فى ذكرى وفاتها «بليغ وشادية».. بصمة خاصة ومسيرة متنوعة
تحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة الفنانة شادية، التى تعاونت خلال مسيرتها مع كثير من الملحنيين، فى عشرات الأغانى، ولكن تعاونها مع بليغ
حمدى كان له طابعًا خاصًا، وكانت لألحان بليغ بصمة متميزة فى مسيرة شادية الغنائية، حيث
غنّت شادية من ألحان بليغ أكثر من 70 أغنية،
وترصد «الهلال اليوم» أبرز إنتاجاتهم المشتركة معًا، والتى تحولت إلى تحفاً فنية خالدة
فى تاريخ التراث الغنائى العربى.
وكانت البداية مع الفلكلوريات، حيث صنع بليغ لشادية ألحانًا بديعة كلماتها مأخوذة من التراث
الشعبى المصرى والعربى.
وكان
أولها أغنية "آه يا أسمرانى اللون" ولحنها بليغ فى عام 1966، وهى أغنية من
الفلكلور الشامى الذى يتردد فى مصر منذ مطلع القرن العشرين، حتى ظنها البعض من الفلكلور
المصرى.
وغنّت شادية لبليغ اغنية "الحنة يا قطر الندى" وهى من الفلكلوريات التى تتردد
فى مصر منذ أكثر من ألف سنة، عندما زفت قطر الندى ابنة "خمارويه" إلى الخليفة
المعتضد، وكانت ليلة حنائها من أبرز الليالى التى خلدتها الأغانى الفلكلورية لتكون
رمزا لليالى الحناء فى بيوت المصريين.
وكانت
شادية غنت "خدنى معاك ياللى مسافر.. خدنى معاك"، وهى أغنية من الفلكلور الصعيدي، الذى بنى عليه بليغ لحنا من أهم ألحانه
الفلكلورية.
ومجال آخر تعاون فيه الثنائى معا، وهو الأغانى الوطنية،
فقد غنت شادية عدة أغانى وطنية من ألحان بليغ نذكر منهم "قولوا لعين الشمس"،
وهى من كلمات مجدى نجيب، وغنتها في حفل سينما ريفولى عام 20/10/1966، والأغنية تعد
تأبينا لإبراهيم الورداني صاحب واحدة من أشهر عمليات الاغتيال السياسي، والذى قد اغتيل
فيها بطرس باشا نيروز غالي في عام 1910، وكان بطرس باشا هو رئيس الوزراء انذاك، والذى
كان قد وقع اتفاقية جعلت بريطانيا تدير السودان بالمشاركة مع مصر، وكان يود تمرير قانون
لمد امتياز ادارة قناة السويس للإنجليز حتى عام 2008، كما انه كان رئيس المحكمة التى
أمرت بالإعدام في حادثة دنشواي الشهيرة، وكان ينظر المصريون له وقتها بأعتباره خائنا،
وأتت أغنية " قولوا لعين الشمس"
لتحي ذكر ابراهيم، بعد ان قام بليغ بإعادة إنتاجها مرة اخرى وتغير لحنها واهدائه لشادية.
وهناك تعاون ايضا في أغنية "عبرنا الهزيمة"
ولها قصة شهيرة، حيث في اليوم الثاني لنصر أكتوبر تصدرت صفحة الأهرام افتتاحية الكاتب
الكبير توفيق الحكيم بعنوان (عبرنا الهزيمة)، وبالمصادفة قرأها بليغ حمدي وكان بجواره
عبد الرحيم منصور ووجدى الحكيم، فهمس وجدي في أذن بليغ بأن يحول ومعه عبد الرحيم منصور
الافتتاحية لأغنية، وفى لحظات تمت الأغنية واتجهوا لمكتب توفيق الحكيم في جريدة الأهرام
للحصول على موافقته، فوافق وخاصة بعدما علم أنها ستكون بصوت الفنانة شادية، وللثنائي
شادية و بليغ تعاون في عدة أغانى وطنية أخرى مثل "ادخلوها سالمين"، و"غالية
يا بلادي"، و"يا أم الصابرين"، والأغنية الوطنية الأشهر "يا حبيبتى
يا مصر".
وقائمة
ألحان بليغ مع شادية فى الأفلام والمسرحيات كبيرة جدا، وبها عدد كبير من الأغانى الهامة
والعالقة فى الأذهان ومن أهم تعاونهم نذكر أغنية "مكسوفة منك"، وهى من كلمات
فريال سلام و غنتها شادية فى فيلم "عش الغرام" عام 1959،و هناك أغنية
"عطشان يا صبايا"، وهى من كلمات مرسى جميل عزيز، وقد غنتها فى فيلم
"أضواء المدينة" عام 1973، ايضا هناك أغنية "يا عينى على الولد"،
وهى من تعاون شادية مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، وظهرت فى فيلم "شئ
من الخوف" عام 1962، وأغنية "الدور الدور"، وهى من كلمات عبد الوهاب
محمد، وغنتها شادية فى مسرحية "ريا وسكينة" عام 1983، كما غنت "والله
يا زمن "، وهى من كلمات عبد الوهاب محمد، وكانت فى مسلسل "نحن لا نزرع الشوك"،
واخيرا أغنية "سكر حلوة الدنيا سكر"، وهى من كلمات محمد حمزة، وكانت فى فيلم
"نص ساعة جواز" عام 1969.