"ثمرة برتقال".. قصة من مجموعة "جئتك بالحب" لـ"تيسير النجار"
البرتقال جميل جدًا أعشق مذاقه؛ لونه ورائحته
أيضًا؛ اشتريت طرحة بذات لونه المبهج الأسبوع الماضي.
أظنك تحبه مثلي؛ من منا لا يحب البرتقال؟! أكره
العصائر لكنني اضطررت لعمله عصير بعد إصابتي بنقص فيتامين أ ؛ نصحني الطبيب بتناول
الجزر وأنا لا أحب الجزر؛ مائع ما بين الخضروات والفاكهة؛ مجبرة على شربه بعد
إضافة البرتقال.
البرتقال منعش، لا أعرف لماذا تراودني رغبة في
أن أحدثك عنه بصوت صديقي ياسر؛ صوته دافئ يجعلك تحب ما يتحدث عنه، أريد العالم يقع
في حب البرتقال مثلي؛ تخيل نفسك تأكل برتقالة في غرفة مظلمة ورائحتها تملأ المكان –
إن كنت تفضل الوحدة- أو تأكلها في حديقة جميلة فهو يناسب كل مكان.
دعني أسألك كيف ستقشرها؟ ليس سؤالاً ساذجًا
صدقني، إن كنت تعاني غرابة في حركة أصابع يديك مثلي؛ سيبدو السؤال منطقيًا؛ لا استطيع
استخدام السكين جرحني عدة مرات من قبل؛ حامضية البرتقال تزيد من ألم الجرح؛ إن كنت
تقرض أظافرك حتى منتصف لحم إصبعك لصار تقشير البرتقال معاناة بشعة.
ليس أمامك سوى تقشيرها بأسنانك ويسيل ماؤها على
جانب شفتيك بشكل يفتح الشهية؛ قد تعتقد أنني أبالغ لو أخبرتك أن لساني به تقرحات
لا أعرف لها سببًا؛ تعذبني وتحرقني حامضية البرتقال؛ أقسم لك داخل ثلاجتي ثلاثة
كيلو من البرتقال الذابل.