رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السقوط الأخير.. ليبيا في مذكرات «أوباما»

24-11-2020 | 15:20


نشر الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الجزء الأول من مذكراته عن الفترة الرئاسية الأولى التي تحمل اسم "أرض الميعاد"، وذلك يوم الثلاثاء الماضي والتي احتوت على فصل كامل عن ثورات الربيع العربي وبما فيها الثورة الليبية.

وفي حديثه عن التدخل العسكري في ليبيا، أكّد أوباما أنه كان هو صاحب القرار في ذلك، لا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقال إن بعض القادة العرب، اقتنعوا بضرورة سحق التظاهرات بصورة منظمة وبلا شفقة، مستخدمين العنف الضروري، ضاربين بعرض الحائط ما سيقوله المجتمع الدولي.

الربيع العربي من وجهة النظر الأمريكية

في آخر 2010، بدأ عمل الإدارة الأمريكية على وقف الدعم للديكتاتوريات العربية ودفعهم لإجراء إصلاحات لإخماد الثورات دون التدخل أو الإطاحة بالحاكم.

مع تزايد وتيرة الأحداث وتعقدها اضطرت الولايات المتحدة للتدخل للحفاظ على مصالحها في الوطن العربي وتفاعل مع الواقع حتى لا ينفلت منها زمام الأمور.

بدايات الثورة الليبية وفق مذكرات أوباما

في أعقاب الثورة التونسية والمصرية كانت الثورة الليبية في 17 فبراير للإطاحة بالحكم الديكتاتوري للقذافي.

خرج الثوار في تجمعات في مدينة بنغازي حاول نظام القذافي التصدي للثوار مما أدى لمقتل العديد منهم، ما دفع حكومة أوباما لدعوة القذافي للرحيل بعد فقد الشرعية وقتل الثوار. وجاء وصف "أوباما" لمعمر القذافي بالغريب الأطوار وغير متوازن في مشيرًا إلى خطابات القذافي في الأمم المتحدة والتي كانت تتسم بعدم التوازن.

لا نية للتدخل العسكري

حاولت إدارة أوباما تدارك الموقف وارتأت في البداية فرض عقوبات اقتصادية على القذافي وعائلة كأفضل الخيارات لردع التعديات، ولم يكن هناك نية للتدخل العسكري لأنه لا يوجد تهديد للمصالح الأمريكية.


في ذلك الحين كانت القوات الأمريكية منغمسة في حرب أفغانستان وحرب العراق، ولم يكن هناك نية لدى الإدارة الأمريكية لدخول حرب جديدة، "الدخول في حرب جديدة ضرب من الجنون" كما قال جو بادين، نائب الرئيس في ذلك الوقت والرئيس المنتخب الولايات المتحدة حاليا.


وما زاد التردد حول نية الدخول في حرب عندما تناول" أوباما" العشاء مع أحد الجنود الأمريكيين في أفغانستان وشعر بالمسئولية الكبيرة والقلق من دفع الجنود للموت في حرب جديدة.

بريطانيا وفرنسا سبب تورط أمريكا عسكريا في ليبيا

سارت الأمور في غير ما خططت له الإدارة الأمريكية، وأضاف "أوباما" عن التدخل الفرنسي والبريطاني في ليبيا "اتخذ ساركوزي رئيس فرنسا، وكاميرون ورئيس وزراء بريطانيا، موقفا من منطلق نظرة دولتيهما الأوضاع وضاع دون تنسيق مع الإدارة الأمريكية وقاموا بالتدخل في ليبيا بعمل منطقة عزل جوي لمنع وصول قوات القذافي إلى الثوار في بنغازي".

ووفق لمذكرات أوباما حتى ذلك الوقت كانت الإدارة الأمريكية رافضة للتدخل العسكري في ليبيا؛ لكن مع الضغط المتزايد من الإعلام والإحراج أمام الرأي العام الذي يطالب الإدارة بالتدخل لوقف سفك دماء الثوار اضطرت الولايات المتحدة للتفاعل مع الوضع.

 انزعاج أوباما.. وخطة تدارك الموقف

أجرت الإدارة الأمريكية دارسة حول مدى جدوى العزل الجوي الذي فرضته فرنسا وإنجلترا واتضح أنه بلا فائدة؛ لأن القذافي لم يحاول قذف بنغازي بالطائرات وإنما عن طريق القوات البرية.

استحضر الرئيس باراك أوباما خُطته لتدارك الموقف وتعتمد على قيام الولايات المتحدة تقذف قوات  الدفاع الجوي للقذافي؛ لتحجيم ردة فعله فيما بعد، والطرف الثاني الدول الأوروبية وتقذف قوات القذافي البرية حتى لا تتقدم نحو بنغازي.

إصدار أمر القذف

أوضح "الرئيس أوباما" أن خطاب القذافي للرد على الثوار والذي تضمن عبارة الشهيرة  "زنقة زنقة... دار دار.. حارة حارة" في إشارة للبحث عن الثوار لاعتقالهم؛ هو ما تسبب في تأجيج الموقف واعتبره نقطة مفصلية في التصعيد تجاه الثوار، مضيفاً "حينما جاء وقت تنفيذ العملية والبدء بالضربة الأمريكية لقوات الدفاع الجوي كنت في زيارة للبرازيل ويلزم لإصدار الأمر بالهجوم وجود أجهزة اتصال مشفرة ومؤمنة جيدا، وبسبب عدم توفر هذه الامكانيات لجأتُ لاستخدام تليفون غير مؤمن من أحد المعاونين، واتصلت بقائد القوات المسلحة وأعطيته أمر البدء".

يذكر أن المذكرات التي تقارب الـ800 صفحة عُرضت في 23 دولة، وحققت مبيعات قاربت نحو 890 ألف نسخة في الولايات المتحدة وكندا خلال أول 24 ساعة.


حصلت دار نشر "بينغوين راندام هاوس" على حق نشر "أرض الميعاد" مقابل 60 مليون دولار، وهو الأعلى بالنسبة مقارنة بباقي رؤساء الولايات المتحدة،  ومن المتوقع أن تحتل "أرض الميعاد" مرتبة المذكرات الرئاسية الأكثر مبيعا في التاريخ.