"جناح لخيبة اللّبـؤة".. من كتاب أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض لـ"عبدالرزاق بوكبّة"
تنشر "الهلال اليوم" نصًا جديدًا من كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض"، للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، بعنوان "جناح لخيبة اللّبـؤة"، ونقرأ فيه:
تعود ريمهْ إلى عادتها القديمهْ تجلس في اتحاد الكتّاب،
وتنتظر صاحبها الذي يقول لها في كل مرة: ألقاك عند الظهر.
ينتصف النهار: فتتفقّد
زينتها وتنتظر.
يحلّ الظّهر: تتفقّد قلبها
وتنتظر.
يأتي العصر: تتفقّد صبرها
وتنتظر.
يهبط الليّل: تتفقّد دموعها
ولا تنتظر، فالليّل ليل، والفنادق لمن يحجز باكراً في العاصمة.
تبيت ريمة في العراء/ تكتشف
أن دولة الليّل لا تطلب وثائقَ من مواطنيها/ لا تشغلهم بماضيهم، حيث الماضي يعني
شباب الخيبة/ لا تشغلهم بآتيهم حيث الآتي سيعني شيخوخة الخيبة، تشغلهم بحاضرهم، حيث
الخيبة تدبّ بعيداً عن الشمس في كلّ أطوارها.
يعود صاحب ريمه
إلى عادته القديمه
يجلس في اتحاد الكتّاب
وينتظر ريمةَ التي لا يعرف
متى تطلع.
ينتصف النهار: فيتفقّد
زينته وينتظر.
يحلّ الظهر: يتفقّد قلبه
وينتظر.
يحلّ العصر: يتفقّد صبره
وينتظر.
يهبط الليّل: يتفقّد خوفه
ولا ينتظر، فالليل ليل، والفنادق لمن يحجز باكراً في هذه العاصمة. يبيت صاحب ريمةَ
في العراء.
أعفتْه دولة الليل من
وثائقه/ لم تشغله بماضيه/ لم تشغله بآتيه، بل شغلته بريمةَ تكتب تحت عمود كهرباء.
بعد سنتين، كتب لها في
فيسبوك:
روائيتي الكبيرة...
خرجتُ من السّجن قبل يومين
فقط، بسبب حماقة في ليلة عراء، وهناك كنت أقرأ عن روايتك الشهيرة، وأشاهدك تتحدثين
عنها في الفضائيات.
قلت للولهي بن الجازية بعد
خروجي من السّجن مباشرة: "أعرني رواية ريمة".
قرأت الرّواية/ أعدت
الرّواية
وفي آخر صفحة وجدتُني أكتب
من غير أن أشعر: لهذه الأسباب/ لن أعود إلى اتحاد الكتاب.