"حبسوني مع الجاموس".. قصة خطاف الراحلة شادية بالتفاصيل
اليوم 28 نوفمبر ذكري رحيل الفنانة العملاقة "شادية"، والدها يدعى أحمد كمال وكان يعمل مهندس، وهو من اختار لها اسمها الأصلي "فاطمة".
واختلفت الروايات حول سبب تسميتها بهذا الاسم، فالبعض يقول إن الممثل عبد الوارث عسر هو من اختار لها اسم شادية، لأنه عندما سمع صوتها لأول مرة، قال: "إنها شادية الكلمات"، والرأي الآخر يقول إن المنتج والمخرج حلمي رفلة، هو من اختار لها اسم شادية، بعد أن قدمت معه بطولة فيلم "العقل في إجازة"، وهناك رأي ثالث يقول أن الممثل يوسف وهبي هو من أطلق عليها هذا الاسم، بعد أن رآها حين كان يصور فيلمه "شادية الوادي".
وحققت الراحلة شادية نجاحاً كبيراً وطفرة فنية ملحوطة مع المنتج والممثل أنور وجدي في أفلام "ليلة العيد" عام 1949 و "ليلة الحنة" عام 1951واستكملت مسيرة نجاحها بثنائيتها مع كمال الشناوي، في العديد من الأعمال، منها "حمامة السلام" عام 1947 و"عدل السماء" و "ساعة لقلبك" عام 1948 و"ظلموني الناس" عام 1950، كما إستطاعت أن تصبح نجمة الشباك الأولى لأكثر من ربع قرن، حسب الكاتب سعد الدين توفيق، وتوالت أعمالها من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ، بفيلمي "اللص والكلاب" و"زقاق المدق والطريق"، إلى أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم "لا تسألني من أنا"، الى جانب الممثلة مديحة يسري عام 1984.
كما شكل فيلم "المرأة المجهولة" لمحمود ذو الفقار نقلة نوعية في مسيرتها، إضافة الى فيلم "مراتي مدير" عام 1966 و "كرامة زوجتي" عام 1967، وفي فيلم "عفريت مراتي" عام 1968. وقدّمت شادية أيضاً فيلم "أغلى من حياتي" عام 1965.
في صعيد آخر، وقفت الراحلة على خشبة المسرح وقدمت مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر، لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية. وكانت هذه المسرحية التجربة الأولى والأخيرة في مشوارها الفني.
وبتلك المناسبة وفي ذكري رحيلها نذكر قصة اختطافها وهي في السادسة من عمرها، يرجع تفاصيل تلك الحادثة لمقال نشر علي لسانها في إحدى المجلات عام 1960، بعنوان: "خطفوني وحبسوني مع الجاموس"!
حيث تعرضت الراحلة شادية لمحاولة الخطف وهي في سن السادسة فكتبت تقول: "في أحد الأيام وبينما كنت ألعب أمام البيت تقدمت مني سيدة ترتدي ملاءة لف وأخذت تحدثني بحنان وقدمت لي بعض الحلوى فارتحت لحديثها وأكلت الحلوى اللذيذة، وبعدها لم أشعر بنفسي فكانت الشوكولاتة تحتوي على مخدر".
أخذتها تلك السيدة إلي أحد الأماكن المجهولة، ولما استيقظت شادية وجدت نفسها في "زريبة" وبجانبها جاموسة وحمار وإمرأة قبيحة غير التي خطفتها تجلس أمامها، وبعد قليلْ سمعت صوت بكاء طفلة يخرج من الغرفة المجاورة للزريبة، فأدركت وقتها أنها مخطوفة.
واستكمالاً للقصة وكيفية نجاتها من محاولة الخطف هذه تقول شادية: "جاء رجلان يرتديان ملابس بلدية وأخذا يتحدثان مع المرأة بصوت منخفض، فهمت منه أنهما يتحدثان عني وعن الطفلة الأخرى، وفجأة نشب خلاف بينهما وإعتدى الرجلان على المرأة بالضرب، وبعد ذلك إستغلت شادية الفرصة وهربت من البيت، وإلتقت برجل طيب سلّمها الى الشرطة، والتي كانت الأخيرة تبحث عنها.
جدير بالذكر أن أول أعمال الراحلة شادية فيلم "العقل في إجازة" حينما نشرت احدي الصحف صورتها بهدف البحث عن عمل لها، فهي تملك موهبة الغناء والتمثيل، وفي الحقيقة لم يكن هدف المحرر الناشر لصورتها تقديم الإحسان أو المعروف لـ شادية، ولكن كان غرضه الكسب من ورائها باستغلال جمالها وموهبتها الفنية، ووقتها كان المخرج حلمي رفلة يبحث عن وجوه جديدة للتمثيل، وعندما رأي صورتها في الصحيفة طلبها وأسند لها دور في فيلم العقل في إجازة وهي أول خطوة في مسيرتها الفنية الطويلة.
أما عن اعتزالها وارتدائها الحجاب فقالت الراحلة: "إن سبب اعتزالي المواقف العديدة التي مررت بها، وجعلتني أبتعد عن هذا الطريق، فقد قال الحق (إن الله يهدي من يشاء)، وقد عرفت الطريق الصحيح وهداني الله تعالى إليه ومكني من التمسك به لأتعرف على ديني وأعيش في رحاب الله... غيّرت مجرى حياتي لأعرف معنى السعادة الحقيقية في رعاية الأطفال الأيتام".
توفيت شادية في مثل هذا اليوم الموافق 28 نوفمبر عام 2017، بمستشفي الجلاء العسكري عن عمر يناهز الـ86 عاماً، بعد صراع مع المرض .
وأُقيمت صلاة الجنازة على جثمانها في مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وحضر جنازتها عدد كبير من نجوم الفن والسياسة.