المدافع عن حقوق الإنسان.. «حافظ أبو سعدة» يرحل بعد مسيرة من النضال الحقوقي
غيب الموت الحقوقي المناضل الدكتور حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن عمر يناهز الـ55 عاما، إثر إصابته بفيروس كورونا.
كان أبو سعدة قد أصيب بفيروس كورونا، قبل أسبوعين تقريبا، ونقل على إثرها لتلقي العلاج في إحدى المستشفيات، حتى وافته المنية اليوم.
ونعت الدكتورة نهاد أبو القمصان، زوجة أبو سعدة ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة، زوجها، قائلة: "حب عمري وأبو أولادي وأعظم راجل شفته وعشت معاه وطول عمرى مسنودة عليه، الدكتور حافظ أبو سعدة المحامي والمناضل الحقوقي.. لبى نداء ربه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ادعو له.. وادعولنا".
من هو حافظ أبو سعدة؟
ولد أبو سعدة في عام 1965 في محافظة القاهرة، وتخرج في كلية الحقوق، وعمل كمحام في محكمة النقض وفي مجال حقوق الإنسان وانخرط في المجتمع المدني المصري، كما شارك في الحركة الطلابية في الثمانينيات ضد حكومة الرئيس الأسبق حسني مبارك، واعتقل عدة مرات بسبب أنشطته المعارضة.
شغل أبو سعدة عدة مناصب خلال مسيرته المهنية في العمل بمجال حقوق الإنسان حيث، كان رئيسا للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، كما كان عضوا في المجلس القومي لحقوق الإنسان، فضلا عن عضويته في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وكان مبعوثها إلى جامعة الدول العربية من عام 2004 إلى عام 2007.
وشارك أبو سعدة شارك في عشرات المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان، وكان يحضر جلسات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بانتظام كممثل للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان التي لديها عضوية استشارية لدى الأمم المتحدة تعطيها الحق في مراقبة جلسات الأمم المتحدة المختلفة.
مواقفه السياسية
كان أبو سعدة مؤيدا لثورة 25 يناير ضد نظام مبارك، كما عارض بشدة نظام حكم الجماعة الإرهابية، وشارك في مظاهرات 30 يونيو 2013، الرافضة لحكم الإخوان والتي أدت في نهاية المطاف إلى خلع الرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو 2013.
وكان رافضا للسياسات التركية، حيث أكد في تغريدات سابقة له أن أردوغان يسعى من تحقيق مصالح تركيا عبر المتشددين الإسلاميين، قائلا: "ولا استبعد أن يكون قاتل المدرس الفرنسي عضو تنظيم من تنظيمات داعش التي ترعاها تركيا في سوريا وليبيا والتي دخلت أوروبا عبر موجات الهجرة التي قامت بها تركيا والتي تسمي بالذئاب المنفردة".
ووصف قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتمديد مساعدات الحكومة للعمالة غير المنتظمة في مجال السياحة، عقب جائحة كورونا، بأنه قرار مهم ويجب أن يكون بمثابة توجيه للحكومة للاهتمام بالفئات الضعيفة والمهمشة وإعادة العمل في مجال المعمار لفتح بيوت توقفت بقرار وقف البناء.
وكان دائما ما يؤكد ضرورة التفرقة بين المنظمات السياسية التي تستخدم شعار حقوق الإنسان وبين المنظمات الحقوقية التي تعمل من أجل مبادئ حقوق الإنسان وتعزيزها، وأهم هذه المبادئ استقلال القضاء وعدم التدخل في شئونه، بسبب وجود منظمات مسيسة لها أهداف سياسية تتنافى مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان، وهي التي أنشأتها جماعة الإخوان الإرهابية والدول الداعمة لها مثل قطر وتركيا.
وفي آخر تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال أبو سعدة: "فيه فتاوي تشعر معاها أنها تطلق لخلق جدل وهمي وليس لها أي إمكانية تحقق طالما لا ينظمها قانون الأحوال الشخصية وبما يضمن حقوق كل طرف".