلوق له
خصوصيته الناشئة عن أن يتقمص شخص الصغير حين يخاطبه ، ويحاول أن يتبسط ، ويرجع إلى
النبع يستقى منه مادته وموضوعاته وهوخلال
ذلك يفتش عن كلمات داخلة فى قاموس الطفل واضعًا نصب عينيه ميوله ورغباته" ،
وقد وفاته المنية فى 28 سبتمبر 2015 تاركًا وراء إرثًا لا يفنى وقارئ مخلص لما
قدمه وأفنى فيه عمره.