رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فيروز للصباح وأم كلثوم للمساء.. مقارنات بين جارة القمر وكوكب الشرق

21-11-2020 | 10:57


جميلة رقيقة ساحرة تشبه الأحلام، ناعمة مثل النسيم وهادرة مثل البحر وقوية مثل القدس، هى الحب والهجر والخجل والانتظار هى نسائم الصيف ودفء الشتاء وسحر الليالى، كل هذه التشبيهات وأكثر منها يعادل اسمًا واحدًا هو اسم فيروز "جارة القمر"، التى نحتفل اليوم بعيد ميلادها حيث أنعمت علينا الأقدار بهذه النفحة من نفحات الحب والجنة فى 21 نوفمبر من عام 1935 وهو يوم ميلاد "نهاد رزق وديع حداد " في حارة زقاق البلاط بمدينة بيروت في لبنان لأسرة بسيطة تسكن فى غرفة واحدة ويعمل والدها فى مطبعة.

 ودخلت السيدة "فيروز" مجال الطرب عندما أكتشف موهبتها أستاذها " محمد فليفل " فى حفل للمدرسة وبعدها عملت مغنية فى كورس الإذاعة اللبنانية حتى كانت انطلاقتها بالتعاون مع "عاصى ومنصور الرحبانى" فى عام 1952، وبعدها ارتبط اسمها باسم عائلة "الرحبانى" فنيا وأسريا حيث تزوجت من " عاصى الرحبانى "وأنجبت أبناءها الأربعة " زياد، هالي، ريما وليال ".

 ولقبت فيروز "بجارة القمر "، وعلى الرغم من اختلاف صوتها أو انفراده على الساحة الطربية، الا أنه جرت العديد من المقارنات بينها وبين كوكب الشرق "أم كلثوم"، فكلتاهما اصحاب تاريخ عريق، فأم كلثوم أشهر مطربة في تاريخ الوطن العربي، التي استطاعت أن توحد العرب على صوتها، حتى يُقال في الأثر إن العرب اجتمعوا على حب "أم كلثوم"، وعلى إذاعة "صوت العرب"، لذا فهي كوكب الشرق الذي لا يتوقف عن الإضاءة.

فيروز غنت لكل المشاعر الإنسانية، غنت للحب وللفراق، للسفر للخيانة، لحب العمر وهم العمر .

 في 1966، أتت الفنانة فيروز وأقامت في أحد الفنادق، وتم تدبير لقاء بينها وبين "أم كلثوم"، أبدت "كوكب الشرق" إعجابها بصوت " فيروز "، حتى إنها وصفت صوتها بالفريد، في حوارها مع الكاتب الكبير "أنيس منصور".

 كان الرئيس " جمال عبد الناصر " يعشق صوت فيروز، ويهيم بسماع أغانيها، لهذا كان دائما ما يتساءل: لماذا لدينا أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وليس لدينا فيروز؟.

 المقرّبون من عبد الناصر تدخّلوا راحوا يبحثون عن بديل مصري لصوت فيروز، فكانت "عفاف راضي"، الفنانة الجميلة المبدعة، أكثر المرشحين قربا من سيدة لبنان العظيمة .

  عندما سُئل الموسيقار محمد عبد الوهاب عن أفضل مطربة عربية قال: بالطبع أم كلثوم، وعندما سئل أيضًا عن أقرب صوت لقلبه وقلب الناس قال: أم كلثوم، ولكن في نفس اللقاء عندما سئل "وماذا عن فيروز؟ رد بدبلوماسيته المعهودة: لا انت هنا بتسألني عن البشر، إنما فيروز من الملائكة، دي في حتة تانية.

 علاقة عبد الوهاب وفيروز لم تكن علاقة موسيقار معجب بما تقدم، فموسيقار الأجيال لم يترك باب أعجبه إلا وطرقه بذكاء متفرد لينهل من صوت جارة القمر على ألحانه .

 لطالما ارتبط صوت جارة القمر "فيروز " بالصباح، بينما يفضل البعض الاستمتاع بأغاني "كوكب الشرق أم كلثوم " في المساء، فقال محمود درويش: "فيروز هي الأغنية التي تنسى دائماً أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر وتجعل القمر أكبر" وذلك في  إشارة إلى صوتها المليء بالأمل والفرح وهو ما يناسب الصباح المشرق، ومن أبرز ما دفع الناس لتصنيف صوت فيروز كصوت صباحي هدؤه ووتيرته غير القوية.

 ومؤخرا عندما زارها الرئيس الفرنسي "ماكرون" ظهرت عدة مقارنات بين جارة القمر وكوكب الشرق على الرغم من اختلاف صوتهما ولون غنائهما تماما، فقد جمعت بينهما صداقة وطيدة وكلاهما آمن بموهبة الآخر ونجاحه، فأم كلثوم صوت الخبرة وتراكمات السنين، وصوت ربة المنزل التي لا يخلو بيتها من المشاكل لكنها تتجه لحل المشكلة بالثورة والجبروت أو بالصمت، أما صوت "فيروز" هو صوت طالبة بعد الوقوع في أول قصة حب وصوت البراءة والتطلع للمستقبل.

 وعلق الكاتب والسيناريست "عبدالرحيم كمال" على ما أثير من مقارنات بين السيدة " فيروز" وكوكب الشرق "أم كلثوم"، عقب زيارة الرئيس الفرنسي لها بلبنان، فكتب: "فيروز صوت لبناني عربي نادر، وأم كلثوم صوت مصري عربي نادر، والمحظوظ من يمتلك أذن للاستمتاع بهما دون التوجه إلى وضع مقارنة عبثية تجعلك تفقد متعة سماعهما".