أكد أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام أنه على وسائل الإعلام تحمل المسئولية وتحرى الدقة والمصداقية في نقل الأخبار الخاصة بفيروس كورونا وعدم نقل الأخبار المضللة أو المساهمة في نشرها.
جاء ذلك في كلمة وزير الدولة للإعلام في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام بعنوان : مسئوولية الإعلام فى تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة فى ظل جائحة كورونا (كوفيد 19) التي تنظمها جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع مكتب الإعلام في مجلس الدولة الصيني.
وأشاد هيكل بتجربة الصين في السيطرة والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكدا عمق العلاقات العربية الصينية التي هى علاقات تاريخية وعميقة..وقال إن وسائل الإعلام المختلفة تلعب أحد أهم الأدوار في تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين العربي والصيني.
وأشار إلى أن فيروس" كوفيد 19 " أوقف الحياة في معظم أنحاء العالم مما أثر على جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خلال العام الماضي.
وقال "إنه رغم أنها جائحة، ورغم آثارها السلبية ،إلا انها جاءت فرصة لوسائل الإعلام لاستعادة ثقة متابعيها حيث أن من خضعوا للعزل أو الحظر لم يكن أمامهم سوى وسائل الإعلام التى يستقون معلوماتهم منها"، مشيرا إلى أن مشكلة فيروس كورونا لاتقتصر على البلد المتأثر به، ولايمكن إدارتها بصورة منفردة ، بل لابد من التعاون وتضافر الجهود بين العالم كله من أجل التصدي بشكل كاف لهذا التهديد الذي يمس البشرية كلها.
وشدد على أن هذه الأزمة ليست ملائمة لتحقيق السبق الإعلامي، ولكنها فترة تضامن والعمل بعمق وإنكار للذات حيث أننا نخاطب جمهور أو نكتب لقراء وليس لأجندات سياسية أو لمصالح خاصة، موضحا أنه على وسائل الإعلام تحمل المسئولية وتحرى الدقة والمصداقية فى نقل الأخبار الخاصة بالفيروس وعدم نقل الأخبار المضللة أو المساهمة فى نشرها.
وأضاف" فمثلاً ماقامت به بعض وسائل الإعلام الدولية والتي أوردت أن الفيروس التقطه شخص تناول حساء خفاش في الصين وهذه المعلومات تناقلتها بعض وسائل الإعلام العالمية ، ولكن أحداً لم يقدم لنا الدليل على هذا الكلام .. ولا أحد يمتلك الحقيقة حتى الأن" .
وتابع قائلاً"والحقيقة أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ..ولكنه استفحل بشكل كبير للدرجة التي نشاهدها الأن فى الحروب الإعلامية على وسائل التواصل الإعلامي، ووسائل الإعلام المختلفة حول درجة أمان اللقاحات المنتظرة والمخاوف التي نسمعها عن عدم خضوع هذه اللقاحات للتجارب الكاملة، حتى أن المثار حالياً أن بعضها – وأمام الضغط العالمي والإعلامي – سيتم منحه " موافقة طوارئ" من منظمة الصحة العالمية .. وهذا ما يعني أن كل إنسان سيتعاطى هذا اللقاح سيكون على مسئوليته الشخصية دون أي مسئولية على منظمة الصحة العالمية أو الشركة منتجة اللقاح، حيث أن موافقة الطوارئ لا تعنى أن اللقاح مر بالتجارب اللازمة ".
وأردف قائلاً" هذا ما نحتاج لمصارحة المواطنين به كمسئولين وكوسائل إعلام دون بث روح الإحباط لدى الناس وهذه معادلة صعبة" .
وتابع أنه مع استمرار انتشار الفيروس، تتزايد أعداد الإصابات والوفيات، وتغلق المدن والدول، ويضطر العديد من الأشخاص إلى العزلة الذاتية، ولكن وسط كل هذه الأخبار المقلقة والمؤلمة ،هناك حاجة ملحة إلى نشر الأمل والتفاؤل ،وليس لترويج الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تؤدى إلى تفاقم المشاكل والأضطرابات النفسية ،بينما يؤدي الأمل والتعاطف والاستعداد للمساعدة والتصرف بمسئولية والاستماع للإرشادات والنصائح الصادرة عن العلماء والجهات الصحية إلى إيقاف تفشى المرض.
وقال "في النهاية هذا الفيروس لا يعرف الحدود، ولن نستطيع هزيمته إلا بالجهود الدولية المتضافرة، فهو ليس شأناً محلياً يخص دولة بعينها، ولكن شأن يخص البشرية كلها فلنعمل جميعاً على نشر رسائل الأمل والتفاؤل والإيجابية كعامل وقائى ضد فيروس كورونا".
ودعا المواطنين في كل بلاد العالم للصبر والالتزام بالإجراءات الإحترازية اللازمة وإرتداء الكمامات والبعد عن التجمعات كحل وحيد متاح حتى يصل العلماء لنتائج علمية موثقة وآمنة، معربا عن اعتقاده بأن اللجوء للإغلاق التام أو الجزئى سيكون مفيداً للبشرية إذا اضطر العالم له مره أخرى.
وقال "إن الأمر الذي يدعو للتفاؤل هو ذلك السباق العلمى بين شركات الدواء لإنتاج اللقاح، فلندعهم يعملوا فى هدوء ودون ضغط حتى نصل لحل آمن للبشرية كلها".