أساتذة الفقه بالأزهر يشيدون بمبادرة «لا للتعصب».. ويدعون إلى التحلي بالروح الرياضية
أشاد دعاة إسلاميون بمبادة "لا للتعصب" التي أطلقتها
الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق الشوربجي لنبذ التعصب الرياضي بين
جماهير قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك خلال المباراة النهائية لـدوري أبطال أفريقيا التي تقام يوم 27 نوفمبر الجاري على استاد برج العرب بالإسكندرية.
إقامة غرفة داخل كل نادي:
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة
الأزهر، قال إن التعصب الكروي يفسد روح الحب والتعاون والفرح للغير وينشر الكراهية بين
أبناء الوطن الواحد، مشيدا بهذه المبادرة.
واقترح في تصريحات خاصة
لـ "الهلال اليوم"، إقامة غرفة داخل كل نادي بها شيخ وقسيس تدعو
الجماهير إلى عدم التعصب والتحلي بالروح الرياضية، مؤكدا أن ذلك يعد وحدة وطنية
لوقف التعصب والتحلي بروح التسامح وحب الخير للأخر، فالرياضة مكسب وخسارة وعلى
المواطن أن يعي ذلك، وأن لا يؤذي الأخرين.
وطالب كريمة لاعبي كرة القدم بإظهار روح التسامح في
الملعب وعدم إثارة غضب الجمهور، فخرج المجال الرياضي من سياقة وأصبح هناك صراع
وتنافس غير شريف، مشيرا إلى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه "
ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية".
وأشار إلى أن لعبة كرة القدم جعلت الناس تتفرق الزوج عن
زوجته وكثيرا ما حدث مشاجرات وصلت إلى الطلاق، وكثيرا ما وجدنا مشجعي رياضية توفوا
بعد خسارة ناديهم ودخولهم في مشاجرة بعد انتهاء المبارة،
التعصب اندفاع مرضي
وقالت الدكتور آمنة نصير، أستاذة العقيدة
والفلسفة بجامعة الأزهر، إن التسامح مسألة ضرورة يجب أن يتحلى بها مشجعي الأندية
الرياضية، فلا يجب أن حب الفرد لفريقة يدفعه لكره الفريق الآخر، مشيدة بمبادرة
"لا للتعصب" التي أطلقتها الهيئة الوطنية للصحافة.
وأضافت نصير لـ "الهلال اليوم"،
أن التعصب اندفاع مرضي، فلابد على الفرد أن يكون وسطي متوازن في حبه وكرهه سواء كان
كرة قدم أو أي شيء آخر في جوانب الحياة المختلفة، مشيرة إلى أنه من الأمور الحديثة
على عصرنا هو السباب والشتيمة لبعضنا البعض والتخوين، فيجب علينا مراجعة سلوكيتنا
تجاه الأخر، وضبط النفس وأفعالنا وقياس الكلمة قبل النطق بها، حتى لا نأذي بها
الآخرين.
وذكرت حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْت
يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي
مِنْ النَّارِ، قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْت عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ
عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ
شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ،
وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّك عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟
الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ
النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تَلَا: ﴿ تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] حَتَّى بَلَغَ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾
[السجدة: 17]، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ
وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ
الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ، ثُمَّ
قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ
اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك
أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى
مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ."