رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى رحيلها.. شادية والعندليب الأسمر.. صداقة ومسيرة فنية طويلة

28-11-2020 | 14:20


من الصعب حاليًا أن يجمع عمل فني واحد عملاقين من عمالقة الطرب، بل أحيانا يكون الأمر مستحيلا بين نجوم عصرنا الحالى، ولكن يبدو أن الأمر قديما كان أكثر سهولة وبساطة من الآن؛ المثال الحاضر من زمن الفن الجميل، يتجسد فى العندليب الأسمر الذي قدم الكثير من الأعمال السينمائية والغنائية مع النجمة الراحلة شادية؛ بل كانت تربطهما كيمياء خاصة فى الأعمال التى قدماها سويا.


ثم بدأ التعاون الفني، حيث كان لشادية النصيب الأكبر بين النجمات اللاتي شاركن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في بطولة أفلامه، وهي الوحيدة التي شاركته 4 دويتوهات الغنائية.


بدأت علاقة شادية بالعندليب بالصدفة بعد ما سمعت صوته عبر إحدى الإذاعات، وأعجبت بصوته بشكل قوى وظلت تبحث عن المطرب الشاب الجديد، الذى يدعى عبد الحليم حافظ صاحب الصوت القوي والموهبة المختلفة، وأثناء جلسة لها مع الملحن "كمال الطويل" أخبرته أنها سمعت صوتاً جديداً وأخبرها أنه يعرفه جيداً، وسيطلب منه أن يحضر فى البروفة المقبلة لكى تتعرف عليها.


توقعت شادية فى مخيلتها بسبب قوة صوته أن ترى شابا ضخما وطويلا إلا أنها وجدته عكس الصورة التى رسمتها له، وهو ما أكدته من قبل فى أحاديث إذاعية لها، لتنبهر بشخصيته بعد عدد من الجلسات التى جمعت بينهما بعد لقاء التعارف الأول، والذى كان بداية لصداقة قوية وسلسلة من الأعمال.


شاركت شادية حليم عام 1955 بطولة أول أفلامه السينمائية «لحن الوفاء»، والذي كان علامة انطلاقه في عالم الطرب والتمثيل، ويدور الفيلم حول قصة موسيقار مشهور يدعى علام يرعي ابن صديقه جلال الذي يهوى الغناء، ويتعرف جلال على المطربة سهام ويربط الحب بينهما ويتفقان على الزواج، ويعاني علام من عقدة تلازمه منذ سنوات عندما خانته المرأة التي أحبها وأصبح لا يثق في النساء، إلا أنه يشعر بالحب نحو سهام ويحاول أن يتزوجها، يعارض علام زواجها من جلال وفي نفس الوقت يعترف لها بحبه، ويطلب جلال من سهام، أن يضحيا بحبها خوفًا على علام من صدمة أخرى، إلا أن علام يدرك خطأ ما يقدم عليه فهو يكبر سهام بسنوات، علاوة على تعلقها بجلال وحبه لها، يبارك زواجهما ويستعدون لتقديم الأوبريت الجديد.


بعد ذلك قدما سويا فيلم دليلة عام 1956، وهو أول فيلم مصري ملون بتقنية السكوب، ويحكي الفيلم قصة شاب فقير يعمل كهربائيًّا ويهوى الموسيقى والتلحين، تسكن معه في نفس المنزل فتاة يتيمة تحبه ويبادلها الحب، يتجه في تلحينه نحو التجديد والذي لا يقابل بالاستجابة، يكتشف أن حبيبته مريضة بالسل وأن علاجها يحتاج إلى مبلغ كبير لذلك فهو يوافق أن يغني بأسلوب لا يرضى عنه لتدبير المبلغ، تقرر الفتاة أن تضحي بنفسها فتنتحر لتحرره من هذا الوضع.


وقفت الفنانة شادية أمام حليم للمرة الأخيرة في فيلمه قبل الأخير «معبودة الجماهير» عام 1967، والذي واجهته عدة مشكلات بدءً من تعطل التصوير لسنوات طويلة لظروف مرض البطل وتكرار سفره إلى الخارج للعلاج، وانتهاءً بتوقيت عرض الفيلم بدور السينما؛ حيث تزامن مع وقوع نكسة 1967.


وتدور أحداث الفيلم حول الممثلة سهير "شادية" التي تقع في غرام إبراهيم "عبد الحليم حافظ" الممثل الناشئ المغمور، ويخشى مخرج افلامها "يوسف شعبان" أن تنشغل بحبها وزواجها عن فنها، فيرسل لها من تدعي أن إبراهيم زوجها، تثور سهير لكرامتها وتهين إبراهيم أمام الجمهور، فيصمم إبراهيم أن يثبت للجمهور أنه صاحب موهبة في ميدان الموسيقى والغناء، وبالفعل يصبح مطرباً ناجحاً في الوقت نفسه يهوى نجم سهير، وتنكشف الحقيقة للاثنين، و يجمع شملهما مجددا.